شمس الحرية تشرق من الغرب .. الجزائر

الربيع يزهر في الجزائر 

مرة أخرى تسطع شمس الربيع العربي التي لم تنطفىء رغم المحاولات الحثيثة من كل اتجاه لاطفائها، ولكنها سطعت هذه المرة من الجزائر قلب بلاد المغرب العربي و بلد المليون شهيد لتعلن للعالم ان رغبة الشعوب العربية للتحرر من الاستبداد والديكتاتورية والسلطوية مازالت رغبة جامحة.

المشهد في الجزائرومن قبل السودان يعلن عن تطور جديد للربيع العربي الذي بالتأكيد لم ولن يكون حدثا عابرا في التاريخ وانما هو أحداثا عظيمة ستسجل على أسوار التاريخ نحتا لن ينمحي .. نعم فالنضال من أجل الحرية هو أجمل وأسمى مراحل تطور المجتمعات ويبقى مخلدا في ذاكرة الشعوب.

من وجهة نظري يمر الربيع العربي بثلاثة مراحل:

المرحلة الأولى وهى مرحلة “ارحل”

وهى التي حدثت في الجمهوريات العربية تونس ومصر واليمن وسوريا وليبيا، وهى الصرخة التي وجهتها الشعوب نحو رؤساء دولهم الذين يجلسون على كراسي الحكم لعقود طويلة مملة، ظنت الشعوب ان برحيل رأس النظام سيسقط النظام وهى الخدعة التي قادت فيما بعد الى ثورات مضادة مدعومة خارجيا أجهضت تحرك الشعوب.. ولقد مثلت هذه المرحلة بداية الطريق الى الحرية التي سرعان ما تم وأدها في أغلب بلدان الثورات ماعدا تونس التي خطت الى حد ما نحو الحرية والديموقراطية المنشودة، ولم تحصد الشعوب في تلك المرحلة الا الوعى الذي سيبقيها يقظة الى حين الشروع في جولات أخرى من الصراع مع الأنظمة حتى تحصل على حريتها وتقرير مصيرها وبناء نظم ديموقراطية تتحقق من خلالها العدالة المفقودة ووقف نهب ثروات بلادها.

المرحلة الثانية وهى مرحلة “اسقاط النظام”

وهى ما ظهر واضحا وجليا في تظاهرات الجزائر والسودان من اصرار الشعوب على اسقاط الانظمة بالكامل رأسه وقواعده، فعلى على اختلاف تسميته في السودان بحكم الكيزان وفي الجزائر بحكم العصابة أو الجماعة، تجد الشعوب مصممة على تفكيك وخلخلة بنية النظم الفاسدة التي أنتجت حكم هذه المجموعات التي سرعان ما سيطرت على مقدرات البلاد والعباد ونهبوها نهبا ولم يتركوا الى الشعوب الا الفتات.. وهذه الموجة الثانية من موجات الربيع العربي تقض مضاجع حكام البلاد التي مرت عليها رياح الربيع العربي في مراحلته الأولي خشية من انتقال العدوى اليها مرة أخرى، لأنه بعودتها مرة أخرى ستسقط قوى الثورات المضادة سقوطا مدويا بعد أن استنفذت كل طاقتها في معاركها من أجل البقاء وبعد ان انكشفت كل أدواتها في خداع الشعوب وتخويفهم بفزاعات الفوضى والارهاب.

المرحلة الثالثة وهى مرحلة “إسقاط الهيمنة”

وهى التي ربما تطال دول الملكيات والتي ان هى حدثت فإننا سنكون أمام وعيا مختلف هذه المرة والذي سيستهدف سقوط هيمنة النظام الدولي المتمثل في قواه المركزية وعلى رأسها الولايات المتحدة وتوابعها ومن يدور في فلكها.

اذا نجح الربيع العربي في كل مراحلة فمعنى ذلك ان منطقة الشرق الأوسط ستغير وجه العالم ولسوف تعيد القوى المركزية حساباتها في التعامل مع الشعوب المتحررة للتو ولسوف تفرض الشعوب ارادتها وسيقودها أنظمة تمثلها تمثيلا حقيقيا يليق بنضالها من أجل الحرية وستتوقف كافة أعمال نهب واستباحة ثروات الامة العربية والاسلامية.

المجد للشعب الجزائري ولكل الشعوب العربية الحرة

فيديو مقال شمس الحرية تشرق من الغرب .. الجزائر

أضف تعليقك هنا

محسن حامد

من مصر