إستعد لدفع الثمن

في الحياة كل شيئ بثمن

هناك مثل غربي مؤداه ” ان قطعة الجبن المجانية موجودة فقط في مصيدة الفأر”, ويعني ذلك الا شئ في هذه الحياة مجاني وقد قالها ايضا نجيب محفوظ حين قال: “الحياة لا تعطي دروسا مجانية لأحد وحين اقول علمتني الحياة تأكد انني دفعت الثمن”, لديك اماني واحلام, دعها هناك انها لا تهم احدا نفسك اوالديك , ان احببت ان تحولها لواقع فعليك ان تدفع الثمن, وكل ماله قيمة له ثمن حتى ان قال بعضهم ان العفة نفسها ماهي إلا تطلب لغواية اكبر وتحديد لسعر اعلى لا يتأتى إلا بالأصول والأعراف, وهكذا فكر كما تشاء لكن اسأل نفسك دائما ماهو الثمن؟ وهي في مقدروك ان تدفعه بالكامل ومقدما؟, هذا الثمن ليس بالضرورة ان يكون على الدوام مالا, فربما يكون صبرا, وربما يكون جهدا, وربما يكون تحملا لألم ومعاناه وربما وربما, لكن الثابت ان هناك ثمن لكل ما تبغيه ولن تحصل على ما تبغيه حتى تدفع الثمن فهل انت مستعد؟ وهل حددت جيدا ماهو ثمن ما تبغيه؟.

الخيال المجاني  والواقع المادي

تميل كثيرا  للخيال وتجد فيه راحتك كفضاء مفتوح انت فيه حر من التزامات الحياة ونكدها , تعامل فيه نفسك كما تشاء بلا حسيب ولا رقيب, وتقدر فيه نفسك بما يتجاوز اثرك الفعلي في وجودك الحقيقي, وليس هذا جنون بل انه يمكن ان يكون طريقك للعظمة ان صاحبت افكارك الخيالية خططا عملية وجسارة وإستعدادا لدفع الثمن, ولكن في الغالب الأعم انك مثل كثيرين بلغوا سن الرشد بأعمارهم لكن الاحلام والاماني لديهم مازالت في عمر الطفولة, تتصور ان احدا ما سيقوم بجلب امانيك لك دون ان يكون عليك اي دور سوى انك رغبت, وتستقبلك الإحباطات لأن كل من حولك يفكر في شأنه  ويهتم لشأنك بقدر ما يؤثر في شأنه.

والمؤسف اكثر انك عندما تحاول تحقيق اي رغبة او حلم تكون سريعا في انتكاستك سريعا في ضجرك سريعا في عزوفك وكأن الارض تدين لك بشئ او ربما تفكر في ان ترشوا تماما كما كنا نرشي والدينا بحفظ نشيد او اداء واجب او فعلا نعرف انه يسعدهم املا في تحقيق مرادنا , صحيح ان الرشوة تعمي المبصرين وتحرف كلام الأبرار, لكنها لا تنفع ولا تليق, اعجبني شعار مر علي منذ سنوات يخص شركة ديلويت يقول في معناه لا يمكننا ان نكون ناجحين حتى نساعد غيرنا في ان يكونوا كذلك, وهذا مربط فرس , حين تفكر في تحقيق امانيك في الوظيفة او في التجارة او في الحياة عموما فكر مليا مالذي يمكن ان تقدمه للآخرين لكي يقدموا لك ما تحتاجه لتحقيق امنيتك, وما الثمن الذي ستدفعه لتحقيق اماني الآخرين لتتحقق بدورها امنيتك بناء على ذلك؟, فالسماء لا تمطر ذهبا ولا فضة, وستظل امنياتك حبيسة نفسك تأخذها معك إلى دار القرار ذات يوم, ومعها ندمك انك لم تحاول.

الارادة والطموح

وعدم محاولتك هو نفسه ثمن ستدفعه يوم تضطر لأن تخسر ماكان بالإمكان تفاديه لو انك اقدمت يوما ودفعت الثمن, هناك دائما ثمن شئت ام لم تشأ والسؤال هو ما الذي تختار ان تدفعه ثمنا لما تجنيه؟, إن فرض عليك الثمن فأنت خاسر وإن اخترت ان تدفع الثمن فستكون رابحا إما بتحقيق ماتريد او بتعلم الحكمة في تجنب ما خسرك, وللأسف انت مثل الغالبية العظمى من الناس خوفك من الخسارة اكبر من رغبتك في الربح, ودون وعي منك تجهل ان إقدامك الواعي بإختيارك فيه فرص اكبر للمربح اكثر من إحجامك وترددك, بمعنى آخر انت عقبة في طريق تقدمك الشخصي, كغيرك من الكثيرين تحلم باللحظة التي كان يسميها اليونانيون بلحظة كايروس وهي اللحظة التي يجتمع فيها الحظ السعيد بالظروف المناسبة, تنتظر الكمال, وليس هناك كمال, هل تملك امنية؟

اجعل لك إرادة والإرادة ماهي إلا طموح وطاقة وتركيز لكن لا شئ يتحقق بلا مهارة واول ماعليك في المهارة هي ان تعرف نفسك وتوسع من طاقة تحملك وان تحدد الثمن الذي تستعد لدفعه وإلا إقرأ على امانيك السلام, عرف كونفوشيوس النجاح في الحياة قبل اكثر من الفي عام بكلمة “المبادلة”, فما الذي تبادله مع الآخرين لتحقق مرادك؟, عندما تولى تشرشل رئاسة الوزارة في بريطانيا والعالم مشغول يومها بالنازية التي تهدد بريطانيا وقصفت لندن فعلا قال في اول خطاباته للشعب الإنجليزي: “ليس لديكم عندي إلا الدم والعرق والدموع”, وهو نفسه تشرشل الذي قال لمضيفه في وقت لاحق: “حينما تسأل ماهي سياستنا؟ سأقول : أن نشن الحرب بحرا وارضا وجوا بكل قدرتنا وبكل ما اوتينا من قوة…. وإذا سألت ماهدفنا؟  أستطيع الإجابة بكلمة واحدة: هو الإنتصار , الإنتصار بأي ثمن, الإنتصار بالرغم من كل الذعر, الإنتصار كيفما يكون الطريق طويلا وصعبا فدون الإنتصار ليست هناك نجاة”, فهل تملك ان تقول لنفسك شيئا مثل هذا؟, وختاما ارجو ان تتذكر دائما مايلي: اننا جميعا ننظر لأنفسنا كمميزين وفريدين وبارعين وأصيلين وأفذاذ لكن الحقيقة اننا في الغالب نجاري من هم حولنا ونقلد فقط من نشعر تجاههم بالتقدير والإعجاب ولا شئ اكثر.

فيديو مقال إستعد لدفع الثمن

أضف تعليقك هنا