مكتبتي والفئران

فضفضة

ليس في الموضوع كبير فائدة (ولكن من باب الفضفضة )

قدر الله لي السفر لمدة تزيد على السنتين وقد أغلقت باب شقتي بعد ان اتخذت جميع الاحتياطات اللازمة لردع أي فأر  , أو فويسقة  , أو جرذ  تسول له نفسه الدخول إلى الشقة التي اعتبرها بمثابة مملكتي لأنها تضم أغلى شيء في حياتي ألا وهو مكتبتي والتي أطلقت عليها اسم (مكتبة أبو مسلم الصيودي ) .

ولا استطيع ان أصور او اصف  لكم حالي حين بدأت  أجهز حقائب السفر وقبلها بأيام حينما كنت ادخل أتحسس وانظر إلى رفوفها وهي تقف شامخة بكل عز تحمل على أعواد أخشابها الصامدة في وجه الزمن عقول أجدادي وعلماء أمتي وتراث المسلمين .

امر بناظري على عناوين الكتب واستشعر  كيف عاش أصحاب هذه المؤلفات في عصور مختلفة وظروف متفاوتة بين غني وفقير وبين صحيح وسقيم وبين حبيس وطليق وبين كبير وصغير ومتزوج وأعزب وعائل ومعيل إلى غير ذلك من المفارقات .

وقلت في قرارت نفسي كيف يكون شعورك لو تسلل احد الجرذان وبصحبته إخوانه وخلاّنه إلى هذا التراث وهذه الأوراق ؟

ولا أخفيكم سراً فقد انتابتني قشعريرة لا استطيع ا ن أصفها لك بكلماتي الركيكة التي تقرأها ألان .

اتخاذ الحيطة والحذر من الفئران

ولم امتلك وقتها بعد أن اتخذت ما يلزم للحيطة والحذر من هذه الكائنات الفتاكة صاحبة الأفواه الممتدة والأسنان الحادة ولعلي لا احتاج كثيراً لأثبت لكم حبها الزائد خصوصاً للأوراق , حيث اخبرني احد الصيادلة بان( الفأر ) قد يقوم بقطع أي شيء يعترضه , ليس حباً في الطعام , بل لينشط أسنانه ويحدها كما يحد احدنا شفرته ليذبح بها ذبيحته , لم استطع ساعتها  إلا أن أتوجه إلى الله بالدعاء ليكفيني شر هذه الفأران قائلاً (اللهم أني استودعك مكتبتي فاحفظها بحفظك وأنت خير الحافظين )

المهم بعد عودتي من السفر كان أول همي هو الاطمئنان على كتبي ,وفتحت الباب وأنا خائف وجل , قائلاً بلهجتنا المصرية (استر يا رب ) ثم دخلت وتفحصت المكتبة كلها كتاب كتاب فلم أجد ولله الحمد أي خسائر تذكر مع وجود آثار ومخلفات العدو المقصود في الحوار .

ثم توجهت إلى بقية أنحاء المملكة بادئاً بالأهم فالمهم فهالني ما رأيته والله ,  فهذا العدو الغاشم لم يترك شيئا الا وقد عبث به حتى الأبواب والأدراج والقطع الخشبية ولم يسلم منه غير البلاط والجدران والأشياء المعدنية حتى الغرف التي قمت بإحكامها تم خرق الأبواب ونحتها من الأسفل ليستطيع الدخول  .

فقلت وأنا أوزع نظراتي في أنحاء مملكتي , اللهم لك الحمد أن سلمت مكتبتي وعلى الدنيا السلام.

دمتم في طاعة الله وأمنه

فيديو مقال مكتبتي والفئران

أضف تعليقك هنا