السرطان وجداتي

بعض المعتقدات القديمة حول سبب مرض السرطان

تتمسك معظم جداتي بفكرة أن السرطان يأتي فقط من جراء التعرض للمواد المشعة تحديداً المخلفات الحربية المشعة ولا يعلمن بأن هنالك مئات الاسباب للإصابة بهذا المرض الذي استفحل في هذه الايام وما يعزز فكرتهن هو إصابة عدد من المحاربين القدامى، كيف أشرح لهن بأن تناول مكعبات ماجي لعله أخطر من التعرض للإشعاع….

ومع تسارع عجلة الحضارة في جميع البلدان باستثناء العراق طبعاً يبدوا ان العجلة لا تدور فأن مسببات السرطان أصبحت لا حصر لها ومنها:

  • الملوثات البيئية.
  • الادوية منتهية الصلاحية.
  • المبيدات ومحسنات النمو للنبات.
  • بعض المضافات الغذائية من قبيل المنكهات والمطيبات والاصباغ والمواد الحافظة وغيرها واكثرها غرابة هو بعض الاصابات الفيروسية.

ألية انتشار مرض السرطان بالجسم

كيف يقتنع الانسان هذا المخلوق الجبار بأن مخلوقا حقيراً لا يرى بالعين المجردة كالفيروس أن يكون هو سبباً بإصابتهِ بورم خبيث يطيح به ويزعزع جبروته؟ كيف لا وخلايا الإنسان تتصف بالكرم فعندما تقوم بدور المضياف وتشرع الأبواب لهذا المخلوق الصغير بحجمه الجبار بفتكهِ فانه سرعان ما يتمادى ويبدأ يصول ويجول تارة ينسخ حمضه النووي واخرى يغلف الشريط المستنسخ الوليد فيصبح الواحد عشيرة والعشيرة تشن الغزو على الخلايا المجاورة بصورة همجية غير مراعية لحسن الضيافة وغير مكترثة لأي قانون الامر اشبه بما يسمى بالدكَة العشائرية** التي يمارسها بعض الفايروسات البشرية، وبهذا قد تكون هنالك خلية تعرضت لطفرة جينية بسبب الفيروس والتي من الممكن بعد سنوات أن تتحول الى ورم خبيث.

الطرق المكتشفة لعلاج السرطان

المعضلة ليست هنا بل كيف لي أن أقنع نفسي أولاً قبل جداتي بأن الفيروس الحقير الذي ممكن ان يكون سبباً للسرطان او حتى ابنة عمه البكتيريا أصبح الآن من الممكن ان يستخدما لعلاجه خصوصا بعد ظهور ما يسمى بالعلاج المناعي والفكرة هنا تتلخص بإصابة الورم بعدوى فيروسية او بكتيرية تجبر جهاز المناعة على التوجه وتركيز عمله على المنطقة المصابة وبالتالي تزيد من فرصة كبح جماح الخلايا السرطانية، الامر يدعوا للاستغراب !!!

ولزيادة الغرابة ولجعلك مرتبكاً متحيرا علي اخبارك بأن العلاج الكيميائي لمريض السرطان يضعف جهازه المناعي بصورة فظيعة وبالتالي يصبح عرضة للإصابة بعدوى فيروسية  او بكتيرية من الممكن ان تكون قاتلة، نعم فجزء من المصابين بالسرطان يموتون جراء ضعف جهازهم المناعي نتيجة التعرض لجرعات من العلاج الكيميائي ولو ترك الامر للسرطان لعله امهلهم وقت اطول.

ومن غرابة القدر:

الكيمياء تصيبنا بالسرطان فنلجئ لها لتعالجنا……. والإشعاع يسبب السرطان فيصفه الطبيب كعلاج  

الوقاية خير من العلاج

ويبقى الحل بيد الانسان حيث عليه ان يعزز جهازه المناعي ويقويه منعاً للإصابة بالسرطان أو أي مرض فجهاز المناعة أشبه بالجيش الذي يحمي الوطن فهل يدع الضباط جنودهم من دون تدريب وان حصل فهل يتوقعوا منهم أداء متميز في الدفاع، قطعا ً لا، التطور اليوم في جميع مفاصل الحياة جعل من جهاز المناعة كسولاً يهزم عند اول جولة في حلبة الصراع مع العدو.

حتى الاصدقاء مثل بعض انواع الميكروبات الذين كان جهاز المناعة يتدرب ويقوي عضلاته معهم اصبحوا الآن لا يتواجدون بسهولة خصوصا مع كثرة إستخدام المعقمات والمنظفات وصابون غسل الايدي المعقم والخضروات والفواكه المغسولة جيداً اصبحنا غرباء كلياً على من هم حولنا من أحياء مجهرية ينكروننا عند اللقاء ويهزموننا عند النزال فجهاز المناعة لا يستطيع التعرف على نقاط ضعفهم وهو لم يألفهم من قبل ويبقى عاجز عن محاربة أي جسم غريب يدخل الى جسم الأنسان….

كيف كانت عادات أجدادنا؟

أذكر أن جدي كان لا يهتم كثيراً بقضية التعقيم وكان يأكل التفاح حتى لو لم يكن مغسول يكتفي فقط بمسح التراب عنه بعباءته وهو بذألك لا يدري انه جعل من جهاز مناعته متأهباً دائما كجندي في المارينز، وما ان اقنعناه بضرورة التعقيم  حتى اصبح جدي زبوناً دائم لدى الصيدلية.

وبالعودة الى جداتي انا مسرور بتبنيهن فكرة علمية عن سبب الاصابة بالسرطان فمهما كانت بسيطة لا تغيظني على الاقل هذه المرة لم يتطرقن الى العقاب الالهي وعن الصاق التهمة بالقدير وقولهن ((هذا ييمه كله غضب من ربك علينه)).

** المقصود بالدكَة العشائرية هو قيام مسلحون ينتمون لعشيرة بشن هجوم على عائلة من عشيرة أخرى

فيديو مقال السرطان وجداتي

أضف تعليقك هنا