المنهج الماركسي عند عبد الله العروي

ان المتامل في فكر عبد الله العروي و مؤلفاته خاصة كتب المفاهيم و التي هي مفهوم التاريخ و الدولة و الادلوجة و الحرية  يلحظ حضورا للفكر الماركسي فمن هو المفكر العربي عبد الله العروي و ما المقصود بالماركسية و المنهج الماركسي متى ظهر هذا المنهج و ماهي الظروف التي ساهمت في ظهوره.

من هو عبد الله العروي؟

ان عبد الله العروي هو مفكر و مؤرخ مغربي  اهتم بالمفاهيم المعاصرة في تاريخيتها كالعقل la raison و الحرية la liberté و الايديولوجيا او على حد عبارته الادلوجة l’idéologie و له ايضا مؤلفات تاريخانية في دراسة التراث و هي ثقافتنا في ضوء التراث و السنه و الاصلاح و قد اجمل تاريخ المغرب العربي في كتابه الشهير مجمل تاريخ المغرب.

اذ نستنج ان العروي مفكر مغربي تاريخاني قد تساءل عن المفاهيم في تاريختها و حضورها في المجتمع العربي. و قد بين بعض المفكرين و النقاد انه عمد الى المنهج الماركسي و هو ما يذهب بنا الى التساؤل اولا حول مفهوم الماركسية وثانيا المنهج الماركسي وثالثا كيف تمثل العروي هذا المنهج و طبقه في كتاباته

1 مفهوم المارك

نقول ماركسية او marxisme نسبة الى صاحبها كارل ماركس و هي نظرية انشاها ماركس و التي عقبت الراسمالية le capitalisme او الليبرالية le liberalisme و هي النظرية الاقتصادية القائمة على ملكية الفرد لوسائل الانتاج و ظهرت بعد ظهور الفكر الانواري فتاثرت به اي الدعوة الى الحرية الفردية و حرية العقل الذي كان ابرز رواده روسو صاحب كتاب العقد الاجتماعي le contrat social  الذي يقول ان الانسان يولد حرا و مونتسكيو و فولتير.

و قد دعا هؤلاء الى ضرورة الثورة على النظام الثيوقراطي اي حكم الكتيسة لاقامة نظام ديمقراطي دستوري مما ساهم في بناء الجمهورية الفرنسية و تطور هذا النظام الى ان صار يعرف بالرسمالي الليبرالي لان الفرد اصبح المالك لوسائل الانتاج لكن سرعان ما اثبت فشله لان الاغنياء ازدادو غنى بامتلاكهم للمصانع و الشركات في حين ازداد الفقراء فقرا و هو ما اسهم في ظهور الاشتلراكية المثاليه مع برودون ثم المادية الجدلية مع هيقل التي اعادت النظر الى مفهوم الوعي و التاريخ.

و اعتبار الانسان كائن تاريخي التي تاثرت بدورها بنظرية التطور اي النظرية الداروينية و تلتها المنظرية الماركسية مع كارل ماركس و التي اعادت النظر في العلاقات الانسانية باعتبارها علاقات تاريخيه يحكمها الصراع بين السيد و العبد او السيد و القن  و العامل و صاحب العمل اي بين البروليتاريا اي الطبقة الكادحه و الطبقة الغنية او البورجوازية، و قد فسر ذلك في كتابه راس المال the capital و قد قسم بفضل هذا التفسير للعلاقات الانسانية التاريخ الانساني الى مراحل

2 المنهج الماركسي

  1.  المشاعية البدائية: و هي المرحلة البدائية في حياة الانسان
  2.  الاقطاع: و هي المرحلة القائمة علي ملكية الملك للاراضي و العباد
  3.  الراسمالية: و هي ملكية الافراد لوسائل الانتاج و تعرف ابضا بالليبرالية
  4. الاشتراكيه: و هي المرحلة التي تمتلك فيها الدولة وسائل الانتاج فتوزعها على الافراد بالتساوي و ذلك عندما يصبح الحكم للبروليتاريا فتنتشر العدالة الاجتماعية بين الناس
  5.  الشيوعية: و هي المرحلة التاريخيه الاخيرة التي تعرف بمرحلة ما بعد الدولة لان الدولة تضمحل بعد استرجاع الفقراء لحقوقهم و انتشار العدالة الاجتماعية

