ادعاء التقى

علي البحراني

٢٠١٩/٣/١٩م

من بعض صور ادعاء رجال الدين التقوى

أولاً: أقوالهم تخالف أفعالهم

يدعي الكثير من المتدينين والمتشددين في ذات الله أنهم يحملون من الورع والتقى والإيمان ما يمنعهم من الزلل والخطأ قدر ما يستطيعون، إلا أن هذه المفاهيم تختفي تماما بل ويحل محلها مفاهيم ممسوخة يبررون بها ما يفعلون دينيا فيغتابون ويشتمون ويفسقون ويخرجون من يشاؤون من حظيرة الدين باسم (التكليف الشرعي) الخدعة التي يغلفون بها سوء العمل لتنطلي على البسطاء والسذج الذين يرونهم ملائكة الله على الأرض وطريقه المستقيم إلى الجنة.

بعض هؤلاء يخرجون أسوأ نفوس وأقبح سلوك يسلكونه مع المخالفين لهم في الرأي فضلا عن المخالفين في العقيدة.

فلا ميزان ولا قسط ولا عدالة ولا إنصاف مع المخالفبن لهم.

في مخالفة صريحة لأمر الله الذي يدعون أنهم يتبعونه:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (*) [ سورة المائدة] الآية 8 

ثانياً: نظرتهم العدائية لأراء العلماء

فتجدهم حتى مع العالم المتمكن الحصيف العميق وحتى لو كان كما يقولون (متخصص) علما أن أي أكاديمي أنهى الإبتدائي والمتوسط والثانوي  والبكلوريوس والماجستير والدكتوراه وكان نابغ مجد استاذ وتصوروا حجم العلوم والمعارف المتنوعة التي اكتسبها لا ينصفونه بل ويكيلون التهم والتسقيط والإهانة له لمجرد أنه بمعارفه وقدراته العقلية وتخصصه خالف مبنى فقهي كالرؤية الفلكية للهلال أو حلية منتج لخلوه من الكحول أو من لحم الخنزير او قانوني كانت له وجه نظر قانونية في العقود. 

في الحين أن الله يأمر بالعدل حتى مع العدو، لكنهم يفصلون الدين والأحكام على مقاس أحذيتهم كي يمشوا مرتاحين في أدمغة تابعيهم، دون أدنى أخلاق أو صفة بشرية فيتحولون إلى فحار في الخصومة بوهم الدفاع عن الدين فهل من الدين أن يدافع عنه بالسوء والرذيلة؟

أضف تعليقك هنا

علي البحراني

علي البحراني