هل بدأت نهاية الحوثية في اليمن؟

بقلم: د. باسم أبونور الهدى المذحجي

فصل الجغرافيا والاستقطاب ونشر الحرب الأهلية والإقليمية بوصاية إيرانية.
إن صناع القرار في دول الخليج والمجتمع العربي والدولي هم جمهور محتمل لهذا التحليل الاستراتيجي,ومن هنا الحديث عن المستقبل , فالخطاب الحوثي لم يعدنقطة تجميع عاطفي يهدف للتعبئة الشعبية , ووضحت تلكم الحقيقة عندما تحولت الحوثية من لجان ثورية شعبية الى مجلس سياسي أعلى , وبذلك حاولت إدماج التيارات السياسية اليمنية في الحوثية , وهذا فشل بعد أحداث تصفية الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح بسبب رغبتها العقائدية في تعديل التجمعات السياسية.

تحديات متضخمة تواجة الحوثية

كيف ذلك؟ لسببين استراتيجين:

  1. إذا سقطت أي منطقة من يد الحوثية فذلك يعني تحرر كل هيكل المجتمع من قبضتها الى الأبد.
  2. الصراع الخفي المؤجل والذي لابد وينفجر مابين العقائدي في جبهات القتال بدون مكسب مالي مع البقية المتحذلقة والمتربحة في الفلل الفاخرة بعيدة عن ميدان القتال في إطار الحوثية نفسها.

هل من تفسير إيضاحي أكبر لهكذا تحديات؟

  1. الحوثية تلغي بقية اليمنيين في الحياة والأمن وتحاصر كل أفكار التنوع وسط غياب المشروع الوطني.
  2. غياب للعملية الديمقراطية وقمع للمشاركة السياسية وتغييب المواطنة..عدم وجود تقسيم متكافئ للثروة والأموال مابين العقائدين في الجبهات ومابين الممسكين بالسلطة بعيدا عن جبهات القتال فضلا عن بقية الشعب اليمني التي تخرج عن الحوثية في الشكل والمضمون.
  3. تحولت مناطق سيطرة الحوثي الى سجن كبير ودولة مغلقة أمام دول العالم.

ماذا تريد الحوثية؟

الحوثية تمارس تطييف يقود الى صناعة الأقليات نظرا لأن اليمن تعاني مشكلات أخرى معلنة, وغير معلنة كالتطييف القبلي والديني منذ عقود مابين اليمن الأعلى والأسفل , وذلك يقود الى تنامي وتزايد التعصب الديني ,والفصل الجغرافي, وهذا يقود الى تخليق خطوط تصدع كبيرة لليمنيين تخرج عن صفوفها تدريجيا , ومن أمثلة خطوط التصدع التي توقف تمدد الحوثية والمشروع الإيراني هي التالية :-

  1. خط الصدع السني/ الشيعي ممثل بجماعة السيد مقبل بن هادي الوادعي السلفية رحمه الله.
  2. خط الصدع القبلي/ القبلي لمن ينضوي تحت السلطة الشرعية لجماعة أخوان المسلمين في مأرب والجوف وأجزاء من تعز.
  3. خط الصدع الجغرافي والذي يشمل الجنوب العربي والحجرية وتهامة والمعارض لجماعة الأخوان في اليمن.

بالفعل ,لايوجد استقرار في اليمن لغياب التوازن المستمر بفعل غياب تواجد اتفاق بين رأي الحوثية مع غالبية اليمنيين , ,وبالتالي كل يوم لاتكتسب الحوثية أي شرعية بمافيها شرعية سلطة الأمر الواقع, وذلك تسبب في إستمرارها لاستخدام العنف المفرط بحق اليمنيين, والقتل, ورافق ذلك رفع مهارات التسليح ضد الجيران والأشقاء ,و المرتبطه بالمشروع الإيراني الذي يترأسة المرشد الأعلى الإيراني, وستنتهي بمجرد الإطاحة بالملالي في قم إيران.
المحصلة كلها تنتهي بعدم وجود نمط لانتقال السلطة في اليمن, ولا يوجد قالب استقرار سياسي, وسط محدودية التغيير في المناصب السياسية بفعل عدم إمتلاكهم أي شرعية سياسية والمحصلة الكلية تتحدث عن تلاشي الوحدة الوطنية وتنامي الولاءات التحتية.

ماذا عن ربط الديموقراطية البيروقراطية بالثيوقراطية؟

الحوثية لم تعد تمتلك سوى مساحة أذراع ميليشاوية تابع للتعليمات الإيرانية, أما يخص اليمن والشعب اليمني ,فالحوثية إجرام على كل الأصعدة ,وعبث بالثروة والسلطة.الحوثية ليست إعتماد ديني فهناك ترفضها الزيدية اليمنية التي تعايشت مع الشافعية لعقود, وذلك جعل الحوثية تمتلك دور ناقل للأفكار الإيرانية ليتحول الى دور تعبيري فاعل يحقق نظام تابع لملالي طهران في اليمن, مايسمى تحقيق مجموعة المصالح الاقتصادية والأمنية والسياسية المتضامنة والمرتبطة بالمقربين والموالين لعبدالملك بن بدر الدين الحوثي.

مانقاط ضعف الحوثية؟

الحوثية نظام ميليشاوي متخلف, يرتكز على معاملة المواطن اليمني على أنه جزء من الإثني عشرية الخاضعة لوصاية المرشد الأعلى الإيراني, و تنوب عنه في كل شيء أي المواطن اليمني بما ذلك جسد الدولة اليمنية ,وهذا يجعلها كيان ضعيف يحتمي بالسلاح والقتل, وكذلك يجعلها تعاني من إنقسامات عمودية مرشحة للإنفجار فيمابينها ,ونشوب خلافات دامية وقاتلة كماحدثت في صنعاء وإب وذمار، الحوثية لاتمتلك شرعية نظرا لأن سلطتها غير نابعة من خيار شعبي وذلك يفسر إستمراريتها في مستنقع غياب الأمن والاستقرار في مناطق سيطرتها .

ماعيوب الحوثية؟

الحوثية فشلت في عسكرة المجتمع اليمني لأنها نجحت في إنتاج الطائفية في طائفة يمنية ,والذي يؤكد هذا بأنها تنعت بالحوثية أكثر مماتنعت بجماعة أنصار الله اليمنية كماخططت لذلك طهران أسوة بحزب الله اللبناني,نظرا لأن هناك صراع على المال, والعقيدة والأولوية, ضد كل ما هو غير مقرب من عبدالملك بن بدر الدين الحوثي , و غير ذو باع قتالي ,وغسل دماغة بدورات تربوية وثقافية بملازم القتيل حسين بن بدر الدين الحوثي.

بقلم: د.باسم أبونور الهدى المذحجي

أضف تعليقك هنا