أناس طرقوا قلوبنا ليتركوا بصمات منها التي شقت جزءا منه ومنها التي جعلته يرقص طربا على أنغام الفرح والبهجة، ما جاء لن يعود، وما ذهب قد يعود الأسوء منه أو الأفضل منه، نضحك ونفرح، نبكي ونحزن، نلقي التحية ونصافح مع من يلقون أسهما في ظهورنا، ونأخذ موقفا على نصحية أسداها شخص محب قد يكون أخفى مشاعره تجاهنا، الغدر والخيانة والكذب والخسة أصبحت محبوبة في عصر سكنه أناس لم ولن يعرفوا المحبة والصدق والمآزره مع الأسف، فالحال غير الحال، والقلب غير القلب، والدنيا قد آلت إلى الإفجار والذوبان من كثرة خيبات قد رسمت لنا من أناس لم نتوقع منهم يوما ذلك، هل نحن نحن أم بدلت ملامحنا لنصبح مثلهم؟؟؟!!

نشتكي إلى الله عند خيبات الأمل ببعض الأشخاص

الأسف يأسف منا لأجل هذا الحال, لو كنا نحن السبب لماذا كانوا هم المسبب ولو كان العكس لما وصلنا الى مبتغاهم… لو ولو الى متى هذه الأسئلة سوف تنتهي… هل عندما نسقط أم عندما نراهم يبتهجون ويرقصون على أنغام ضعفنا وسقوطنا؟؟؟ ان كان هذا مرادهم فكن أو كوني أنت الأقوى فان كنت ضعيفا لغاية لا تحتمل إشكو لمن خلقك، لربي وربك ورب كل شيء…

سأمنا من كثرة الأكاذيب لمدى فاق الحدود ليعبر الجبال والسهول ويسلم على من هم مثلي في أوطان هذا العالم الجميل الذي كلما ضحك لنا ضحكنا معه ساعة وعبسنا ساعات…لا ألوم هؤلاء الأشخاص;  لأن الأحاسيس وراحة البال والمزاج المنعش العذب الجميل يستمد من الأناس الذين يلقاهم ويتعامل معهم, فقد قال علماء النفس في ذلك الكثير إلى حد سأمنا فيه من تكرار ذات الشيء.

ماذا يقول روتنبرغ؟

” أن  الحالة المزاجية عبارة عن: “ملخص شامل للعديد من الإشارات حولنا وعادة ما يصعب تصنيفها” لا تسأم ولا تيأس فالحياة أجمل من أن نحزن فيها على أناس كانوا ينتظرون منا في كل دقيقة أن ننفصل فيها عنهم في حين انك انت كنت تأمل أن يستمروا في علاقاتهم معك.

التناقض في العلاقات أيا كانت أن دام بضغ شهور أو سنوات, فانه سيكون مليء بالخلافات الموحشة المملة التي تكرر نفسا لدرجة السآمة… لكن الاختلاف مطلوب بكل تاكيد… لكل انسان شخصيته وكيانه وذاته المستقلة التي أجمل من أن يبدلها من أجل انسان لكن ذلك لا يمنع من تحسين الطبائع المستنكرة في شخصية كل منا.

فلا انسى ذات مرة عندما وقفت على جبل في ليلة دامسة السواد وكنت أنظر على شوارع ملئت بأناس لا يمكن أن يحصى عددهم منهم من يغادر المطاعم والمحلات التجارية ومنهم من يأتي لو نظرت نظرة عميقة وفسرت حركاتهم لعلمت أن كلا منهم قد عانى أو ما زال يعاني من ألم أثقل كاهليه… أو لربما سقط مرة وها هو يسقط مرة أخرى … لكن المسؤولية التي عليه ألزمته بجبر خاطر نفسه ليعود لمن يحتاجه… كثيرا ما نصادف أشخاصا قد مروا ولربما مرورا سريعا للغاية فيقولون: لا أحد يحبنا، اعلم حينها اما أن الثقة في نفسه على وشك الانهيار أو انها انهارت أو أن الآلام عليه قد اشتدت فلربما احتاج قسط من الراحة والرحيل المؤقت أو أن خيبات أمل من أناس لم يتوقع في يوم أن  يقذفوه الى صحراء قاحلة…

حديث مع النفس

في احدى أيام فصل الشتاء المنعش في بلدة جميلة للغاية لدرجة أنك اذا دخلتها نسيت همومك، فتشعر وكانك طفل خلقت قبل قليل، كنت جالسة أقرا في كتاب وكانت بجانبي عجوز تشتكي من هم أصاب ابنها السابع.

