كيف تدفع الفاتورة الاستراتيجية؟

بقلم: د.باسم أبونورالهدى المذحجي.

نظرية الصبر الاستراتيجي العربي

في منطقتنا العربية الشرق أوسطية يوجد عدد من الحقائق الاستراتيجية, والتي تم فرضها كأمر واقع, وتأخذ مكانها تكتيكيا لتتحول استراتيجيا عبر استراتيجية الصبرالاستراتيجي, فالمحتل لابد, ويغادر الأرض مهما كلف الثمن, والمتمع بمزايا الثروة, والأرض, والسلطة لابد ويفقدها طواعية, وليس يعاد تقسيمها, وتوزيعها, والمنادي باستعادة الدولة, أو الاستقلال لابد, ويأخذ فرصته في التعبير عن هويته القومية حتى يثبت استراتيجيا فشل ذلك, أوخلاف ذلك.

فروض نظرية الصبر الاستراتيجي في منطقتنا العربية الشرق أوسطية

1.الانتداب تكتيكيا يقود إلى الاحتلال, وذلك استراتيجيا يقود إلى نشوء دولة احتلال على حساب السكان الأصليين.

2.فلتان الميليشيات الطائفية في المنطقة يقود استراتيجيا إلى تقسيم بلدان المنطقة ذاتها.
3.استمرار النزاعات والحروب الداخلية بالوكالة الإقليمية يفضي إلى تغيير الديموغرافيا, وتوسع دائرة شراءالعقارات, والأملاك بفعل انتشار الفقراء بين أوساط مالكيها, وتنامي قدرات التسلح بين بلدان المنطقة, ميليشاويا، ونظاميا.
4-في منطقتنا العربية الشرق أوسطية هناك قرار استراتيجي يحمل جوابا وحيدا، وبذلك يعد حلا جذريا لعدد كبير من المشاكل في بلداننا العربية, ولاتوجد قدرة على نسف هذا القرار لأن خلاف ذلك يقود إلى تنوع فرص الاحتراب, والفوضى, والتغيير الديموغرافي, وغياب الأمن والاستقرار بشكل دائم.

أولا: فلسطين العربية- لالصفقة القرن- الجواب.

فليبحث اليهود غير العرب عن مكان آخر ليوطنوا فيه, والعرب على استعداد تام لدفع هكذا فاتورة استراتيجية.
لماذا؟ لأن الفلسطينيين بعد فكاكهم من الانتداب البريطاني سنة 1948 تعرضوا للاحتلال الإسرائيلي سنة1967, واليوم لايتمتعون بالجنسية الإسرائيلية كأبسط حق من الحقوق الشرعية طالما هم مقيمون داخل أراضي فلسطين المحتلة من إسرائيل

في المقابل فإسرائيل تفرض شروط تسوية اقتصادية في ورشة المنامة المزمع عقدها في مملكة البحرين, في ذات التوقيت الذي تتعرض فيه دولة إسرائيل المحتلة لدولة فلسطين العربية لخطر وجودي من إيران, وأذرعها لبنان وسوريا والعراق, وهذا خطأ استراتيجي جسيم.

ثانيا: اليمن – الجنوب العربي – الجواب.

استراتيجيا لايوجد في اليمن مصطلح انفصال بل الحالة يعبر عنها مصطلح استعادة الدولة, فالسلطة الشرعية للأخوان المسلمين تريد استعادة الدولة التي سلمتها في 21 سبتمبر 2014, و أبناءالجنوب العربي يريدون استعادة دولتهم التي تم ضمها وفيدها وإلحاقها بالضم بالقوة العسكرية سنة 1994, بينما حركة أنصارالله الحوثية تريد استعادة دولة الإرث الأمامي منذ سنة 1928 .
الثابت بأن أبناء الشمال لم ينجحوا في استعادة الدولة الشمال اليمني لأنهم جزء لايتجزء بصورة مباشرة, أوغير مباشرة من الحاضنةالحوثية, وفي المقابل فقدنجحوا في استعادة أبارالنفط الجنوبية, ونشر قوات شمالية في الأراضي الجنوبية المحررة, ولذلك يتضح بأن المجلس الانتقالي الجنوبي يمثل إزعاجا, وصداع مزمن للشمال, نظرا لأنه مكون الحراك الجنوبي الثوري الوحيد الذي لايرتبط سياسيا بأي مكون شمالي يستطيع إدارته استراتيجيا, وإذا كان المجلس الانتقالي الجنوبي مدعوم إماراتيا فهذه ميزة, وحسنة استراتيجية نظرا لأن كل الدولة في اليمن مدعومة من الإمارات بصورة مباشرة أوغير مباشرة.

استراتيجيا فالشمال اليمني الأعلى دوما يضطهد اليمن الأسفل, فمابالنا بكيان الجنوب العربي والذي كان دولة مستقلة قبل 22 مايو أذار 1990.

ثالثا: كلها بالمجمل: العراق- سوريا- لبنان- اليمن- فلسطين العربية المحتلة -الجواب- مشروع تقسيم تكتيك استراتيجي.

كلها حالات كبرت مشاكلها بفعل الفوضى الخلاقة الأميريكية, والتي بدأت بالاحتلال لفلسطين, وغزوالعراق, ثم نشر ديمقراطية المجتمع المدني, وحقوق الإنسان, وبرنامج الزائر الدولي للمعهد الديمقراطي الأميريكي لزعزعة الأمن والاستقرار من بوابة أخوان تركيا, وجزيرةدولةقطر, ثم السماح لعصابات إيران لتسقط الدول العربية, وكلها تكتيكات  استراتيجية مكملة لبعضها في استمرار النزاع, والاحتراب, ولاحل إلا عبر الالتفاف التكتيكي -الاستراتيجي ومنح سوريا الديمقراطية, وكوردستان العراق ,ودولةالجنوب العربي الاستقلال, والحكم الذاتي الكامل الغير مشروط.

بقلم: د.باسم أبونورالهدى المذحجي.

باحث استراتيجي عربي في مجال تطوير البدان.

أضف تعليقك هنا