فالفيردي: الرجل الذي أجهض حلم برشلونه في التتويج بالثلاثية

بقلم: قور مشوب

قور مشوب

إنتهى موسم لم يكن يتوقع أشد المتشائمين في برشلونة أن ينتهي بهذا الشكل: كارثي ومخيب للآمال. برشلونة يتواضع مجدداً، ويخسر أمام فالنسيا، في نهائي كأس ملك إسبانيا لهذا الموسم، بهدفين مقابل هدف، ليسدل الستار بذلك على موسم آخر لم يحقق فيه ما هو متوقع منه. تتعدد الأسباب والتفسيرات والمسؤول عن هذا الوضع شخص واحد: إرنستو فالفيردي.

لماذا نحن هنا؟

هذا سؤال منطقي ووجيه للغاية: لماذا نحن هنا؟ للتو، خسر برشلونة بطولته المفضلة لصالح فالنسيا: كأس الملك. بعد أربعة أعوام إحتكر فيها الفريق اللقب، كان يدخل كل موسم وهو ليس المرشح الأوفر حظاُ للتتويج باللقب فحسب، بل وهو البطل بالفعل قبل أن تبدأ البطولة وتلعب مبارياتها. لكن، كل هذا فقده برشلونة هذا الموسم بسبب مديره الفني: فالفيردي.
هذا الإمتياز خسره برشلونة هذا الموسم بسبب فالفيردي: لطريقة تعامله مع المباريات، تحضيره للمواجهات، إختياراته الخاطئة، إتباعه أساليب لعب عقيمة، إصراره على إرتكاب ذات الأخطاء رغم علمه مسبقاً بالنتيجة النهائية لها، ووضعه لتشكيلة خاطئة.
الآن، سيكون على فالفيردي، في الفترة المقبلة، الإستعداد لمواجهة الكثير من الأشياء: اللوم، المسؤولية، ودفع الثمن مقابل إخفاقات الفريق تحت قيادته هذا الموسم.

كان لديهم حلم

كانت أهداف برشلونة واضحة للغاية في بداية الموسم: الإحتفاظ بالثنائية المحلية: الدوري الإسباني وكأس ملك إسبانيا، والتركيز أكثر على دوري أبطال أوروبا، العمل على الذهاب بعيداً في البطولة، وبذل جهد مضاعف من أجل التتويج باللقب في النهاية.
لتحقيق كل هذا، وفرت إدارة النادي كل شيء لفالفيردي ليقوم بعمله على أكمل وجه: حافظت على القوام الأساسي للفريق، قامت بتدعيم صفوفه وسدت المراكز الشاغرة بالتعاقد مع فيليب كوتينيو ومالكوم وأرثور ميلو، وكليمونت لينغليه وأرتورو فيدال وجيسون موريلو وكيفين برينس بواتينغ وجان كليير توديبو وأعادت رافينيا ألكانتارا بعد إنتهاء إعارته من إنتر ميلان، جددت ثقتها فيه، دعمته، مددت تعاقدها معه لعامٍ آخر، وتركته ليعمل في هدوء وليركز على تحقيق أهداف النادي.

نتيجة الحلم

ماذا كانت النتيجة؟ إخفاق كبير، عدم القدرة على الوصول إلى مستوى التوقعات، والفشل في تحقيق ما هو مطلوب منه. في نهاية الموسم، كانت النتيجة الخروج من دوري الأبطال بفضيحة أمام ليفربول، خسارة كأس الملك لصالح فالنسيا، والإكتفاء بلقب الدوري، فالفيردي هو من أجهض بالفعل حلم برشلونة في التتويج بالثلاثية هذا الموسم.

كل اللاءات

هذه حقيقة. فالفيردي لا يتعلم، لا يتعظ، لا يتذكر، لا يمكن الثقة به، لا يُغامر، لا يجرؤ على التجريب، لا يجرؤ على التغيير، لا يستطيع الإرتقاء إلى مستوى التطلعات، ولا يستطيع قيادة برشلونة إلى التتويج بلقب دوري الأبطال. هذا ما أثبتته الأيام، إذ تكررت الطريقة التي خرج بها الفريق من الأبطال في الموسم الماضي أمام روما، بذات الشكل والسيناريو هذا الموسم بعدما خرج من البطولة أيضاً من أمام ليفربولإطلاقاً.

