أن تدعو أحداً لداخلك

أن تدعو أحداً لداخلك، هى ليست مجرد جملة لكنها قرار وليس بالقرار السهل أو البسيط. فتلك الدعوة ليست لقضاء بعض الوقت معاً، لكنها دعوة شخص إلى داخل قلبك إلى أعمق جزء فيك واكثر المناطق رقة وألماً فى الوقت نفسه. أنها دعوة إلى قدس أقداسك.

الدعوة المملوءة بالمخاطر والمجازفة

إنها تلك الدعوة المملؤة بالمخاطر والمجازفة، الدعوة التى تتخلى فيها عن جزء ليس بقليل من محاولات السيطرة. الدعوة التى تتجرد فيها من اسلحتك وحيلك الدفاعية، فهى دعوة الثقة. إنه ذلك التصريح الذى تمنحه لشخص فى أن يراك وأنت فى أسوأ احوالك، أن يرى المناطق المتسخة بداخلك، أن يرى الفوضى التى يكسوها الشكل المُنمق الخارجى. أن يرى حيرتك واضطرابك، سقوطك وحزنك واكتئابك. هى تلك الرغبة فى سماع صوت آخر غير صوتك الداخلى. هى قبول التوجيه فى بعض الأوقات، وقبول اللا تكون على صواب فى كل المواقف.

ماذا يعني أن تدعو أحداً لداخلك

أن تدعو أحداً لداخلك، هى رسالة توجهها إلى شخص بأحقية الدخول إلى حياتك وقتما يشاء، والوصول إلى أعماق ليست مسموحة للجميع. هى دعوة خاصة جداً. هى تلك العلاقة من الود والحميمية التى تُخبرك أنك مقبول بكل ما فيك، مقبول كما أنت. لست فى حاجة إلى التجميل أو إلى ارتداء أقنعة حتى تكون مقبولاً. أنت فى تلك العلاقة على سجيتك.

هو ذلك الشخص الذى يرى ما بداخلك ولا ينخدع بما تُظهره. الذى يرى ما وراء ابتسامتك المفتعله فى بعض الأيام، وما تعنيه من تلك الجملة الجوفاء: “أنك بخير”. هو الشخص الذى يرى انطفاءة بريق عينيك ويُخبرك أنك لست بخير. هى تلك المنطقة الآمنه، التى تخرج فيها من نفسك للآخر حتى تقابله فى منتصف الطريق.

لا اعتقد أن هناك شخص لا يرغب فى تلك العلاقة، تلك العلاقة كما لها جانب براق ومبُهر فهى أيضاً محفوفه بالمخاطر والمجازفة. ففي تلك العلاقة تكون عارياً بالتمام، مُتجرداً من كل اسلحتك وحيلك وأسوارك الدفاعية. وجذلان تلك العلاقات هو الأكثر إيلاماً لأنه الأكثر قُرباً والأبعد توقعاً!

تداخل الكيانات هو الأعمق والأكثر قرباً

فتداخل الكيانات هو الأعمق والأكثر قُرباً كتداخل حلقات السلسلة بعضها ببعض، وانفصال حلقة بها يجعلك تخسر كل ما قمت بوضعه داخلها. فكيانك يحتفظ بالذكريات والمواقف والكلمات، كاحتفاظك بمجموعة لآلِئُّ لا تُقدر بثمن! وفقدانها يأخذ جزء من كيانك معه. فيا عزيزى، انتبه جيداً لمن تدعوه لداخلك. واعلم انها خبرة لها عميق الأثر عليك. هى من خبرات العمر التى ستشعر بها دفئا أو ألما.

فيديو مقال أن تدعو أحداً لداخلك

أضف تعليقك هنا