رسالة ما قبل البداية

قصة مغترب..

ما الأسباب التي دعت الرجل إلى الهجرة؟

لم أجد مانعاً حينها من إضافة الكثير من حبي لتلك البلاد وناسها بجانب حبي لكِ، خاصة وإنك منهم ومنها.
أحببت كثيراً الله وكل يوم يزداد حبي له كلما تذكرت أهم منه علي هو أنتِ.

ساء الوضع من ناحية تلك البلاد عندما اضطررت أن أترك منزلنا، وأكون مطارداً قادرًا من وقت لحين أن أراك صحيح، لكنه وضع أفضل من أن أزج بغياهب السجون وأصبح عاجزاً حتى أن أقول لك صباح الخير أمي، هل شاهدتِ مقطع الفيديو هذا؟ وتبادليني الحديث بأن الناس قد أوشكوا أن يعوا ويفهموا، وتختمين الحديث عادة لنبقى آمنين.

وزاد سوءاً عندما انتهى الأمر وأصبحت داخل غرفة الاعتقال عاجز كل العجز أن أجزم بأن كل شيء بالمنزل بخير، رغم كل هذا لم أكف عن حبي للبلاد أو ينقطع حبل الأمل بالناس، أتذكرك دائماً بهم، هذا العامل المهدد بالتشريد لديه عائلة بها أم، بها إخوتي، إن كل مشاكل كنت أراها، كنت أحاول جاهداً أن أقف بجانب أهلها لأني أراكِ بهم.

إنا اليوم قد باعدتنا البلاد كل بجانب مختلف من هذا الكوكب، لكني فعلاً بخير، وسأظل هكذا…

ضريبة التضحية

لكن سؤال لا أجد له إجابة، اليوم مرغم على الهجرة لا حيلة باليد… الأمس كان اختياري… وقد اخترت أن أضحي بأيام وشهور بين عمل ومشاركة بعض العمال المضربين حيناً، ومكوثي بجانب أهالي منطقة كذا المهجرين قسرياً… هل الله سيعوضني عن فترة الهجر الحالية أم أن الوضع الحالي هو ضريبة اختيار الماضي؟
والذي تعلمين جيداً أنه كان اختيار ابنك، وإن عاد الزمن فلن يغير بالاختيار شئياً.
كل هذا حديث من الغد الذى ننتظره سوياً، أنا هنا أجاهد للوصول إلى الناس، وأنت بدعائك تسلكين الطريق إلى الحق، لعل قريبا يلتقى الدربان يومها سيكون لي حق استعادة الوطنين.

 

أضف تعليقك هنا