قصة قصيرة بعنوان حلم صعب المنال

يكتب الأن

وأخيرا تم الإتصال، أمام شاشة الحاسوب أترقب كل يوم متى تتوهج تلك العلامة أمام إسمها، تخضر فتخبرني أنها متصلة، ما إن أراها حتى ترقص أنامل يدي كلها، لتدخل في حرب نقش الكلمات،أحضن كلماتها وأشم تلك الإنفعالات الراسخة في مخيلتي،أكتب إليها كلمات وتبادلني بأخرى، نعبر فضاء السماوات ونصنع قصورا بتلك الكتابات وشوقنا المتبادل للقاء…….
مر وقت ليس بالقصير ونحن نتبادل كلمات الحب في الرسائل التكنولوجية، نذرف الكلمات، نضع التصورات،نطير في غياهب الأحلام، ونشعر التصرفات،كنا نعرف ما سيكتب بيننا منذ ظهور علامة ” يكتب الآن ” وقبل رنين ” ظهرت الرسالة”، نجد صعوبة في السيطرة على أصابع يدنا مع أزرار الحاسوب.

اللقاء الأول 

رسائلها صنعت منها دواوين وروايات بل وحتى الأقصوصات، بينما رسائلي مشفرة عندها في مكان لا أعلمه،أرسلت رسالة هل يمكن اللقاء…أجابتني نخلتي، ثماري كلها لك، أعدت ترتيب بيتي وحاولت معالجة الصنبور الردئ لكنه لم ينفتح، كان ارتباكي الزائد واضحا وربما هي السبب، لأنها عندما حاولت فتحه انفتح بسهولة، ألقت محفظتها بجوار السرير وتعانقنا، تلاشينا بل لقينا مصير شمعتين تلتهمهما النار، أحدثنا ضجيجا جراء قعقعات السرير الصدئ،…

الأيام القادمة

في تلك اللحظات الناذرة المفرشة بزرع وريح الصحراء، أسمع زفير أشجار النخيل، ودفئ الجبال المكيفة بالثلج ولذة السمن العسلية القريبة من رموش عيني، أحاسيس أمل تدفعني إلى استقبال الأيام القادمة من سيرة الصحراء، بقلب يخفق فرحا وأحاسيس تخترق واحات النخيل والخواء ونحو ذلك،ألوح بيدي إلى وجهها المتألم وراء شاشة الحاسوب، استفيق من غفوتي المشبعة بالأحلام، افتح أنا صفحتي وتفتح هي الأخرى،وفور ضغطها تسجيل الخروج أبادلها ذلك أنا الآخر فحياتي تنتهي بعد ذلك إلى أن تنبعت فيها روح جديدة، روح تلك العلامة الخضراء،وأخير تفارق أصابعي ليونة تلك الحروف المعشوشبة، يلومني دائما ذلك المتجسس في المرآة عن تأخري على وقت النوم.

الحلم 

تترك وراءها تلك الصور اللامتناهية،عبورها اللطيف لفضاء تبادل الرسائل، كفها الباردة، قدمها الصغير وهو يحتك بقدمي، ملمس جسدها الضوئي وهو ينفلت من أصابعي وأنا ألاحقه وهو يغور في ظلمة الوقع المر، تكاد تهزمنا تلك الرسومات والمنشورات العنيفة بصفحة الفايسبوك، منها لا تتقي بقلب الرجال الحجري لأنه صاحب مصلحة، ومنها اتبعها فتلك ملك لك ونحو ذلك،ثم تقول بلونها الأخضر والبني وحليها الأصفر والأحمر الشهي لن نخضع لقوانين العبور، لم ترى رموش عيني النوم تلك الليلة،أتأمل وجهها ، وكأن المرآت نرى فيها بعضنا البعض، أسمع فيها تنفسها البطيئ، تتكور كطفل صغير وتنام على جانبها الأيسر، عندما أحست بضوء الشمس يتسلل من النافذة، عانقت يدي بابتسامة ناعسة ثم أكملت الحلم.

فيديو مقال قصة قصيرة بعنوان حلم صعب المنال

أضف تعليقك هنا