محطات من تاريخ تطور الفكر التربوي

بقلم: الأستاذ ادريس أديب الجامعي

عرف المشهد التربوي مجموعة من التحولات على عدة أوجه، سواء على مستوى منظوماته المرجعية أو على مستوى الغايات أو على مستوى المفهوم في حد ذاته، فقد أصبح سؤالا حيويا شغله الشاغل هو تطوير الممارسة التربوية وتجويدها.ومن هنا أصبح الاهتمام بالنوعية وتحسين المردودية التربوية من صميم اهتمام العديد من الباحثين.

فقد تأثر قطاع التربية كمثيله من القطاعات الأخرى بمفاهيم جديدة مسايرة للعصرنة، مع التركيز على الفعالية والجوانب العلمية و الموضوعية.و بدأ الاهتمام يروم  الإجابة على مجموعة من الأسئلة من قبيل: كيف نكون متعلمين فعالين ؟ وكيف نطبق أحسن الطرق و الوسائل من أجل هذا المتعلم الفعال ؟ و كيف نحقق الغايات و الأهداف المتوخاة ؟[1].وقد حاولت في هذا المقال تقديم نظرة بانورامية لأهم النظريات والحركات والأفكار التربوية وسماتها في مختلف العصور وأثرها على الحقل التربوي والممارسة التعليمية المعاصرة.

 لمحة عن محطات تطور الفكر التربوي 

إن طريقة تفكير الإنسان تحددها الوضعيات التي تحيط به،وكلما تقدمت الحضارة تقدمت معها النظريات التربوية،وبتطبيق هذه النظريات التربوية يزداد تقدم الحضارة،وهكذا نجد أن تقدم الإنسان في ممارسته الحياة الاجتماعية هو عملية نشوء تدريجي انتقل فيها الإنسان من الحياة البدائية حتى وصل إلى حضارتنا المعقدة اليوم.وقد توصل الإنسان إلى بعض نواحي هذه الحضارة صدفة بدون إرادته ودون توجيه،وكان القسم الأكبر منها هو وليد سعي قام به بإرادته وبتوجيه أخيه الإنسان.[2]

التربية في العصر البدائي

اتصف الفكر التربوي في المجتمعات البدائية بأشكال عديدة مبنية في مجملها على تقليد الطفل لعادات وطراز الحياة المجتمعية تقليدا نمطيا، عن طريق تدريب آلي مبني على طقوس جماعية يقوم بالأساس على سد حاجات الفرد الضرورية من الأكل واللباس،وتحقيق الأمن عن طريق تقسيم الأدوار الاجتماعية.وقد تشارك نفس المعرفة ونفس الاهتمامات والأنشطة،وكان الهدف من التربية هو تدريب الطفل على كيفية استعمال الأدوات ومحاكاة الأعمال و الأنشطة النمطية في شؤون الحياة المادية والدينية.

وقد تضمن التفكير التربوي البدائي ثلاث مستويات أساسية:

  • المستوى الجسدي:
    • يتجلى في منح الطفل مجالا من الحرية للعب، والذي كان عبارة عن تقليد للكبار في أنشطتهم في السلم والحرب إعدادا لهم للاندماج في الحياة العملية.
  • المستوى الفكري:
    • الهدف منه جعل الطفل قادرا على تلبية حاجاته وحاجات الأسرة والقبيلة،وهي تربية عملية تفتقر إلى الإعداد المنهجي العقلاني ومتحلية فقط بالمهارات الضرورية الملائمة لنمط حياتهم.
  • المستوى الديني:
    • وهي طقوس غريبة تعتقد بوجود أرواح غير مرئية خيرة وشريرة لها القدرة على تنظيم الكون، فامنوا بانفصال الروح والجسد عند الموت، والعقاب والخطيئة. [3]أما الأخلاق فقد كانت تحتفظ بسمات القانون الطبيعي،فقد كانوا يقدسون الأجداد ويحترمون الشيوخ والكبار ويقدرون الشجاعة والوفاء.

نرى من هنا أن التعليم البدائي لم يكن له أي تنظيم أو نظام كما نفهمه اليوم،غير بعض الخطوات المنظمة مثل حفلة التكريس أو تخريج الراشد وإدخاله في طور الرجولة وعضوية القبيلة[4]،وأثناء هذه الاحتفالات يتعلم الأولاد أسرار القبيلة والعلاقات بين الجنسين وكل التعاليم النظرية والعملية الضرورية لحياتهم ومصلحتهم ومصلحة القبيلة.

الفكر التربوي في العصر القديم

إن التربية البدائية كانت تفتقر إلى الإطار المنهجي العقلاني الذي ينظمها، فلم تكن هناك أية نظم أو قوانين تؤطر العملية التربوية فقد كانت ضربا من التقليد والتكرار لنفس الأعمال والأنشطة والأفكار والمهارات والعادات فقط.

لكن ومع البدايات الأولى للفكر الفلسفي كما تجلى في الحضارة اليونانية القديمة،سيتم تجاوز هذه النظرة العفوية للعملية التربوية ليبدأ العقل الإنساني في التساؤل عن ماهية التربية ودورها في بناء مدينة فاضلة كما هو الشأن عند أرسطو. حيث سيتم ربط التربية بسياسة الدولة المدينة من خلال قوانين تربوية هدفها تكوين المواطن الصالح وتكييفه مع مهامه المدنية معتبرا هدف التربية هو بلوغ ذروة الحياة الأخلاقية[5]

فالتربية اليونانية كما حددها أرسطو تعتبر من المهام الأساسية للدولة لذا ينبغي تأطيرها وتوجيهها لخدمة الدولة المدينة، وليست من شأن الخواص يكون للآباء فيها مهمة السهر على تربية أطفالهم بما يتفق مع أهوائهم وأفكارهم الشخصية اعتقادا منهم أن هذا من الأمور الخاصة التي لا يجب على الدولة أن تتدخل فيه،لأن من الخطأ أن يظن الفرد أنه مستقل بذاته عن الدولة بل الجميع ملكا لها والفرد مجرد جزء منها،ولكي نعنى بالجزء يجب العناية بالكل،[6].

