ماذا لو..؟!

الموت حق والساعة لاريب فيها

ماذا لو كان اليوم هو يومك الأخير..والساعة هي ساعتك الأخيرة..؟!!

فهل أنت مستعد لمقابلة ربك؟وهل قدمت مايستحق لتواجه به قبرك؟!!

نعلم أن الموت حق وأن الساعة لا ريب فيها..ورغم ذلك فإن غريزة حب البقاء متأصلة فينا ..

فماذا لو كنت تعرف مسبقا أنك اليوم ستُقبض؟ كيف كنت ستتعامل مع يومك الأخير هذا؟!!.. وما الذي ستقوم به قبل توديع حياتك إلى الأبد؟!

الموت بمثابة الأسئلة التي لا إجابات عنها

إن الموت بمثابة الأسئلة التي لا إجابة واضحة عنها. إنه العدم الذي به يعدمنا، يأتي إلينا كما يشاء وهو في صورة مجردة من جميع توقعاتنا. خُلق الموت مع الإنسان ويستطيع أخذه وقتما شاء عكس الحياة..

لأن الحياة بطبعها أمر جيد، والشعور بأن المرء يملك في ذاته ما هو جيد هو شيء لذيذ، وإذا كانت الحياة لذيذة، فهي لذيذة خصوصا بالنسبة إلى الأخيار، لأن الوجود شيء جيد بالنسبة إليهم وأمر سار، لأن شعورهم بأنهم يملكون ما هو جيد بذاته هو بالنسبة إليهم موضوع سرور».

ماذا لو كان يومك هذا هو اليوم الأخير؟

كلما فكرت في السؤال -ماذا لو كان يومك هذا هو يومك الأخير؟!! – وأخذت الأمر محمل الجد ،وإلا ويصيبني الذعر والفزع،فمهما بلغ الانسان من درجة الإيمان إلا وفطرته أمام خوفه من الموت تظل كائنة في أعماقه مهما أخفاها..فماذا لو أصبح ذلك الأمر حتميا؟!! ماذا لو علمت أني سأودع دنياي بعض هنيهات من الزمن أو ساعات أو أيام ..؟!!

حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا غيركم

وهنا أستحضر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “فاعمل عمل امرئ يظن أنه لن يموت أبداً، واحذر حذر امرئ يخشى أن يموت غداً”
فماذا عساي قدمت لحياتي، فهل حاسبتها، هل جلست معها فقاضيتها عن الأخطاء (فلا أجد طبعا معصوم من الخطأ)..لكن تظل عبارة “حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا غيركم”.. “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته” ،ترن وبشدة في أذني .

فهل فعلا جلست مع نفسي جلسة القاضي والمتهم قبل توديعي هذا العالم؟!..

عندما أتذكر طفولتي

أتريث قليلا، ثم أرتشف قهوتي التي تسحرني كل يوم بعطرها، فيهيم بي خيالي إلى طفولتي وبعض تفاصيلها الجميلة،إلى جديتي ونشاطي، إلى كل تلك المشاعر النبيلة والقاسية ،إلى دموع الفرح عند تذوق طعم النجاح ودموع الفشل.. إلى عالمي الداخلي الذي تسكنه الملائكة والشياطين، فالأولى كانت الخير كله والثانية كانت الشر غير المعلن، ومع ذلك كنت أحاول جاهدة ألا أجعله يسيطر على حياتي..

البؤس أن يموت الإنسان دون أن يفعل شيئاً 

يبدو أن الغوض في جوهر الموضوع هنا قد يحيلنا إلى ماوراء الطبيعة المخفية وبالتالي الميتافيزيقا.
وهنا يمكن القول إنه ليس أمامي سوى خيار واحد وهو العيش لأفعل ما لم أفعله، ثم حين يأتي الموت لا بأس في ذلك، فالبؤس أن يموت الإنسان دون أن يفعل شيئا. ويوم واحد ليس كافيا لتفعل فيه كل ما تريده..

فهل أنا بأعمالي جاهزة في يومي الأخير هذا لأقابل ربي، والحبيب المصطفىﷺ يقول:” إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”!!. وهل ياترى لامست أعمالي أحد هذه الأمور الثلاث ؟؟!!…

“اللهم إنا نسألك الثبات” فماذا لو كان هذا اليوم هو يومك الأخير ..ما الذي كنت ستفعله؟!!..

فيديو مقال ماذا لو؟

أضف تعليقك هنا