اذ نستنتج مما تقدم ان ماركس قد اعاد بناء التاريخ و قسمه الى مراحل خمسة و هس المشاعية البدائية و الاقطاع و الراسمالية و الاشتراكية و الشيوعيه و هذا المنهج الماركسي التاريخي يقول ايضا ان الوعي او الفكر هو نتاج المجتمعات و هنا نقصد تفريقه بين البنيه التحتية   اي المجتمعات و البنيه الفوقيه اي الوعي و الوعي ليس الا نتاجا و ليس المحرك كما في باقي الفلسفات.

و قد تاثر بهذا المنهج في التفكير بعض المفكرين العرب ابرزهم التاريخاني المغربي عبد الله العروي و يظهر تاثره بالمنهج جليا في مؤلفاته خاصة تلك الكتب التي قلنا سابقا انها اهتمت بالمفاهيم و يمكن ان نركز على كتاب مفهوم الحرية، فكيف ظهر هذا المنهج في هذين الكتابين عند العروي؟

3 المنهج الماركسي عند العروي في كتاب مفهوم الحرية

اعتمد الكاتب في هذا الكتاب على تفسير تاريخية هذا المفهوم على المنهج الماركسي اذ فسره بداية في مرحلة البداوة و هي مرحلة الاقطاع اذ فسر مفهوم هؤلاء للحرية من خلال اعفاءهم من الضرائب و اقامة نظام عشائري مخالف للدولة ثم الحرية عهد التنظيمات هي ايضا مرحلة تداعي الدولة العثمانية التي اصبحت تعرف فيها بالرجل المريض و هي اواخر مراحل الاقطاع في المجتمع العربي.

اذ فرضت الدول الاوروباوية اي الاقوى على الدولة العثمانية تنظيمات جديدة خيرية شبيهة بتنظيمات الدولة الجدمهورية تقوم على اعلاء قيمة الحرية الفردية ثم المرحلة الليبرالية مقسما اياها الى مراحل و هي المرحلة التي سبقت المرحلة الاشتراكية وصولا الى الفصل الرابع الذي بين فيه المرحلة الاشتراكية اي المادية الجدلية و نقد الليبرالية ثم المرحلة الماركسية، و قد اشرنا االى هذه المراحل عند ماركس و كيف قسمها.

اذ نستنتج مما تقدم ان القارئ لهذا الكتاب يعي تمام الوعي ان العروي ماركسي المنهج و انه امتثل لشروط هذا المنهج في كتابه امتثالا تاما لكن الى اي حد يصح هذا القول؟ ان الناظر في منهج كتاب مفهوم الحرية يري ان تاريخ العروي للمفهوم تاريخ ماركسي النهج غير انه لم يمتثل الامتثال الكلي له خاصة انه نظر الى طبيعة المجتمع العربي و تبلور الافكار.

فدرس المرجلة التاريخية المعاصرة التي ظهر فيها ما يسمى بالفكر الوجودي الذي لم يكن لا ماركسيا و لا ليبراليا و ان نشا في مجتمعات ليبرالية كذلك الامر بالنسبة للمجتمع العربي الذي ظهر فيه الفر الاصولي الي و ان تاثر بهيقل غير انه لم يكن لا حداثيا علمانيا و لا تراثيا متكلسا و الذي كان رواده حسن حنفي و علال الفاسي و الذي سماه هو بالكلامية المعاصرة.

ان كتاب مفهوم الحرية كتاب فكري و تاريخي في ان و ان كان صاحبه قد اعتمد فيه النهح الماركسي في التاريخ غير انه نقد اغلب روافد الفكر و استخلص ان المجتمع العربي لم يستوف المراحل الليبرالية الثلاث التي يقوم عليها هذا الفكر مما جعله لم يصل بعد الى المرحلة الليبرالية من التالايخ الانساني كما وصلتها اوروبا.

فيديو مقال المنهج الماركسي عند عبد الله العروي

أضف تعليقك هنا