خيبة الأمل

لم يكن فالفيردي قادراً على تحمل أي عبء في أي وقتٍ من الأوقات. الجميع كان يشعر بالخوف، اليأس، القلق، وخيبة الأمل، منه، لأنه غير قادر على جعل الناس يثقون به في ظل إرتكابه للكثير من الأخطاء بإستمرار.
على الدوام، كانت الشكوك ترافقه، لأنه لم يقم – ولو لمرة – بمراجعة شريط أي مباراة لفريقه ليعرف نقاط ضعف وقوة فريقه، ليقوم بمعالجة أماكن الخلل، تقوية أسلحته الهجومية وتطويرها، إيجاد طريقة لتفادي إرتكاب تلك الأخطاء مجدداً، والعمل على إيجاد حلول ناجعة لكل المشاكل.

طفح الكيل

بعبارة أو بأخرى، وضعية فالفيردي، ربما، كانت ستختلف إذا فاز برشلونة بكأس الملك، يوم أمس السبت. لكن، هذا بالتحديد، ما يجعل الجميع يعلنون عدم قدرتهم على الصبر عليه أكثر بعد عامين لم يفشل فيهما الفريق تحت قيادته في إحداث أي تقدم وتطور فحسب، بل يفشل في الحفاظ على مكاسبه ويتراجع إلى الوراء بخطوات متسارعة تُثير الكثير من الجدل والتساؤلات.
بعد عامين على وجوده في النادي، لا يزال إرنستو فالفيردي، المدير الفني لبرشلونة، يثير الكثير من الجدل والتساؤلات. فالأزمات لا تزال تراوح مكانها، ولم يحدث تغيير كبير على صعيد الأهداف الموضوعة من أجل السعي لتحقيقها.

النقد الكثير بعد الفشل

النقد الذي ظل موجهاً لفالفيردي، على الدوام، بعدم تحقيق الفريق للنجاحات على الصعيد الأوروبي تحت قيادته، فشله في قيادته للذهاب بعيداً في البطولة، الوصول للنهائي، ومن ثم التتويج باللقب في نهاية المطاف، أضيف إليه، للتو، خسارة بطولة محببة، أكثر من هذا، فإن المفارقة، هنا، تتمثل في الطريقة التي إعتاد بها برشلونة الخروج من دوري الأبطال تحت قيادة فالفيردي، إذ خرج الفريق بصورة كارثية وفاضحة في البطولة تحت قيادته ولم يكن قادراً على إستغلال الفريق الرائع الذي يقوده، إستغلال وجود ميسي فيه، الإستفادة من نتائج مبارياته ذهاباً والخروج بنتائج إيجابية في مباريات الإياب لينتهي بهم الأمر بالخروج مرتين بصورة كارثية.

أقيلوه

بعد نهائي الكأس، حدثت الكثير من التطورات بصورة متسارعة. فالفيردي أعلن عدم شعوره بالقلق، بينما قال بارتوميو انه هو الرجل المناسب لتدريب برشلونة، فإن الأنصار خرجوا غاضبين في مسيرات تطالب الإدارة بإقالته من منصبه.
صحيح، مجلس الإدارة أعلن دعمه لفالفيردي، قبل وبعد، نهائي كأس الملك. لكن، الحقيقة ان كل الطرق تقود لإقالة فالفيردي من منصبه، إذ لم يقدم شيئاً يدعو للصبر عليه أكثر، لدعمه، للتفاؤل بموسم قادم سيكون مختلف، وبمستقبل سيفوز فيه الفريق بلقب دوري الأبطال.

إنهيار برشلونة وخسارته

الحقيقة انه لم يعد هناك مبرر لتمسك العديد من اللاعبين وبارتوميو، بشكلٍ أعمى، بفالفيردي. فقط، عدم وجود مرشح مناسب ربما يجعل فالفيردي يستمر في منصبه حتى نهاية الموسم المقبل أو نهاية عقده. لكن، مع إنهيار برشلونة في دوري الأبطال مرتين، أمام روما وليفربول، على التوالي، وخسارته لكأس ملك إسبانيا لهذا الموسم، وعدم حدوث أي تطور، فإن التمسك بفالفيردي سيعيد برشلونة خطوات أكثر إلى الوراء.

 

بقلم: قور مشوب

أضف تعليقك هنا