عيد ميلاد

بقلم: حليمة وهيم

ليلة عيد الميلاد

دقت الساعة و اعلنت عن وصول منتصف الليل اطفيت شمعة ميلادي معلنة عن و صولي لتسعة عشرة عاما حل الظلام و اختف ذلك النور المتوجه الذي كان يصدر من الشمعة شانه شان كل الاشياء التي احبها و اتعلق بها استلقيت على ظهري بجانب كعكة ميلادي واستلقت بجانبي وحتي التي لم تفارقني يوما واقلب بين يدي ظرفا كان والدي اعطاه لي في مثل هذا اليوم لكن قبل اربعة عشر سنة من اليوم مررت عليه اصابعي بحذر خشية ان اوقظ بعض الذكريات ضممته الى صدري لعلي اجد فيه طيف والدي اظن اني اشتقت اليه فهو في نهاية الامر الشيء الوحيد الذي انتمي اليه في هذا العالم. رجعت بي الذاكرة الى صباح ذلك اليوم الذي ودعنا فيه اخبرنا انه سيتجه الى الى شمال المملكة ليطمئن على بعض اعماله التجارية هناك و انه سيعود بعد شهر على حد تقديره

كنا اعتدنا على سفره المتكرر لكن هذه المرة كان وداعه مختلفا كان و كان شخصا يودع اولاده و هو يحتضرلا اظن ان احد ما اكثرت او انتبه لذلك لكن انا فعلت لانها المرة الاولى التي قبل فيها و الدي جبيني و ضمنى الى صدره اول مرة المح ذلك البريق و الشعلة في عينيه كان يلبس معطفه البني الذي حكاته له امي كما اخبرتني جدتي اتذكر انه التف مرات للوراء كان ينظر الينا انا و جدتي حين مغادرته كان وجه خاليا من اي تعبيركان فقط باردا تابعته بعيني حتى عجزت من رؤيته صعدت بعد ذلك الى السطح لعلي انعم برؤيته و لو من بعيد —–لا اعلم مالذي جعلني احس و كانها اخر مرة ساراه فيها لاحظت ان توقف بعد ان عبر الشارعيين المقابلين لمنزلنا ظننت انه ربما نسي شيء او ينتظر احدهم لكن كلما فعله هو ان اسند ظهره للحائط ووجهه متجه لمنزلنا و ربما الى نافدة غرفتي ظل على سبيله لما يقارب الساعة تم تابع بعد ذلك طريقه دون ان يلتف ولو لمرة واحدة–ثم اخنفى بعد ذلك
ايز ايلي حليمة اورتا تكينت – الم تنامي بعد يا نيتي- افاقني من شرودي صوت جدتي الواهن الاتي من غرفتي المجاورة
رد كينح غير اجدة —تمنسيوين عزانين

فتح رسالة الأب

ادركت حينها انه رما حان و قت المواجهة حملت رسالتي و اتجهت نحو نافذة غرفتي كنت ارغب ان اقرا رسالتي و انا انظر الى نفس المكان الذي رايت فيه و الدي لاخر مرة فتحت الظرف بحذر خشية ان افسد ما بداخله كان يحتوى على رسالة و صورة لامراة يبدو انها في العشرينيات و خاتم تمعنت في الصورة جيدا وادركت انها لم تكن سوى نسخة مكبرة مني كانت لامراة ذات ابتسامة خلابة و شعر اسود قاتم وبشرة معتدلة السمرة وفوق كل هذا غمازة تتوسط خذها الايمن و كانها قمرعند اكتماله احسست بدقات قبلي تنخفض تم نزلت دمعة من عيني اليمنى تم الثانية سقطت على الارض بعد ان اضحت ركبتي غير قادرتان على حمل ثقل جسمي —–لقد ادركت ان هذه المراءة هي امي التي لم تمنحني الدنيا فرصة لاراها و لو حتى احلامي نعم انا يتيمة هذا ما اخبروني به منز زمن و اخبروني ايضا انهم فقدوا كل صورها -وضعت الخاتم في اصبعي —-كنت انضر اليه تارة و تارة اخرى الى الصورة ابتسم و ابكي في نفس الان حتما سابقى رمزا في لغة الطباق حملت بعد ذلك الرسالة كانت باردة تماما كوجه و الدي في ذلك اليوم فتحتها ووجدت ان والدي كتب لي شيء قل ان يغادر
حليمة او تابا كما كانت تريد والدتك ان تسميك اظن انك اليوم اصبحت في التاسعة عشر لا بد انك اصبحت الان شابة ناضجة وواعية و جميلة تماما كوالدتك ربما تتسالين الان لما كتبت لك هذا في حين كان بالامكان ان اكون بجانبك الان و اخبرك به مباشرة حسنا انا اجبان و اعترف لك بهذا لست اخجل من ذلك لكن في بعض الاحيان تكون الشجاعة هي ان تعترف بضعفك و جبنك لاحد اخر——نعم انا تخليت عنك و جعلت منك يتيمة مع اني لا ازال حي ارزق ليس لاني اكرهك لا ابدا البثة لقد كنت اجمل شيء حدث لي على الاطلاق كنت انتضر و لداتك بفارغ الصبر وكنت متحمسا اكثر من و الدتك -مازلت اتذكر يوم ولداتك -كان يوم الاثنين و مخاض والدتك قد بدا مند الزوال لكن ولداتك كانت عسيرة و ذلك بسبب ضعف بنيتها لم تتمكن من اخراج الى هذه الدنيا الا بعد منتصف الليل .

