سر تلك البذرة قبل أن تصبح هذه الوردة الجميلة – #قصة

بقلم: ماريت ماهر

في تلك اللحظة التي لا تتذكر عنها الكثير سوا أنها أخذت من دون إرادتها ودفنت في باطن الأرض في هذا الظلام الدامس وأصبحت مسؤولة أن تنمو وتكبر وتشق طريقها نحو النور.

البذرة تخاطب نفسها وهي تُزرع في الأرض 

  • قالت ما هذا المكان الموحش الخالي من النور و الهواء، ليس فيه من معالم حياة، أشعر اني اختنق انا لا أريد ان ابقى هنا، أظن ان النور في مكان ما قريب اني اشعر بحرارته تأتي من هذا الإتجاه، وفي محاولة منها لبلوغ الحياة جاءت أولى محاولاتها للخروج من هذا الموت و بلوغ الحياة، نجحت البذرة الصغير في ضرب اولى جذورها داخل هذه التربة التي دفنت بداخلها في اشارة الي تلك الرغبة في الحياة التي تسكن بداخلها، وسريعا وعقب هذا النجاح دخلت البذرة الضعيفة في صراع مع الإحباط.
  • قالت لا اقوى على المحاولة من جديد لابد أني واهمة لا يوجد نور، ربما الظلام هو مكاني
    • لا ليس مكانك فانك خلقتي للنور للحياة هكذا همس صوت ما بداخلها، فهمت من جديد لتحاول مجددا و لتنجح ثانيا في ضرب جذر اخر من جذور الحياة داخل تربتها التي دفنت بداخلها، وبعد ما حققته من نجاح و نمو عاد اليها الاحباط ليهاجمها من جديد و لكن بشكل اشرس فهو لا يقوي علي رؤيتها و هي تنمو وتنضج.
  • قالت لعلي أنتمي الى هذا المكان الموحش لعلي ليس ممن قدر لهم الحياة!
    • لا فإنك وجدتي من أجل الحياة وجدتي من أجل ان تزهري و تثمر تشددي و اكملي هكذا حدثها ذلك الصوت مجددا.
    • قالت متفكرة لعلي استطيع ان افعلها تلك المرة !
      وعادت للمحاولة و بذلت كل ما اوتت من جهد و قوة لتضرب بجذر جديد في اعماق تلك التربة ..
  • قالت ما هذا؟! ماذا يحدث؟! ما هذا النور ما هذا الهواء هل فعلتها ؟! آتلك الحياة؟!
    • لقد حدث فقد انفتح رحم الارض و خرجت منه براعم تلك الوردة الرقيقة، انظري لقد فعلتها تحديتي تلك الطبقات التي دفنتي اسفلها وخرجتي للحياة ، كم انت قوية ،يا لها من لحظة مؤلمه بشده و انتي تتحدي تلك الطبقات التي دفنت اسفلها طيلت هذا الوقت، نعم ولكنها اكثرها سعادة وفخر لي فقد رأيت النور الذي آمنت به.
  • قالت حقا هناك حياة مثلما كنت تخبرني طيلة هذا الوقت! نعم لم يكن هذا مكاني الذي خلقت من اجله! نعم انا لا انتمي لتلك الظلمة!
    • نعم يا عزيزتي افرحي و استمتعي بكل كيانك فقد تحملتي وعانيتي كثيرا حتي استحقيتي ان تحظي بتلك اللحظة هنيأ لكي.

انتصار البذرة ونموها من ظلمة الأرض لنور الحياة

سأدعك تحتفلي و تفرحي بانتصارك و تفتخري بذاتك و تستمتعي بمذاق الحياة لاول مرة داخل فمك لكني سأعود لكي لاحقا لان ليس لهذا فقط خلقتي بل لأكثر و اكثر، فمازال هناك الكثير ينتظرك، ومازال بمقدرك ان تفعلي اكثر، ومازال هناك كثير من الجمال لم تعرفيه بعد عن ذاتك، فأنت وجدتي من اجل ان تثمري و ليس فقط أن تزهري، فيكي الحياة بل أنت الحياة، أتركك اليوم و غدا نلتقي ايتها المفعمه بالحياة.

بقلم: ماريت ماهر

أضف تعليقك هنا