الحبّ والحزن

بقلم: هاجر حمدي

أبعَثُ هذه الكلمَات إلى:

القريب جدًا إلى قلبي، والغريب عنّي الذي لم يفهمْني قطّ ..
إلى الصَّديق الذي داوَاني، والحبيب الذي آذَاني ..
إلى المهتمّ تارة فأخالُني عزيزة عليه، والمُتَجاهل تارة أخرى فأتسَاءَل “مَن أنَـا في ناظرَيْه؟!”.

الحبُّ والحزنُ:

الحُبُّ والحُزن قرينَـان مُتشابهَـان ..
يستمرَّان في تآكل روحك، بينَمـا لا تنفكّ عن وهبِهما كل مَـا تملك ..
يستمرَّان في زعزعَة نفسك، وأنتَ تُجاهد لتُعيد تحصين دفاعاتك ..
لتزيل النبتةَ التي غرسَاهَـا بقلبك؛ علَّك تستمرّ ..
لكن بلا جدوَى.

الحُبّ والحزن متلازمَان، فمن يوم أن نبض قلبي لأجلك، لم تقف دُّموعي داخلي؛ تستمرّ في الانهيَار لكَ ومنك .. قاسٍ هُو الحُب؛ يلازمك معَه اليأس والأسَى وأنت متشبثٌ به كما لو كان مُنجيك من الغرق في مآسي هذه الحيَـاة .. ولأصدقكم القولَ، فهُو تارة كذلك.

أمنيّة غيرُ محقّقة:

أريدُنـا وحدَنا .. فليقف الزمنُ عن مَـا سوَانـا .. وليجرِ بيننا كما يجب
وحدَنـا، ولأكن لك محور كونك وسمائك؛ كمَـا أنت لي الآن.
أريدُنَـا معًا .. حيثما لا يتوجّب عليك الرحيل
فقط أنـا وأنت، نتشارك الصَّمت، بينَما أستمرُّ في قراءَة عينيك.
فلتبقَ بجواري؛ حيثما لا يسلبك مني أحدٌ
واقترب؛ لأكن لك وحدي مركز بصرِك .. وحدَك من أرَى، فهل تراني؟!
كفيتني؛ فلا خسران سأعانيه مَـا دمتَ معي، فهل كفيتُك أنَـا؟!
أفتقدُك .. وحدي أنَـا في غياهِب قلبي، ونُور قلبك الدَّواءُ.

الجُرم الذي ارتكبت:

لقد أجرمت في حقّ نفسي مرتين: حينَمَـا أحببتُك، وأعَدتُ الكَرَّة حينمَـا اعترفتُ لنفسي.
لكني -لأصدقك القول- قد حاربتُ بجميع جنودي حتى خارَت قواهُم جميعًـا أمامَك، لم أفلح في منع ذلك ولا تخطيه.
لقد تجاوزت أنت حدود طاقتي.

حماقتُنَا معًـا:
أنَـا وأنت متشابهَان جدًا ..
ولهَانةٌ بك، وأنتَ لا تبالي
وولهَانٌ بهَـا، وهي لا تبالي ..
أحسبتُ بحماقتي أن تشابُهَنا ذاك سيجمعنا! .. شتّان؛ فإن قَصَصْنَا جناحَ لا مُبالاتك؛ سيقع طائرُ التشابُــه.

غيرتي وولعُك بهَـا:

عالقٌ أنتَ في طيفِهَـا، وأنـا سجينتُك
تتعاطَى من ذكرَاهَـا الألم .. بينَما أود لو أكون سببَ توقفك عن إدمَانِهَــا.
أحمقٌ أنتَ!

أوتظنّ أنك قادرٌ على المضيّ .. بينما تخبرهم أن لو عادَت لاستَقْبَلتها؟!
بعد هذا .. لا تقل أن ليس أحَدٌ في قلبك .. قل أنَّهَـا ما زالت في داخلك، قل أنك عاجزٌ عن تركهَـا.
أكرهُك!

ليس عندي مَـا أعطيكَه .. لكني أعاهدُك أن لن يعلوَ على حبّي لك أحَدٌ
بكل خطوة أخطوهَـا إليك، يتداعى قلبي
ففُكَّ قيدي، وحررني منك إليك
شديدة الحمق أنَـا!

أستمرّ بإخبارك كم “أحبُّك” مرارًا في عقلي ..
فهل حطَّ صوتي رحالَـه في مسمعك؟!
أم أنك أحمق يا سيّدي؟!

لن يتلاشى حبُّك حتى تجدَ ما يفوقه قوة ..
فلا تُظهِر لي ضَعْفك وجُبنك هذا ..
ويكأنها الأنثى الوحيدَة بعالمك، ويكأنّك لا ترى، ويكأنَّها أعمَتْك!!
أعيَتني حماقتُك !!

فلتذهَب، ولتطارد طيفَها حيثما شئت
أو لتذهب عديم الروح عاجزًا عن استردادِها .. فليَكُنْ
لكن أخرجني من لعبتك
فلن أجاري حماقتك هَـا هُنا!

اذهب، ولا تقف بنصف الطريق .. فلن أحيَا نصف حياة
إن لم أطُلْ حياة كاملة .. فما الضيرُ من الموت؟!
أكرهُك بشدّة !

الخاتمة:

تلك رسالـةٌ إلى من أحببتُ ولم يُبادلني شعورى .. سقَاني مع حُبِّه الألمَ مرارًا .. وانتهَى بيننا الأمرُ قبل حتى أن نبدأ بداية حقيقيّة؛ فلم تتحقّق أمانيّ.
أذنبت أنَـا لكن في حقي .. واستمررت في حبّك والغيرة عليك والولَع بك حتى أتاني ردُّك بعد اعترافي سخيفًا صادمًا ظالمًـا ..
قيلَ: ” تجاوزتُك .. كان انتصارًا حزينًـا “.
وأقول: سيبقى الانتصَار ويزول الحزن يومًـا.

بقلم: هاجر حمدي

الحُبُّ والحُزن قرينَـان مُتشابهَـان ..يستمرَّان في تآكل روحك، بينَمـا لا تنفكّ عن وهبِهما كل مَـا تملك ..

 

أضف تعليقك هنا