كنت احس بانقباض في صدري لا اعلم ما سبببه مع اني كنت متحمس لهذا اليوم كثيرا في لحظة ما سمعت صرختين انثويتين لا اعلم لما انتفضت كل خلايا جسمي في ان واحد لقد عرفت حينها انك ولدت ارتسمت على محيايا ابتسامة فرح ودخلت الى الغرفة التي كانت فيها و الدتك توقعت انها ستستقبلني بابتسامة كاعادتها و فرحة لانها رزفت بطفلة كما كانت تتمنتى لكن كل ما وجدته هو جتة هامدة لامراة كنت اتوقع انها بالف خير منذ لحظات —اقتربت منها وانا غبر مصدق لما اراها امسكت بيدها و حاولت هزها مخبرا اياها ان تكف عن هذا المزاح الثقيل لكنها لم تستجب لندائاتي تحسست نبض قلبها فوجدت انه اخنفى نظرت الى وجهها الملائكي و رايت دمعة تنزل من عينها وتتخد لها سبيلا في وجنتيها ثم نظرت اليك فوجدتك في بركة من الدماء و على محياك ابتسامة كنت تبدين فقط وكانك سعيدة بما وقع

موت الأم وهجران الأب

خرجت من الغرفة غير ابه بنداءات جدتك ووجهي لا يزال محتفظ بتلك الابتسامة البلهاء التي رافقتني حين دخولي لم اجتزعتبة البيت حتى سمهت صراخ و عويل النساء حينها فقط ادركت ان الامر حقيقي و اني لست اهذي او اهلوس خرجت اجول في شوارع اكادير في منتصف الليل غيرر محددا الوجهة احاول ان استوعب ما حدث و ما يحدث كنت اتمنى لو كانت والدتك بجانبي انذاك كانت اكيد سترشدني الى التصرف الصحيح لكنها ماتت الان
حتى بعد مرور ارع سنوات من تلك الليلة لم استطع ان احبك او حتى فقط ان اتقبلك كل ما كنت اراه حين انضر اليك هي تلك الابتسامة الخبيثة التي رسمتيها على محياك تلك اللياة الليلة التي قتلت فيها امك من اجل ان تعيشي نت حين اخدت انفسها لتضمنين بقائك
اعرف ان لا ذنب لك في ما حدث و لا ذنب لي في ما يحدث الان نحن كنا فقط ضحابا لقدر بائس لكن مع ذلك تبقى حياتنا انا و انت متقاطعة و تستحبل انت تاخد مجراها الطبيعي لذلك رحلت في ذلك اليوم كي لا اظلم اكثر
اتمنى ان تسامحيني يوما و ان لم يكن هنا فلتسامحيني في الحياة التانية حيت سنلتقي بامك و نعيش نحن الثلاثة كما كنت اتمنى ان يقع في هذه الدنيا التافهة
اغلقت الرسالة ووضعتها بجانبي لم اكن اعرف ماذا سافعل او اتصرف اتعرف حي تندلع حروب في داخلك لكن جوارحك اللعينة و دموعك البائسة تبقى ساكنة و متحجرة و كان الامر لا يعينيها ويخصها وتترك اللوم كله على القلب و كانه الوحيد المسؤول على اعادة الامور لمجاريها
ادركت بعد حين اني لست سوى لعنةو مجرمة —نزعت الخاتم من اصبعي و رميته من الى الشارع دون ان انتبه لمكان سقوطه اغلقت النافدة و حرقت الرسالة كي لا اترك اي دليل على جريمتي البشعة ثم اتجهت الى سريري وانا استند على و حدتي اغلقت عيني محاولة ان انام ولما لا انام فالقتلة امثالي لا ضمير لهم فهم يقتلون الابرياء و يجلسون بجانب جتتهم و يتلذدون بكوب قهومتهم السوداء و اخر انفاس الموتى تعزف لهم سمفونية الموت

بقلم: حليمة وهيم

ادركت بعد حين اني لست سوى لعنةو مجرمة نزعت الخاتم من اصبعي و رميته من الى الشارع دون ان انتبه لمكان سقوطه اغلقت النافدة و حرقت الرسالة كي لا اترك اي دليل على جريمتي البشعة.

 

أضف تعليقك هنا