تطبيق كريم وبرنامج قمم

تطبيق كريم

في كل مرة أطلب فيها سيارة من خلال تطبيق كريم أشعر بالحسرة على لأنني لم أبتكر هذا التطبيق العبقري وخسرت فرصة أن أصبح مليارديراً، وذلك ليس بسبب أنني حاسد أو طماع ولكن بسبب بساطة الفكرة وعدم تعقيدها وأنها حلت مشكلة معقدة بطريقةٍ بسيطة جداً، هنا يكمن جمال الفكرة في بساطتها وإبداعها، وهذا هو ما يجمع بين فكرة تطبيق كريم وبرنامج قمم للقيادات الواعدة الذي اختتمت فعاليات نسخته الثانية في الشهر الماضي، ففكرة برنامج قمم هي بنفس بساطة وإبداع تطبيق كريم.

ما هي المشكلة التي حلها برنامج قمم؟

المشكلة ببساطة أن كثيرا من طلبة الجامعات المميزين في المملكة لا يجدون من يوجههم أو يعرفهم بسوق العمل السعودي أو يقدم لهم الفرص، فالكادر التعليمي في جامعاتنا منفصل بشكل كبير عن واقع تحديات سوق العمل.

و على الجانب الآخر فيشتكي الكثير من قيادات القطاعات المختلفة في المملكة (الحكومية منها والخاصة) من عدم توفر المواهب الشابة حديثة التخرج ، أو من صعوبة الوصول إليها وأن البحث عن الطلبة المتميزين هو كالبحث عن إبرة في بحر مظلم.

إذاً ما هو الحل السحري؟

لم يكن الحل سحرا أو برنامجا ذكاء اصطناعي معقد، بل كانت فكرة بسيطة لمعت في مخيلة الدكتور أنس عابدين ، الشاب الذي كان يرأس شركة بمئات الملايين قبل أن يصل إلى عمر الثلاثين، والذي عمل مديرا للمشاريع بشركة ماكنزي العالمية للإستشارات، ولكن على عكس غيره، كان دائما ما تؤرقه فكرة أن هنالك الكثير من الشباب المبدعين الذين لا يمكن لأحد أن يصل إليهم ليطور مواهبهم أو يضعهم على الطريق الصحيح.

ولطالما جلس بطلنا مع مسؤولين وقيادات في مختلف الشركات والقطاعات واشتكوا له قلة الكفاءات الشابة وصعوبة إيجادهم، عندها وعندها فقط لمعت تلك الفكرة الجميلة في عقل صديقنا أنس: ماذا لو قدمنا برنامجاً يبحث ويكتشف أفضل الطلاب في المملكة ويقدم لهم فرصة أن يلتقوا بقيادات وشخصيات ذات خبرة واسعة تمكنهم من الحصول على فرص واعدة في قادم الأيام.

الفوائد التي حققها برنامج قمم

  • إلتقيت في البرنامج بشباب لم أكن أتصور يوماً بوجودهم في المملكة، فمن المخترع صاحب الجوائز، إلى الطالب في كبريات الجامعات المرموقة عالمياً، إلتقيت بعبيد طالب الطب الذي يقود مبادرة لتعليم الأطفال المنومين بالمستشفيات، إلتقيت بالعنود التي قادت حملات إغاثية وصلت لمئات الآلاف من اللاجئين، سلطان الذي كان طالباً عادياً في بدايات حياته واليوم ساعد عشرات الطلبة من محافظته الصغيرة ليصلوا إلى كبريات الجامعات.
  • كما أنني حصلت على فرصة هائلة بأن التقيت عدداً كبيراً من قيادات الوطن في القطاعات المختلفة، كالمهندس محمد العبادي المهندس الصناعي الذي أصبح الآن نائباً لرئيس شركة الإتصالات ، نورة العقيل الشابة الطموحة التي تدير الإبتكار والتطوير في شركة SAP العالمية، محمد الضلعان الذي أسس أكاديمية نون للتعليم ليخدم مئات ألاف الطلاب، . وغيرهم الكثير من من لا يتسع المقال لذكرهم جميعاً.

في تصوري أن هذه الفكرة ستغير حقاً وجه المملكة، وقد بدأنا نتلمس بعضاً من ثمارها، فعدد من الطلبة الذين شاركوا في النسخة الآولى حصلوا على فرص واعدة في مناصب قيادية بمختلف الجهات الكبرى في الوطن.

أما بخصوص عنوان المقال فالعلاقة بين كريم وبرنامج قمم هي أعقد مما تتصور أيها القارئ الكريم، فشركة كريم هي من الرعاة المؤسسين للبرنامج ومؤسسها الدكتور عبدالله إلياس هو صديق طفولة لبطلنا الدكتور أنس عابدين وكما يقول المثل:

” الناجح لا يصادق إلا ناجحاً”

فيديو مقال تطبيق كريم وبرنامج قمم

أضف تعليقك هنا