صكوك الغفران في مصر

من المضحكات المبكيات في الثقافه المصرية التكهن بحياة ما بعد الموت، ربما إن هذا فقط ما ورثناه من الحضارة المصرية القديمة.

تصديق الناس بخرافات الحياة بعد الموت

حدث في جنازة ما تعثر أحد حاملي النعش وكاد يفقد حذاءه، فتوقف أكثر من مرة لتعديل وضعية حذائه، وفي أثناء ذلك نادى المشيّعون “صلي على النبي يا حج رووووووح”، وجاء صوت رخيم من شرفة أحدهم “روح يا فلان مسامحك”، كان هذا بالصدفه أمام منزل أخ للميت كان بينهما خلاف واستدلّ الأخ بعدم متابعة جسد أخيه رحلته إلى الآخرة بدون أن يسامحه على ظلمه له وأحقيته في قطعه أرض، في حين يصرح الابن التعيس أنّ حذاءه اللعين هو السبب، إلا أن المحكمين اقتنعوا بروايه العم، ماذا يفعل هذا الابن الذي حافظ على حذائه فضاعت أرضه.

هذه الثقافه المتوارثه زاد منها بعض رجال الدين الذين ذكروا قصص كثيرة لا يقبلها عاقل دون تحليل أو تمحيص في مدى مصداقيه القصة تحت حجة العهده على الراوي، وقد ساعد على انتشارها أسلوب الإلقاء مع مزيد من البكاء والنهنة تصدق العامة وتتناقل القصة عن الشيخ الفلاني دون الأخذ في الاعتبار بمصيبة العهده على الراوي، وكيف تجادل أحدهم في الشيخ الفلاني؟.

فلو كان انتظام سير الجنازة صك دخول الجنة فسنموت جميعاً في سبيل حكامنا ليس حباً فيهم أو في الوطن، إنما طمعاً في نيل جنازة عسكرية نضمن بها انتظام سير الجنازة أو صك الغفران، ويبقى الرجل العسكري في مجتمعنا الأكثر حظاً حتى في الآخرة.

اهتمام الناس بقضية “العاقبة بعد الموت” وانشغالهم بها 

في سن الثانية عشر كنت أجلس مع أبي وأصدقاء له في جلسات السمر في شهر رمضان، وراحوا يذكرون فقيد جلستهم الذي وافته المنية في السابع عشر من رمضان وأن ذلك من حسن خاتمته، بل أن أحدهم أظهر حقده عليه لأنه الآن يلهو مع الحور العين، وقد كان يفعل كل المعاصي وبكل بساطه يموت في السابع عشر من رمضان، مثل أبو جهل قد مات في نفس اليوم، فهل هو في الجنة اندفعت الكلمة من فمي لا زلت أتذكرها حتى اليوم كما أتذكر بغضي لهذا المتوفى لما نالني من أبي بعدها.

وقد مات آخر وقد نطق الشهادتين ومع ذلك تغير لون وجهه، وعليه قرر أحد المتواجدين عدم تشيع جنازته معتقداً أنه من أهل النار دون أن يخطر له على بال أسباب كنقص الأوكسجين في الدم أو هبوط عضله القلب أو غيرها من الأسباب الطبية…
ويبقى السؤال أين دور رجال الدين الذين يتنازعون على إضافه كلمة في نصوص الدستور ويتقاتلون فيما بينهم على كيفيه حركة السبابة في التشهد؟
أين دور الفن الذي لا يعرض إلا المسكينه التى لجأت للدعارة بسبب ضيق ذات اليد والمخدرات والجنس في الأحياء الشعبية، والشيخ المتعصب الذي ضيع أسرته؟
أين أنتم من تصحيح هذا العور الاجتماعي؟
وأخيراً ما وجه الفائدة من معرفه فلان في الجنة أم في النار؟ ما الذي سيعود علينا من هذا؟
هذه أشياء لا يعلمها إلا الله، وقد أكد هذا النبي صلى الله عليه وسلم في أكثر من حديث على هذا، إلا أنه في الآونه الأخيرة كل من مات قد أصبح شهيداً له الجنة حتى من مات فداء للمحبوب.

فيديو مقال صكوك الغفران في مصر

أضف تعليقك هنا