نحن أيضا عشنا الصحوة

العاصوف

في العمل الدرامي السعودي الذي يعرض في جزءه الثاني( العاصوف) والذي يجسد أحداثة الفنان ناصر القصبي والفريق المشارك معه حقبة الاعتدال السبعينية الميلادية وما قبلها وينقل أحداث مكون  بشري يعيش على جغرافيا كأي مكون بشري على هذه البسيطة يعتريه مايعتري الكانتونات البشرية فيالعالم لكنه يعيش الشر والخير والظلام والنور والليل والنهار الجهل والعلم وكل الاثنية التي سنها الله تعالى على خلقه منذ الأزل إلا أن فترة الثمانينات التي تلت الاعتدال.

الكائن الغريب

اعترى هذا المكون على الجزيرة العربية وبالتحديد في المملكة العربية السعودية طاريء لها مخالب نشبت في الاعتدال فمزقته شر ممزق حتى أنها جعلت هذا المكون في عزلة تامة عن العالم بتحريم كل شيء عليه من الراديو الى التلفزيون الى الفن فغدى لايسمع إلا   أصوات الصراخ ( عباد الله اتقوا الله فإن جهنم حارقة لأجسادكم! الجنة الجنة الجنة فقيها حورعين وأنهار من خمر فهبوا إلى الجهاد عباد الله) من الست الجهات بمكبرات صوت ضخمة أو من السيارات أومن مأذن المساجد وهذا كله من الجانب السني ماذا عن الجانب     الشيعي لم يكن أكثر فرقا منأخيه فكلنا لسعتنا مايسمىبـ( الصحوة) تحول الشعب كله بكل طوائفه إلى صحوي كل بما يستطيع وحسب المساحة الممنوحة مما يستطيع استغلاله وركوبه كي   يمتطي ظهر القوة والمكنة لإقصاء الآخر.

مرجعيات الشيعة

على مستوى الشيعة بدأت المرجعيات تبرز وتتخندق ويكون لها أنياب تغرسها في جسد المرجعيات المختلفة معها وكان لزاما على التابعين أن يقلدوا فقيههم فيما يصنف فيه الآخرين وأول من دفع الفاتورة على مستوى المنطقة هو الشيخ الصفار.

الشيخ الصفار الذي شيع في الوسط الشيعي أن المرجعية العظمى في السيد الخوئي صرح أن أمر الصفار مريب فتداولوها القوم وسوجوه بسور المقاطعة انتقل هذا الجهل المضلل للتابعين للمرجعيات الأخرى كالسيد محمد حسين فضل الله الذي اقصي بتضليله ثم   انقسم بشكل فاقع بشع شيعة المنطقة الى أصولية تتبع السيد الخوئي وشيخية تتبع الميرزا حسن وفي هذه سالت دماء  وعركات وانتقالات وطلاقات وعوائل تفككت واخوان تقاطعت هذا فقط على مستوى المرجعيات أما على مستوى اختلاف الرأي   الفقهي فجزء يصوم وجزء يفطر وآخر يدعي أن الباص معطل في مزدلفة كي يبقى لليوم الثاني.

الثقافات والشتائم من أجل المرجعيات

وعلى مستوى الثقافات الشتائم والسباب بين الأقارب من أجل المرجعيات ومن أجل اختلاف في الرأي من أتباع نفسا مرجعية أقارب متخاصمون متعادون من أجل مايترهمون أنه نصرة للدين والمذهب ولايزالون يجترون كل التفاهات كي يشعروا أنهم أدواما عليهم من تكليف شرعي في فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وانقاذك من التهلكة والنار ويحسبون أن الله يرعاهمفيما يقولون، عشنا ولانزال نعيش تضخم التحريم في كلشيء.

الحياة وحلاوتها

حتى يثبت حليته وليس العكس رحمك الله ياعبدالرحمن الوابلي فقد جسدت المرحلة بتفاصيلها كسرت التلفزيونات والمعازف وحطمت أشرطة الكاسيت للأغاني وصار من يسمع غناء في بيته أو في سيارته فاسق فاجر تجوز أذيته والتشنيع بسمعته بل قد يصل إلى تحريم زوجته عليه، عشنا صراعات الصحوة بكل شناعتها وقبحها في تحجيم عقولنا وتخديرها بالشعارات الجوفاء البالية، فقدنا الاستمتاع بالحياة وجمالها وحلاوتها جراء منابرالوعظو الإرشاد التي كانت حريصة كل الحرص علينا أن ندخل الجنة التي فهموها هم وخططوها فيأدمغتهم وأخذوا يسوقونها علينا  بتهديدنا بالعذاب والسعير إن لم نطع أوامرهم، زجوابنا في أتون النزاعات والخلافات الأسرية بين معيد اليوم ومعيد  غداوبين محرم  للسلام على حالق اللحية ومعاد لمن يسمع عبدالحليم، حرمونا من كل حياتنا نحن الخمسينيين فمن سيعوضنا عنحياتنا ومن سيعتذر لنا عن خداعنا وخدعتنا.

فيديو مقال نحن أيضا عشنا الصحوة

أضف تعليقك هنا

علي البحراني

علي البحراني