اسلام الهاشمي الحامدي , عاهرة الحارة , قصة قصيرة .

عودة الفتاة في منتصف الليل

ذات يوم من الايام ، كان هناك كلام متداول بين الناس علي فتاه تخرج من الحاره و تعود قبل اذان الفجر الي بيتها ، فظن الجميع انها تعمل في مجال مخالف الآداب ، وكان أباها رجل عجوز و امها متوفيه ، ومما زاد الطين بلة انها غير منخرطة وسط سيدات المنطقة فلا يعلم عنها أحد اي شيء .

وذات ليلة صيفية عادت و كان الجميع يسهر علي المقهي القريب من منزلها كل خميس حتي اذان الفجر ، فرمي كلا منهم بكلمه جرحتها و اذتها فجحظت عيناها و تبدلت ملامحها و صعدت الي منزلها دون أن و تردف بجمله واحده .

وفي صباح الجمعة وبعد صلاة الظهر نزلت الي السوق تقضي حاجتها من بقاله و خضروات تنقص بيتها الصغير المتواضع فرفض جميع البائعين أن يبتاعوا لها شئ وسخر كلا منهم و باتت عباراتهم بالهمس و اللمز حتي أن نزلت دموعها رغمآ عنها وسط قهقه وسخرية البائعين .

وبعد مدة قصيرة مات والدها بعد أن نفقت عليه الكثير من المال في مرضه الاخير وقررت أن تترك الحاره و تنتقل الي مكان آخر مكان لا تعرف احد فيه و لا يعرفها ، ووقت أن جاء إليها عاملين النقل و صعدوا الي منزلها يجموعون اشيائها لحملها اسفل العقار و نقلها علي سياره نقل سوزوكي ، حدث ما لم يكن في الحسبان الا وهو .

تجمهر الأهالي اسفل منزلها و قذفوها بالحجارة مع الكثير من السباب و اللعنات المتتالية ووصفها بالعاهره و بأنها رجس ونجس علي المكان .. ففر العاملين هربا و خوفا بعد أن ظن الجميع بأنها تأتي الرجال الي بيتها بعد موت ابيها وتفعل الفحشاء .

ضرب الرجال للفتاة

ظل الجميع يصرخ ولم ينتهي حتي أن صعد بعض الرجال و اقتحموا عليها منزلها و سحلوها أسفله العقار و ألقوا بها في منتصف الطريق وسط تجمهر الكثير ، من يبصق عليها و من يخرج بضاعته و يتبول عليها و من يلقي عليها بالطماطم و من يلقي البيض و من يلقي بعض الطوب الصغير حتي أن تمزقت ملابسها و نزفت دمآ ، حتي أن جاء شيخ المنطقة و صاح في الجميع بأن يتوقف و يسألهم قائلا :
ماذا تفعلوا هل جننتم ياقوم ؟!

فقال إحداهما : انها عاهره وتستحق الرجم .

فقال الشيخ : وهل رأيت بعينك ؟! و لحكم الزنا ثلاثة شهود .

‌فعم الصمت على المكان لبهره حتي أن واصل الشيخ حديثه وقال :
من منكم لم يشتهي تلك الفتاة منذ صغرها وبعد أن كبرت ؟!

نظر الرجال أرضا حيائآ

فقال :
من منكم لم يستحيها له ، و يتمنها وظن انها طير رخيص وابوها رجل كبير وحتي بعد أن مات ، من منكم قدم لها المساعده فانتم لا ترحمون و لا تتركون رحمه الله تنزل علي عباده ، تعود في وقت متأخر من الليل لأنها تعمل ممرضه هي تداوي المرضي و انتم تؤزون الناس .

‌تفرق الجمع وذهب الجميع وهم مطئط الرؤس ، فانخفض الشيخ وقال لها : لا تحزني .

‌فقالت له : انا فعلا عاهره و اعمل في مجال البغاء .

تبدلت ملامحه و اشطاط غضبا ‌فقال لها في غضب :
قبح الله وجهك .

ظروف الفتاة التي اجبرتها على العمل

‌فقالت : و مال الفرق ، انا اعمل منذ الصغر وفي كل مجال شريف اعمل به ، يلتف حولي جميع الرجال طمعا في وكلا منهم يريد أن يتذوق من عسلي دون مقابل و دون زواج وفي كل مره ارفض فيها اطرد شر طرده من العمل ، داق بي الحال فالجميع مثل الكلاب المسعوره و اي انثي تمر بجانبهم يلهثون خلفها ، ماذا افعل ، وكلما حاولت أن اقترض مال من احد طلب مني علاقة ، داق بي الحال و اتجهت رغم عني في طريق البغاء طمعا في شفاء ابي و ملاحقت نفقات علاجه .

فقال : وبعد موت ابيكي ما الذي يجبرك علي الاستمرار ، تزوجي و زوجك يعطيكي مثل ما كنتي تكسبيه و بالحلال .

فقالت : انا اخخذ في الليلة الفان من يعطيني مثل ذالك و من يقبل بي و بعلتي .

فقام و قامت و نفضت ما بها من تراب ومسحت علي وجها وقال : سلام الله عليكي سدعوا لك ربي بأن يغفرك .

فاتت إحداهما تمشي على استحياء وقالت :
انا سمعت الحديث و زوج امي يبرحني ضربا يوميا و ما ذاد الطين بلة في الآونة الأخيرة بات يتحسس جسدي .

فقالت : ماذا عني بكل ذلك .
فقالت : اريد ان اعمل معك .
فقالت : وما المانع هيا بنا .

فيديو مقال اسلام الهاشمي الحامدي , عاهرة الحارة , قصة قصيرة .

أضف تعليقك هنا