رحلة عمل الى”اليابان: فوائد ومعارف .

بقلم: د.باسم أبونور الهدى المذحجي.

في 2004 سنحت  فرصة زيارة اليابان , كان الهدف زيارة شركة فوجيوار كيميكل كولتد بعلامتها التجارية الشهيرة” الغطاء الشرقي للجدران” في مجال المقاولات ,والتشييد , والتطوير , والبناء.

من  دبي (DXB )  الى أوساكا (KIX) 

استقليت طيران الإماراتية من العاصمة صنعاء نظرًا لقدرتها على التحليق في الجو لمدة 13 ساعة ,وهي المسافة الجوية من صنعاء حتى أوساكا في اليابان, وفي غضون ذلك كان لابد ,وتتوقف بشكل إجباري في مطار دبي, نظرًا لأنك ستنتقل الى نوع أخر من طيران الإماراتية, والذي سيوصلك الى أوساكا ,وبذلك تكون تخليت عن الطائرة التي اقلعت بك من مطار صنعاء.

للمعرفة فهناك فارق توقيت مابين صنعاء  الواقعة على خط مكة أي +3ساعات عن توقيت جرينتش, وهذا التوقيت يأخذ -6عن توقيت أوساكا في اليابان, فلوكنت في صنعاء في العاشرة صباحًا في صنعاء فذلك يعني بأنها  الرابعة عصرًا في اليابان.

بمجرد وصولي مطار أوساكا ذهبت الى محل صرافة لاستبدل الدولار بالين الياباني , وكان أول مالفت نظري , هو ذلك الأدب الجم من الصراف ,والذي دفع لي الأموال داخل سلة صغيرة ,ولم يناولها باليد ,وبعد ذلك استقليت تاكسي الى فندق تم حجزة بالبريد الأليكتروني مسبقًا عبر شبكة الإنترنت ,وقد كان بالقرب من محطة ” شين أوساكا” الشهيرة.

لم تكن وجهتي مدينة أوساكا في اليوم التالي, بل كنت منتظر السيد / توموكي تاكيكاتا ,والذي قدم للترحيب  من مدينة ” إهيمة”,وإذا به يأخذنا الى مواقع حجز طيران JAL أي خطوط الطيران اليابانية ,بحيث الحجز كان من أوساكا الى ماتسوياما.

كان حديثنا ودي ,وترحيبي ,وإقتصر على المجاملات, وقد أهديته عدد من الميداليات التي تحوي صور لمعالم تاريخية يمنية ,بالإضافة الى بن يمني أصيل جلبته من محلات  ” بن وبهارات سمراء عدن“.

لم أتمالك نفسي بالسؤال عن ماهي بنية شعب اليابان! كيف تشكل?

فأجابني هذة الإجابة المختصرة ” اليابان شعوب جزيرة مغلقة نتجت من تداخل ,وتعايش ,وتزاوج الصين مع الروس”.

فوائد رحلتي

وهذه المعلومة والفائدة الأولى من رحلتي.

كذلك سألتة : لماذا هنا الأسعار غالية, فوجبة غذاء في سلسلة مطاعم كنتاكي المنتشرة  في اليابان , قدتتجاوز سعرها في أي بلد أخر عشرة أضعاف. ذات الأمر لغسيل ,وكي الملابس.

أجاب: نظرًا لأن دخل الفرد مرتفع جدًا ,ويتقاضى أجر عالي جدًا ,وبذلك فمن يقدم الى اليابان هو الذي يتأثر فقط بإرتفاع الأسعار.

وهذة المعلومة والفائدة الثانية من رحلتي.

غادر السيد تاكيكاتا ,ومكثت حتى موعد الرحلة اليوم التالي, والتي كانت لمدة ساعة واحدة فقط, وعها  أجد نفسي في مطار ” أهيمة” ,وكان تاكيكاتا في استقبالي ليأخذني بسيارته الى فندق في بلدة ” تويو“.

الريف متطور جدًا في اليابان, لدرجة أن أحدث تقنيات البناء ,والتشيد ,وتكنولوجيا الخدمات متواجدة فيه , بما فيها الأشعة تحت الحمراء.

كان الهدف من رحلة العمل زيارة معمل لتصنيع مواد لتغطية الجدران من الألياف المزوجة بمادة ربط كيماوية, لكنها تعزل الجدران صوتيًا ,وتقاوم الحرارة ,والرطوبة والملوحة, وكذلك لاتأثر بالأتربة ,والغبار ,وعوامل الجو المتقلبة, علاوة على أنها تمتص صدمات الهزات على الجدران, وفوق كل هذا تنتج بألوان ديكورية رئعة جدًا .

