هكذا يريدونك

أفكار الليل

راودها شعور غريب بعد منتصف الليل . منتصف الليل المشهور ، فترة تفكير المهموم و هلوسة المجنون و حلم العاشق و استغفار الثائب . منتصف الليل، المشهور، لعله بسبب لونه الداكن أو سكونه القاتل أو صمته المزعج ! شعور بعيد عن الاحساس بالذنب ، أو الاحساس بالحب أو الحزن ، بعيد كل البعد ليصبح غريب نوعا ما ، تتأمل من نافذة غرفة النوم أو الأصح غرفة الاعدام ، اعدام نفسها ، نفسها فقط لا غير . ذلك الشعور الذي يراودك ! حينما لا تعلم أين تنتمي ؟ لا تعلم كيف هي حياتك ؟ و لا تعلم من أنت حتى ؟ راودها نفس هذا الشعور ، التفكير يعم ذهنها الصغير ، حتى نسيت كيف تتنفس ، و لا نعلم حتى نحن كيف يكون هذا التنفس ؟ شهيق و زفير، شهيق و زفير ! عملية ميكانيكية معقدة بعثرت أسلاك الآلة المتمركزة داخل عقلي المجنون .. لحظة ، لقد تشتت ذهنكم لوهلة و ركزتم في حالتي التي اعتدت على سوئها .. يمكننا العودة الآن !

قيود الحياة والمجتمع

نرجع الكاميرا إلى بطلة فيلمنا الدرامي , تتأمل في شوارع الليل القاتلة ، قطرات ماء من السماء ، أجسام هزيلة تحت أفرشة خائنة ، نافذات مضيئة و قلوب مجروحة . صمت يقتل المرء ببطئ ، يعذبه أكثر من سجن مؤبد ، رؤية تلك الشوارع الفارغة كرؤية ممرات السجن العتمة وراء قضبان من حديد . حياة كتبها لنا مجتمع كأمر قاضي المحكمة تجاه سجين بريء محكوم ظلما . أعتذر ، أعتذر ، أبعثر أفكاركم عبثا ، نعم أبعثرها حتى تتساءلون عن الوضع بأنفسكم ، ليس عبثا .. تتنفس في كل جزء من الثانية و لا تعلم ، هل أنت فوق حافة الموت الآن ؟ لم تشعر بوحدة الطرقات ليلا ، هل أنت عديم الاحساس ؟ تبعد نظراتك عن تفاصيل الحياة ، خوفا أم تكبرا ؟ هل خلقت عبثا ؟ لا أرى وجودا للعبث أبدا ، حياتك ممر ليلي خائن ، يقتلك بصمت شديد ، كجرعة كوكايين بطيئة ، تضعك في مراكز المدمنين أولا لينتهي بك المطاف في مستشفى المجانين ، نعم اعتبروك مجنونا لأنك كثير التحليل ، التزم بالصمت يا هذا ، هكذا يريدونك .

فيديو مقال هكذا يريدونك

أضف تعليقك هنا