لماذا عليك الدراسة في الخارج؟

الدراسة خارج البلاد

يعتقد الكثيرون أنّ الدراسة في الخارج هي أقرب ما يكون إلى إجازة طويلة في دولة أجنبية، لكن الواقع غير ذلك. الدراسة في الخارج هي أكثر بكثير من مجرّد صور ودردشات على حسابك الخاص على وسائل التواصل الاجتماعي، فما يبدو وكأنه نمط حياة لأحد المشاهير، هو في الواقع تجربة مميزة ذات أثر عميق وبعيد المدى على الطلاب الذين يتخذون القرار بخوض هذه المغامرة. حيث أشارت العديد من الدراسات المختلفة إلى النتائج الإيجابية المترتبة على دراسة الطلاب في بلد غير بلدهم الأم.

لعل أبرز الإيجابيات تتمثل في:

تطوير مهارات حياتية مختلفة

بالنسبة للبعض، يعتبر الانتقال من منزل العائلة للدراسة في مدينة أخرى، نقلة نوعية بحقّ ولا شكّ أن الكثير من الطلاّب قد قاموا بهذه النقلة أثناء مرحلة البكالوريوس، لكنّ السفر والعيش في دولة أخرى يعتبر أمرًا مختلفًا تمامًا. قد تكون في البداية تجربة مخيفة بعض الشيء وترهب الشباب، إلاّ أنها مع ذلك ستسهم في تطوير شخصيتك وإكسابك مهارات لا يمكنك الحصول عليها من الكتب فقط. كمهارات التأقلم، حلّ المشكلات، ومهارات التواصل. فعندما تنتقل إلى بلد جديد، فأنت بحاجة لأن تبني حياتك من الصفر، عليك القيام بأمور متعددة كالعثور على مسكن مناسب، وفتح حساب بنكي والتسجيل في التأمين، بالإضافة إلى التعامل مع العديد من المؤسسات الحكومية. لكلّ دولة خصوصيتها وتحدّياتها التي تختلف عن غيرها بدءًا من اللغة ووصولاً إلى القوانين والقواعد المختلفة التي قد تكون غريبة بعض الشيء. أحيانًا قد تكون تكاليف الدراسة مرتفعة ممّا يضطرّك للبحث عن عمل أيضًا. ومن دون وجود العائلة التي قد تقدّم لك الإرشاد والنصح، فستكون الحياة أصعب بعض الشيء لكن هذا بالضبط ما سيعمل على تطوير مهاراتك وشحذ شخصيتك لتصبح مستقلاَ وفعالاً.
يعتقد أن السفر لمرة واحدة للدراسة في الخارج كفيل بجعلك ترى كلّ التحديات أمرًا بسيطًا. وهو أمر منطقي بلا شكّ فعندما تطوّر مهارات “البقاء” لن يصعب عليك شيء آخر. وستصبح قادرًا على تحمّل المسؤولية والاستقلال بذاتك كما حلمت دائمًا أن تفعل.

تجربة ممتعة وفرصة للحصول على أصدقاء جدد

فأحد أجمل الأشياء التي قد تحصل عليها في الحياة هي الأصدقاء الحقيقيون.  وتجربة ثقافات جديدة هو أمرٌ لا يُقدّر بثمن والقيام بذلك خلال الدراسة يمكّنك من بناء صداقات طويلة الأمد مع السكّان المحليين وغيرهم من الطلاب الدوليين نظرًا لتوافر الوقت الكافي للعيش في البلد ورؤية مختلف جوانبه الثقافية.

فرصة لتخلق شخصية جديدة بلد جديد

أناس جدد وشخصية جديدة!… هذه إحدى ميزات الدراسة في الخارج، الدراسة في الخارج هي بداية جديدة… صفحة بيضاء يمكنك أن تملأها بما تشاء من التجارب والخبرات الجديدة. إذا كنت خجولاً، فهذه هي فرصتك لتخرج من قوقعتك، تريد أن تترشّح للانتخابات الطلابية؟ افعل ذلك واصعد على المنصّة وتحدّث إلى الجمهور، كما يمكنك أيضًا أن تعرض فكرة مشروعك على لجنة من الحكّام، تلك الفكرة التي تؤمن بها ولم يشجّعك أحد في بلدك على تنفيذها. لا شيء أفضل من فعل كلّ ما كانت بيئتك المحيطة تمنعك من القيام به، إنها فرصتك للمضي قدمًا نحو تحقيق أعظم طموحاتك.

فرصة للحصول على وظيفة في المستقبل

تشير الدراسات الواحدة تلو الأخرى، أنّ أولئك الذين يتمتّعون بخبرة دولية يتمتّعون بالأفضلية للحصول على وظيفة بعد تخرّجهم، فضلاً عن أنّ معدّل دخلهم سيكون أفضل بكثير مقارنة بأولئك الذين لم يشاركوا في أنشطة دولية. ليس هذا وحسب، هناك العديد من الدول التي تتيح للطلاب إمكانية العمل بعد التخرّج وتوفّر لهم فرص عمل قد لا تكون متوافرة في بلدانهم الأصلية. هناك بلا شكّ ميزات أخرى للدراسة في الخارج، لكن ممّا لا شكّ فيه أن الدراسة في بلد آخر غير بلدك الأم سيعود عليك بالنفع وبالعديد من الآثار الإيجابية والمهارات التي لا يمكنك الحصول عليها من الكتب أو من الدراسة في وطنك.

فيديو مقال لماذا عليك الدراسة في الخارج ؟

أضف تعليقك هنا

محمد عبدالرحمن قطيط

باحث ومحاضر - ماجستير علوم وإقتصاد