في اليابان ينتشر الأدب الجم, فأي محل تقوم بزيارته فهناك موظف له وظيفة محددة ,وهي الترحيب بالزبائن بقولة: مرحبا بكم “أوهايوا غوزايمس وتتردد كلمة ” هاي ..هاي ..هاي” والتي تعني ” حاضر ..تحت أمرك وفي خدمتك“كمأن جملة شكرًاجزيلاً لاتفارق لسان الياباني مع كل تصرف ,وتعامل مع هذا الشعب المهذب ,وشكرًا جزيلًا تنطق “أريقاتوا قوزايماس”,ولن تجد لهذه الجملة إلا أخرى تنافسها على الألسن سوى أونغايشيماش ” من فضلك”.

وهذة الفائدة الثالثة من رحلتي.

حتى الشباب الصاخب في اليابان يجتمع بكل أدب في جنجي, أي ساحة GENJI OSAKAكل مساء سبت ,للحديث وممارسة طقوس شبابية, تشعرك برونق الحياة الفريد.

أتعلمون لماذا?

لأن الشعب الياباني يعمل من الثامنة A.M حتى الثالثة P.M ,وليس هناك وقت في المساء للتنزة فالجميع يخلد للنوم.

شعب عجيب..

ألوف تنطلق بالدراجات الهوائية في الثامنة صباحًا لكنها تختفي عن الأعين بعد الرابعة مساءًا ,بل يسود الصمت, والهدوء ,فهذا شعب يعمل ثمان ساعات متواصلة ,ويكمل الباقي في المنزل

وهذة الفائدة الرابعة من رحلتي.

للطرفة, والمواقف المضحة لها حضور , فيضاف الى ما تم شرحة فإذا زرت اليابان, فأنت ستعتمد على وجبات سلسلة مطاعم كنتاكي ,وإذا رافقك صديق جيد مثل السيد تاكيكاتا , فلاشك بأنه سيقوم بدعوتك الى وجبة ” شوشي” تطهى على ذات الطاولة التي تقعد عليها في أخر صيحة لهكذا تقنيات طبخ.

الطرفة تبدأ بأنني اضطررت لأخذ وجبة من مكينة آلية في أحد الشوارع في تويو ,وقد أغراني شكل الأرز مع لحم الكاري المدون بالصور , وبعد دفع المال المعدني تم منحي علبة مغلفة تمتلك خيط رفيع. .

فورًا ذهبت لغرفتي الضيقة بالنسبة لمواصفاتي البيولوجية كيمني في اليابان ,وقمت بسحب الخيط الرفيع, وإذا بصوت قرقعة ,وأصوات فوران ,وذلك دفعني الى الهرب من جوار الطاولة, والقفز نحو السرير خاشيًا من حدوث إنفجار.

المضحك المبكي بأن ماحدث بأنها تقنية لتسخين الطعام السفري ” بدون طباخة” , وقد كانت ألذ ,وأخوف وجبها تناولتها في حياتي.

ولقد كانت هذة المعرفة والفائدة الخامسة في حياتي .

الكل لايعرف عن الأدب الشديد في الشعب الياباني, ولن تجد ياباني واحد يتطلع إليك بفضول ,بسبب أن عيناك أفقية واسعة ,وليست عمودية ضيقة, ولا كذلك لكونك شخص غريب تتحدث بلغة غريبة , بل الجميع ينشغل بنفسة في مطالعة كتاب, أو مجلة, أو سواها من أساليب استغلال الوقت.

أراهن الجميع بهذة المعلومة الأخيرة ,والتي لايدركها عدد كبير من العرب ,وتختصر بأن الشعب الياباني يمتاز بالعادات ,والتقاليد والغيرة, فالياباني لايقبل بالغريب ليتحدث ويختلي باليابانية, لأنها لوفعلت ذلك فستلاحقها تظرات الإحتقار والإمتعاض.

 

لقد كانت رحلة رائعة , وكان أروع مافيها مجموعة الصور التي التقطت يومها , وكلها لابد وترفع فيها الأصابع بعلامة النصر بالسبابة والأبهم  , لكن الحق يقال رغم حجم كبر حبات العنب ,وضخامة حجم الموز لكنها ليست بطعم ,وحلاوة موز أبو نقطة  ,وعنب  اليمن ذات الحجم الصغير, والطعم الشهي, واللذيد والطعيم.

 

كاتب يمني.باحث استراتيجي في مجال تطوير البلدان.

بقلم: د.باسم أبونور الهدى المذحجي.

في 2004 سنحت  فرصة زيارة اليابان , كان الهدف زيارة شركة فوجيوار كيميكل كولتد بعلامتها التجارية الشهيرة” الغطاء الشرقي للجدران” في مجال المقاولات.

 

أضف تعليقك هنا