بين القيل والقال

كلام الناس والتأثر به

لاتُبرر..فالناس لاتسمع إلا ماتُريد أن تَسمعُه…

كثيراً ما يقع الأشخاص فريسة لكلام الناس ويُثيرهم دائماً البحث عن ماذا يُقال عنهم, ولأن هناك أفراد ضعاف الشخصية فهؤلاء دائماً ما يقعون ضحية التأثر بكلام الناس سواء بإيجابية أو سلبية ولا يتكلفون بمعرفة هل هذا الكلام صحيح أم خاطئ, ولعل أصحاب الشخصية النرجسية الذين يحبون حديث الناس عنهم هم أكثر تأثرا بذلك, ويهتمون دائما بما يقال عنهم ولاسيما الاحتفاء بأنهم يمثلون حديث الناس, ولكن المتأمل لواقع المجتمع وأحوال الناس والعباد يجد أن الناس لايتوقفون عن الحديث عن أحد سواء بالخير أو الشر, ولا يئلون جهداً في معرفة الصحيح من الخاطئ من القول.

حسن الظن بالناس

وإذا كان من الضروري معرفة نتيجة جهد شخصي قمت به أن تسأل اصحاب الثقة والامانة الذين لا يمكن أن يحدثوك الا بالصدق والاخلاص, فالناس لا تتحدث الا عن الناجح الذي لايستطيعون أن يصلوا إلي مكانته أو أن يصبحوا مثله, فلا يتوقفون عن الحديث عن ماضيه وما مكان عليه قبل ذلك…الخ, فالناس لاتعرف إلا الظاهر ولاتدري مايجري بداخل الاشخاص وما يشعرون به, كان في الماضي أحدهم يحدث صاحبه عن حسن الظن بالناس, فقال له لو وجدت أحدهم يقف علي الجبل ويقول “انا ربكم الأعلي” لظننت أنه يقرأ الاية الكريمة في القرآن, فأحسن الظن بالله حتي يتبين لك العكس ولا تبني علي كلام الناس طريقة معاملتك لشخص ما, فلا تدري ربُما كلمة لا تُلقي لها بالاً تقولها في حق غيرك تكون كالمطرقة التي تحطم حياته, لأن لو كان كل ما يقال خلف ظهورنا صحيحا لكان قيل في وجوهاً, ولاتلقي بالاً لكلام الناس وعش حياتك كما تراها وامش في طريقك, وألقي بكلام الناس جانباً وأفعل ماتحب وصاحب من شءت من الاخيار, لأن كلام الناس كالتراب إن لم يطر في الهواء فسوف يُداس بالاقدام, ولا أجد إلا موقف الإمام الشافعي أن أختم به, حيث جاءه رجلاً يقول له أن فلاناً يذكرك بسوء فكان رده عليه: إذا صدقت فأنت نمام, وإذا كذبت فأنت فاسق.

فيديو مقال بين القيل والقال

أضف تعليقك هنا