الأفعال هي من تترجم الأقوال

إننا كثيرا ما نقول أشياء كثيرة ونلجأ للقول لأن فيه السهولة والسرعة واقتصار الوقت والجهد والتكلفة، فنقول ونعد ونزين العالم ومن فيه بجمال اللسان القائل لصالح المصلحة الخاصة.

الاعتماد على الأقوال وعدم ترجمتها لأفعال تهرب من المسؤولية والالتزام

كثيرا ما يتم خداعنا عن طريق الكلام ولنا أن نقول أن ما يقال كثيرا ما يكون كما تم قوله والبوح والتصريح به ولكننا اعتدنا على أسهل الطرق فأصبحنا كثيرا ما نطبق بالقول وننفذ بالقول ونعمل بالقول ونجتهد بالقول ونؤدي الواجب بالقول والالتزام لا يؤدى بالقول فكل هذا جعل التعامل مع الناس لا ثقة فيه وجعل القائل سوى معرض للتكذيب.

إن المسؤولية الى أفعال وتصرفات تحتاج وتحقيق العدالة الى نفس الشيء الى أفعال تريد فتقريبا كل تعاملاتنا وحياتنا تترجم الى أفعال هي لغة الأقوال فالفعل هو اللغة الحقيقية للقول، إن اللسان يجعلنا أكثر عرضة للخسارة من خسارة الناس ومن خسارة الفرص فلا القول يوصلنا الى المراد ولا كانت الارادة يوما ما سوى أقوال فالمستحيل والصعب الى أفعال وتصرفات عظيمة يطلب من صاحب الارادة.
لا بد لنا أن لا نعتمد كل الاعتماد على الكلام والقول وفقط فهذا لن يوصلنا الى المراد والمبتغى الأسمى كما نريد ونرغب وكذلك أقوالنا لا ترضي من حولنا سوى أفعالنا أكبر مرضي ومقنع للجميع.

يلزم علينا الاستناد على حائط هو حائط العقل والفعل لا حائط القلب والقول.

أعظم البشر من يفعل كثيرا ويتكلم قليلا

من يحب لا تكفيه كلمة أحبك ليوصل حبه الكبير فالتضحيات والتصرفات والسلوكيات والقرارات وردود الأفعال مع الأفعال أكبر مثبت ومبرهن ودليل قاطع لا يحمل الشك والتشكيك فيه على وجود الحب الذي لم يترك فعل لم يقم به ليقول قولا وفعلا أنا أحب، لك أن تقول ما تريد أن تقول ولكن ليس الجميع يقولون بقدر ما يفعلون لأن عند الفعل نواجه الصعوبات والعقبات وليس الجميع قادر على تصديها والقفز والاستمرار واكمال الطريق رغم كل ما يعارض الطريق ويسد مخارجه من جميع النواحي.

أعظم البشر من يفعل كثيرا ويتكلم قليلا.

إن الكلام ليس عمل فعال لذا دوما أقوالنا وكلامنا الى أفعال وأعمال يحتاج فهما يكملان بعضهما البعض فلا قول بلا فعل ولا فعل بلا قول، إن القائل دوما يثبت قوله بالفعل الذي هو دليل فضروريات الحياة وحتى الكماليات الى نتائج فعلية وأعمال متواصلة تحتاج فلا الكلام بنى لنا قصورا ولا الكلام أوصلنا الى القمة بجوار السماء.

القول الغير مرتبط بالفعل لا يثمر بنتيجة

إن الكسل والاهمال والبحث عن أقصر الطرق وأسهل الوسائل للوصول الى المراد والهدف وتحقيق ما نود تحقيقه لن يجلب لنا النتيجة المرضية المنتظرة ونحن نعلم بذلك عز المعرفة إلا أننا نقنع أنفسنا بأن القول كافي وكامل ولا داعي لغيره الا أن هذا ما يجعلنا في خسارة دائمة وفشل وسقوط مستمر .

إن المصر والمتفاؤل والمؤمن والمتحدي لا يقتنع من حروف وكلمات وعبارات وألفاظ وجمل هي من تحل محل اجتهاد وكفاح ونضال وسعي وعزم وجهاد فلم يكن يوما القول هو الفعل ولم يحظى القول بالقيمة والمكانة والأهمية التي حظي بها الفعل، قم باللازم فعلا وان سبقه القول فلا قول يحل محل الفعل ولا الفعل يحل محل القول وبدل تضييع الوقت في الكلام استغلاله في عمل ما يتوجب عمله وفعل ما يجب فعله.

هناك بعض البشر حياتهم كلها كلام في كلام ان أن صار بهم الحال خبر دوى المكان وسيرة لا تتوقف الألسنة عن ترديدها وذكرها في الشيء الذي لا يشرف، اربط لسانك وحرك عقلك بالتفكير والتدبير والتخطيط الذي يترجم في تنفيذ وتطبيق وفعل، نحن بزمن اللسان فيه يد عاملة، التزم بالقول متى كان الكلام لا يحل محله الا الكلام والتزم بالفعل متى كان الفعل لا يحل محله الا الفعل.

خذ منهم الكلام وقدم لهم الفعل.. كن ذكيا فالذكاء في الفعل والعقل والغباء في الكلام واللسان.

إن العاقل من قل كلامه والمجنون من كثر كلامه

لا يقنعك الشاطر في الحديث فشطارة الفعل تنهي شطارة القول، ففعلا الأفعال هي من تترجم الأقوال وليس الأقوال هي من تترجم الأقوال ..ابتعد قدر الامكان عن الثرثرة وتمضية الوقت والعمر في الكلام الذي لن يكون يوما سبب نجاحه الباهر وتغيير حياتك الى الأفضل واعتمد والجأ الى الفعل والعمل لتكون كما تريد أن تكون.

فيديو مقال الأفعال هي من تترجم الأقوال

أضف تعليقك هنا