عام جديد.. بأي حال تعود؟

بقلم: إبراهيم جلال أحمد فضلون

ماذا يحمل عام 2019 للعالم؟

عام جديد 2019 .. بأي حال تعود؟، وقد ألهمتنا 2018 موجات من الربيع العربي -كما يرى فيرهوفشتات-حراكاً عالمياً، فشاهدنا المظاهرات في العالم العربي بدءاً من عام 2011، لتنتشر ثورة أوروبا خلال أربعة أشهر فقط في الربع الأول من عام 1848 من مدينة إلى أخرى عبر القارة، مُطيحه بالأنظمة الحاكمة في تلك الفترة. فالثورة التي اندلعت في صقلية كانت تُنذر بأخرى تختمر في باريس، وبالفعل لاذ ملك فرنسا بالفرار بعد ثلاثة أيام وتم الإعلان عن قيام الجمهورية، لتندلع من مصر والسودان وليبيا وسوريا واليمن إلى البرازيل وتركيا وتايلاند والمكسيك وفنزويلا وأوكرانيا وأخرها السترات الصفراء في فرنسا حتى وصلت إلى قلب نيويورك المالي مما أطلق العنان لموجة عملاقة من الثورات التي اجتاحت سائر العواصم العالمية، لتتشابه موجتي 1848 و2011 الثوريتين بالوطن العربي وأوروبا في إسقاط الأنظمة الاستبدادية، وتأسيس دول تحترم الحريات السياسية، يقوم عليها مُمثلون منتخبون مباشرة من الشعب، إذ لم تنجح المُنظمات الاشتراكية وغيرها في خلق جذور حقيقية بين العُمال، مما قلل من الدعم الشعبي لهذه الأنظمة، وبسقوطها تولدت فجوة سياسية كبيرة قامت تيارات الإسلام السياسي سريعاً بملئها. فهل علينا إذاً أن نسبح ضدّ التيار؟!!.

في ظل غياب القيادة الأمريكية ودورها الخلفي بعد فقدانها هيبتها العالمية والاهتمام بالاتحاد الأوروبي كما ظهر في الحملة الجوية التي قام بها الناتو في ليبيا، حيثُ وافقت الولايات المتحدة على المشاركة في اللحظة الأخيرة، كما عكست الحرب الدائرة في سوريا تغيّر خارطة القوى العالمية، فبينما كانت الولايات المتحدة على وشك توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري في آب سنة ٢٠١٣، دخلت روسيا على الخط لتغيّر الموقف بشكل دراماتيكي، فيما اعتُبِرَ دلالةً على أنّه ليس بإمكان الولايات المتحدة التصرف بمفردها، ويدلل ذلك في جوهره على انقلابٌ في السياسة الأمريكية نحو الداخل إثر الأزمة المالية العالمية سنة 2008م، ومشكلة المهاجرين على حدودها 2018 والحرائق والعواصف والفضائح التي تطال قاداتها مؤخراً. كبوش وحرب العراق وأوباما وفضائحه وعجرفية ترامب التي اهارت شعبيته مُتخذاً من سياسة “أمريكا أولا” حجر زاوية لإدارته، مُطالباً بمعاملة عادله له”.

أوروبا سياسيا

أما أوروبا فطُرقها ظلّت مترددة وحائرة أمام تلك الموجة العارمة من الحراك الداخلي لشعوبها، فتأخرت عن إدراك ومواكبة الأحداث الدائرة في جوارها الجنوبي، غير أنها استدركت ذلك في وقت مُتأخر مع تطوّر الأمور في مصر التي قلب شعبها الفرعوني طاولة التوجهات العالمية، إذ كانت تُناضل من أجل قيم يُفترض أنها أوروبية بالمحصلة، وبدلاً من مناصرته العلنية للمتظاهرين في ميدان التحرير اكتفى الاتحاد الأوروبي بدعم الاخوان عبر وسائط قطرية تركية إيرانية، ودعوته كافة الأطراف لنبذ العنف! لتحتضر هي على ما أبدته بيد شعوبها، وما اقترفته يداها بدول عربية بدءاً من طوفان الهجرات وصولاً إلى التحديات الاقتصادية والأمنية.

التاريخ يعيد نفسه

إنّها ثورة غربية بنكهة عربية يُعيد فيها التاريخ نفسه، لا تختلف بجوهريّتها عن لحظة سقوط برلين سنة 1989، وتداعت إثره البلدان الأوربية في كل من بولندا والمجر وتيشيكوسلوفاكيا ويوغوسلافيا ورومانيا وبلغاريا وليتوانيا ولاتفيا واستونيا وصولاً إلى الاتحاد السوفيتي نفسه سنة 1991 في لحظةٍ ألهمت عالم السياسة والاقتصاد فرانسيس فوكوياما لكتابة مؤلّفه العظيم “نهاية التاريخ والإنسان الآخير” لتثبت صدق نبوءة فوكوياما. فبماذا سيعود 2019 .. علينا وهل سيكون ربيعاً أوربياً؟.

لتكُن أرض الحرمين الشريفين حجر عثرتهم الجديدة _حفظ الله الوطن وأنعم علينا بالأمن والسلام –

بقلم: إبراهيم جلال أحمد فضلون

عام جديد 2019 .. بأي حال تعود؟، وقد ألهمتنا 2018 موجات من الربيع العربي -كما يرى فيرهوفشتات-حراكاً عالمياً، فشاهدنا المظاهرات في العالم العربي بدءاً من عام 2011.

 

أضف تعليقك هنا