أطفالٌ لكنهم شهداء!

الشهيدُ الطفلُ

في شوارع غزة و طرقاتها نرى صوراً لأطفالٍ لا تتجاوز أعمارهم الخامسة عشر، صورٌ يُكتب أسفلها عبارةُ استوقفتني ( الشهيد البطل ). استغربتُ كيف كُتبتْ و من أعطى كاتبها الحقَ ليعتبر الطفل بطلاً؟!

ماذا لو كُتب الشهيدُ الطفلُ بدلاً من الشهيد البطل! الطفل الذي كان ضحية حبه للحياة و ضحية حلم العيش كأطفال العالم. طفلٌ لم يحمل سلاحاً و لم يكن مصدر تهديدٍ لأحد. طفلٌ عبث بحجرٍ أو عصا، طفلٌ مات و هو نائم ، فارق الحياة و هو يلهو. لا ذنب له إلا فلسطينية هويته.

صار شهيداً بين ليلةٍ و ضحاها، لم يكن يعرف أن الرصاصةَ ستقتله و لم يعِ عبث الصاروخ بجسده ليجعله ركامَ لحمٍ و عظمٍ. اندثرت ملامحه ليبقى صورةً محفورة في أذهان من أحبوه حقاً و منسيةً من قلوب من اعتبروه رقماً في لوحة شرف الشهادة.

الأطفال الضحية

و هناك صورةٌ أخرى لطفلٍ شهيدٍ و هو على قيد الحياة، لكننا هنا نراه ضحيةً للفقر و المهانة، فلا تُعلق له صورةٌ، بل ترك مقاعد الدراسة ليعمل و يتسول لقمة العيش بجسده الصغير.  قتل الفقر براءته و اغتال الحزن فرحته. لم يعد طفلاً و لم يصبح راشداً، بل صار كهلاً في جسد طفلٍ.

هم شهداء… سٌجلوا أرقاماً في سجلات الموتى و الفقراء! ينال ذووهم بعض المال كمبادرات وطنية و أهلية لا تدوم طويلاً، فيتبدد جسدُ الميتِ منهم و تبقى صورته و تندثر صور الفقير منهم و يبقى هو و فقره.

و ليس بالغريب أن تكرر القصة ذاتها في بقعٍ أخرى من الأرض… في سوريا و في اليمن و في الصومال و غيرهم من دول النزاع التي يكون الطفل ضحيتها بين مرضٍ و فقرٍ و موتٍ و لا نسميهم إلا شهداء. شهداءٌ تتحسر قلوبنا عند سماع قصصهم ما بين قصةِ أمنية تموت و جشعٍ ينمو. و تنحسر الدمعات في المُقل بلا حول لها و لاقوة.

فيديو مقال أطفالٌ لكنهم شهداء!

أضف تعليقك هنا