قبسات توعويّة من المنهج الرساليّ للمعلّم الحسنيّ

كيف يمكن قراءة الواقع قراءة صحيحة؟

مما لا شك فيه أن الإنسان يعيش في دوامة من الصراعات وعلى مختلف المستويات و الميادين الحياتية، وهو في هذه الأوضاع المتقلبة كان الله تعالى في عونه، فالصراعات الداخلية أو الخارجية لكل منهما وقع كبير على مجرى واقعه الاجتماعي، و أيضاً لكل منهما مدخلية واسعة في رسم خارطة طريق حياته، وإعطاء الملامح الواضحة لحاضره ومستقبله، وما ينطوي عليه من أحداث إيجابية أو سلبية كلها تعتمد على حجم القاعدة الثقافية والعلمية التي يتمتع بها الفرد، و مدى رجاحة المنظومة العقلية التي تقوده وعمق متطلبات الطاعة التي يقدمها الإنسان سواء للعقل أم قدر تحليه بالعلم والفكر والأخلاق والمنطق السليم، وهذه كلها مقدمات من المفروض أنها تحتل مساحات شاسعة في حياتنا حتى تكون قائمة على خطة ناجحة وتفكير صحيح حينها يمكن قراءة الواقع الحياتي قراءةً صحيحة ومن ثَّمَ تبني السُبُل الناجعة لوضع آلية بناء الشخصية المتكاملة والقادرة على شقِّ طريقها بعقلية ناجحة نحو بلوغ مظاهر السعادة في الدارين.

أسس المنهج الرسالي الذي دعا إليه المعلم الحسني

وهذا ليس من الأمور التي تحتاج من الإنسان بذل الجهد الكبير والمضني بل هو من البدهيات البسيطة التي يمكن أن يمتطي جوادها الإنسان العاقل الواعي المتعلم المثقف القادر على كبح جماح أهوائه الشخصية، صاحب التربية الأخلاقية العالية والموطئ نفسه على التحلي بالأخلاق الحميدة والكلام الطيب وحُسُن التعامل مع الآخرين، المؤمن بمنهجية الوسطية والاعتدال الإنساني، والمحترم لآراء الآخرين رغم التقاطع معهم في الفكر ووجهات النظر فهذا لا يُفسد في الود قضية>

فما دام الفرد يسير وفق تلك المعطيات الصحيحة فلا خوفٌ عليهِ وله الحق بأن يفتخر بما حققه على أرض الواقع من خير وسعادة منحته أرفع درجات العزة والكرامة و حصد ثمار الرضا الإلهي، الذي يمكنه من التمييز بين أهل الحق وأهل الباطل، بين الصالح و الطالح، بين الرخاء و الشقاء، بين الطريق السليم والطريق السقيم، بين العدو والصديق، بين طريق الهداية و الصلاح والإيمان وطريق الضلالة والتيه و الانحراف و الخُسران المبين.

ولعلنا نجد تلك الومضات البلاغية في المنهاج الرسالي للمعلم الأستاذ الحسني الذي لطالما دعا إلى ضرورة اتباع العقل والهداية السماوية وما تتطلبه من عمل متواصل نحو بلوغ حلة الإنسانية في قيام دولة العدل والإنصاف على وجه المعمورة ووضع حد لكل المآسي والويلات التي تعاني منها البشرية جمعاء فقال المعلم الأستاذ في هذا الشأن ما نصه: ( الواجب تمييز الطريق السليم عن السقيم، و طريق الهداية والإيمان عن غيره، فيكون على أساسه السلوك والاعتقاد و التربية و الحجّة والاطمئنان ) .

فمن هنا يمكننا أن نرى جيلاً صالحاً قادرا على تحمل أعباء المسؤولية القادمة في المستقبل المُشرق وسيكون لهم حتماً السبق في وضع حجر الأساس لحياة حرة كريمة تروق لها النفوس البشرية وتحلم بها وتنشد نغماتها ليل نهار .

فيديو مقال قبسات توعويّة من المنهج الرساليّ للمعلّم الحسنيّ

أضف تعليقك هنا