فقلت في نفسي:

يا أماه لا تحزني فأنت الخير والبركة

ان كنت قد ذبلت فمن يسقينا

لنغدو ونضحك ونفرح ونلعب

أم ألمت بألمها بعيدا عن أعين العشاق

قلوب تألمت لكثرة الألم

وقلوب فرحت لجمال الحب

فحب من أحب… واعشق من يعشق

لا تحزن على ما ذهب ولا تكابر

فان سأمت احزم أمتعتك

وأعلن الرحيل مع من أحببتهم وأحبوك

وقل : وداعا …الى أن يطيب اللقاء

ماذا قال الفيلسوف جون تشارلز سالاك؟

كلمات نسمعها كثيرا سواء أسمعناها من أناس عرفناهم أو عرفوا أحبتنا، أيا كان وقع هذه الكلمات، لا تنظر الى خلفك أو لمن سبقوك في شيء تتمنى أنك لو أنت وصلت اليه قبلهم…فكن على يقينا أن ما يجيئك بعد مدة وتاخير واشتياق ومثابرة، فهو أجمل وأطعم وألذ, كما قال الفيلسوف جون تشارلز سالاك :” لا يصل الناس الى حديقة النجاح ، دون أن يمروا بمحطات التعب و الفشل و اليأس ، و صاحب الارادة القوية لا يطيل الوقوف في هذه المحطات”, احلم وفكر ثم اعمل وسر في طريقك فلا تحزن ان واجهتك العقبات أو وصلت الى الفشل.

الفشل

• الفشل…نعم الفشل, من منا لم يفشل في شيء كان متوقع انه سوف يحقق أعلى من تلك المرتبة التي حصل عليها في سباق خيل مثلا… أو درجة في مادة مدرسية او في مساق جامعي…أو ترقية عمل بعد  انجاز مشروع قيم… وغيرها الكثير, فكل ذلك وأكثرهو أغلب تفكير البشرية أنه فشل… لكنه في نظري ليس بفشل وانما دليل الى أنك في طريق النجاح; لان الطريق المليء بالعقبات والحواجز والأناس الحاقدون والكارهون هو طريق يوصلنا في النهاية الى بستان مليء بالشهادات والاختراعات والانجازات العظيمة.
• أالفشل الحقيقي ياتي اما من التفكير دون العمل أو من الخبط العشوائي دون التفكير، وفي ذلك قال الفيلسوف جون تشارلز سالاك:” الفشل نوعان : نوع يأتي من التفكير بدون فعل ، و نوع يأتي من الفعل بدون تفكير”.

كن على نور أن لاشيء يحدث في هذه الحياة عبثا ان كان فشلا أو نجاحا أو سقوطا أو مرضا أو حزنا أو فرحا، فكلها أقدار من عند الله عز وجل ففي كل قدر سر، و في كل قدر قدر اخر، اجعل ايمانك بربك كبير فقد يكون بعد مرض انهكك وأشقاك حياة أجمل أو بعد الفرح حزن ينسينا فرحنا ليفتح ذلك الحزن فرحا ينسينا ألمنا وهمنا… لا أحد منا يدري ما تحت الارض وما فوق السماء.

كن أنت

كن مؤمنا تكن سعيدا كن أنت تكن أسمى، ارسم حلمك لتقفز على درجات نجاحك وتزيل وتمحو عثرات طريقك لتصل الى قمة الهرم، مع أن النجاح لا ينتهي فان وصلت الى قمة الهرم في مجال، لكنك لم تصل في ذلك المجال الذي وصل اليه آخرون، لذا لا تنظر الى زمن وصول من حولك وانما انظر وراقب زمن وصولك لتستمع باللحظات والعثرات التي من الممكن ان تلقنك درسا لن تنساه.

حدثت نفسي فقلت

تمهل في السير… فان العثرات تنتظرك

لاتنظر الي خلفك… فالسهام تلاحقك

انظر الى أمامك… فالحياة تنظرك

اقتلع شوكة… وازرع وردا يحييك

أسمو بخلقك… وحلق في فضائك

رغم خيباتك وحزنك وآلآمك

لذا كونوا أنتم… ولا تضيعوا الوقت في النظر الى أعدائكم لأنهم يفعلون ذلك عمدا حتى يهدروا وقتكم ويشتتوا تركيزكم، ثم لا تلبثوا الى أن تجدوا أنفسكم في آخر الناجحين والمنجزين والمخترعين، كونوا أنتم.

فيديو مقال أيام تتلاشى لكن لاتنسى