من حقوق الطفل عدم استخدامه في العمل قبل السن المناسب

حقوق الطفل

هناك قاعدة فقهية شهيرة معروفة تقول : من تعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه .

وعليه فإنه لا يبنغي إستعمال الطفل أو استخدامه في أي عمل قبل أن يصبح مؤهلا لذلك ، فعن ابن عمر قال :   ” عرضني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد في القتال وأنا ابن أربع عشرة سنة فلم يجزني وعرضني يوم الخندق وأنا ابن خمس عشرة سنة فأجازني”[1] .

وهذا زيد بن ثابت صحبه أبوه معه إلى غزوة بدر، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم رده لصغر سنه وجسمه ، وفي غزوة أحد ذهب مع جماعة من أترابه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم  يرجون أن يضمهم للمجاهدين وأهلهم كانوا يرجون أكثر منهم ، ونظر إليهم الرسول صلى الله عليه وسلم  شاكرا وكأنه يريد الاعتذار، ولكن رافع بن خديج وهو أحدهم تقدم إلى الرسول الكريم وهو يحمل حربة ويستعرض بها قائل: إني كما ترى ، أجيد الرمي فأذن لي ، فأذن الرسول صلى الله عليه وسلم  له، وتقدم سمرة بن جندب ، وقال بعض أهله للرسول إن سمرة يصرع رافعا ،  فحياه الرسول وأذن له ، وبقي ستة من الأشبال منهم زيد بن ثابت وعبد الله بن عمر، بذلوا جهدهم بالرجاء والدمع واستعراض العضلات ، لكن أعمارهم صغيرة ، وأجسامهم غضة ، فوعدهم الرسول صلى الله عليه وسلم  بالغزوة المقبلة ، قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ   : كَانَتْ وَقْعَةُ بُعَاثَ وَأَنَا ابْنُ سِتِّ سِنِينَ ، وَكَانَتْ قَبْلَ هِجْرَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِخَمْسِ سِنِينَ ، فَقَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ ، وَأَنَا ابْنُ إِحْدَى عَشْرَةَ سَنَةً ، وَأُتِيَ بِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالُوا : غُلامٌ مِنَ الْخَزْرَجِ قَدْ قَرَأَ سِتَّ عَشْرَةَ سُورَةً ، فَلَمْ أُجَزْ فِي بَدْرٍ ، وَلا أُحُدٍ ، وَأُجَزْتُ فِي الْخَنْدَقِ [2]“.

مما سبق يتضح لك أن النبي لم يستعمل زيد و عبدالله في الجهاد لصغر سنهم وعدم تحملهم لذلك .

اتفاقية منظمة العمل الدولية بشأن العمل

وفي العصر الحاضر أصدرت منظمة العمل الدولية  العديد من الاتفاقيات التي تعالج شؤون العمل المختلفة منها الاتفاقيات الثمانية التي تمثل المعايير الأساسية لحقوق الإنسان في العمل، كان آخرها الاتفاقيتين رقم 138 لسنة 1973 بشأن الحد الأدنى لسن الاستخدام والاتفاقية رقم 182 لسنة 1999 بشأن أسوأ أشكال عمل الأطفال، اللتان تعتبران من الاتفاقيات الثمانية المشار إليها أعلاه، وأهم الاتفاقيات التي أقرتها مؤتمرات العمل الدولية في مجال عمل الأطفال وأحدثها، حيث تعتبر الأحكام التي وردت فيها معايير أساسية لحقوق الإنسان في العمل تلتزم بها الدول المنضمة إليها وتتم مساءلتها عن الإخلال في الوفاء بالالتزامات المترتبة عليها بموجبها، كما تلتزم الدول الأخرى أدبيا بأحكامها رغم عدم مصادقتها عليها ،وذلك بحكم عضويتها في هذه المنظمة والتزامها بدستورها وإعلان المبادئ والحقوق الأساسية في العمل الذي صدر عنها. [3]

ضرورة تعويد الطفل على تحمل المسئولية

لكن ينبغي تعويد الطفل على تحمل المسئولية واختباره حتى اكتمال أهليته ، فينبغي أن نعوده على اعتماده على نفسه فيجب على الوالدين أن يرفعوا أيديهم عنه وعن مساعدته، وأن يفسحوا له المجال ليقضي مصلحته بنفسه، وتركه لينجز بعض أعماله بنفسه ، فيقدم أوراقه للمدرسة بنفسه ، ويكون الأب معه بمثابة الصاحب ، ويعمل واجباته المدرسية بنفسه ، ويأكل بنفسه، ويشرب بنفسه ، ويلبس ملابسه بنفسه، ويكوي ملابسه ، ويرتب حاجاته، و يقضي بعض متطلبات المنزل بنفسه ، وبصفة عامة ؛ فإن أي سلوك يستطيع الطفل أن يؤديه ؛ فلا بد أن يُساعد فيه، ويُفسح له المجال حتى يستطيع أن ينجزه معتمدًا على نفسه .

[1] رواه مسلم في صحيحه برقم (1868) .

[2] رواه الحاكم في مستدركه برقم (5764) .

[3] انظر ar . wikipedia . org /wiki/%D8%B9%D9%85%D8%A7%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84

فيديو مقال من حقوق الطفل عدم استخدامه في العمل قبل السن المناسب

أضف تعليقك هنا