وبما أن غاية الدولة واحدة ينبغي بالضرورة أن تكون التربية واحدة و متشابهة بالنسبة للجميع.فأرسطو لا ينفي دور الأسرة في مجال التربية بحيث أن الآباء ملزمين بالقيام بالرعاية الصحية والنفسية لأبنائهم وتهيئتهم للاندماج الاجتماعي لكن شريطة مراقبة رسمية تحد من تعسفهم المحتمل وتؤمن وحدة الرؤى وتضافر الجهود المدنية.وبالتالي فالتربية عند أرسطو وأيضا عند أستاذه أفلاطون لابد أن يكون لها بعد سياسي موجه لخدمة الدستور بغاية إنتاج مواطن يكرس حياته من أجل الدولة.

الفكر التربوي في القرون الوسطى

إذا كانت التربية في العصر القديم قد اهتمت بإبراز العلاقة الوطيدة بين الفرد والدولة،وهي علاقة حسب أرسطو لا يمكن الفصل بينها لإنتاج ما اسماه بالمواطن الصالح ،حيث إن الدولة هي من تتدخل لتأطير وتوجيه الممارسة التربوية تفاديا لأي اعوجاج أو انفلات محتمل،فان الفكر التربوي في القرون الوسطى اتسم بالطابع الديني الصرف تجلى في أسلوب حياة الرهبنة كنهج ناجح لتحقيق الأهداف و المثل العليا للتربية.وقد استمر نظام الرهبنة من القرن الرابع إلى القرن الثامن عشر[7] وكان هدفها السيطرة على رغبات الجسد والعواطف و الأماني البشرية بحيث يحقق العقل والروح مصلحة الحياة العليا وذلك وفق نظام تربوي أخلاقي يقوم على  مبدأين أساسين:

  • إماتة الجسد.
  • ونبذ العالم[8].

حيث أن من أهداف الرهبنة نكران مطالب الجسد ورغباته وكبح شهواته،وكذا نكران جميع مطالب المؤسسات الاجتماعية والبشرية. كما كان هدف الحركة المدرسية في تلك الحقبة دعم عقائد الكنيسة بالحجة العقلانية،فكانت بذلك محاولة لمساندة السلطة بالفكر،وتبرير الإيمان بالعقل للبرهنة على التناسق الجوهري بين العقل والإيمان.

ويتضح من هذا أن الحركة المدرسيةّ حصرت نفسها في التربية الدينية والتربية الفكرية،وكان منهجها محصورا بالأمور اللاهوتية والفلسفة الدينية.أما مدى المعرفة التي تسمح للعقل بالعمل والتفكير الحر فكان ضيقا جدا،فلا يحق للعلماء الدفاع عن القضايا التي تعتبرها الكنيسة مستقيمة، لذا كان عملهم منحصرا في مواضيع قليلة يعالجونها بتعمق.

ولما كانت الكنيسة تفرض لغتها ومثلها العليا على كل نشاط في القرون الوسطى من هندسة وموسيقى وأدب ،فقد فرضت تأثيرها على المعرفة والحياة الفكرية.”[9] أما التربية الدنيوية لم تمتد أبعد من الفروسية،ولم يكن التعليم في هذه الفترة إلا لرجال الكنيسة والطبقات الارستقراطية،الأمر الذي أدى إلى انتشار الظلم والسقوط في أدنى دركات الانحطاط.

على هذا،يتضح أن الفكر التربوي لم يهتم بإنسية الإنسان أكثر من أنه كان مجرد أداة في يد سلطة الدولة والكنيسة وخاضعا لهما،ومقصيا لحرية الفكر وحاصرا له داخل قوقعة السلطة السياسية والدينية،باعتبارهما السلطتين التشريعيتين لمصنع الفكر الإنساني.إذ أن هاتين السلطتين تتحكمان في طبيعة النظام التربوي بما يخدم مصالحهما وليس بما يخدم مصلحة الدولة ككل كما رأى أرسطو،وكل الأفكار التي تتعارض مع هاذين النظامين فهي تعتبر تطرفا يؤدي بصاحبها إلى المحاكمة أو الإعدام بحجة الطغيان الديني أو السياسي وهذا ما حدث مع “كوبيرنيكوس” و”غاليلي” و”جيوردانو برونو”.

الفكر التربوي في العصر الحديث

خلا القرنين الخامس عشر والسادس عشر برزت حركة تنويرية ثقافية في ايطاليا عرفت بعصر النهضة وامتدت لتشمل أرجاء القارة الأوروبية،وكان لاكتشاف الطباعة فضل كبير في انتشار الفكر وعبوره لحدود السياسة،رافقه تطور ملموس في الثقافة والفن والعلم وأصبح الاهتمام أكثر بالنزعة الإنسانية،كما حدث ما يسمى بالإصلاح الديني الذي أتى به لوثر،وكذا إحياء الدراسات التجريبية وهو الإحياء الذي استهلته حركة النقد عند أوكام .Occ[10]وقد كان هذا التحول بمثابة الخطوة الأولى لرسم طريق الحضارة.

حيث سيتحرر العقل من قيود الحكم الثيوقراطي الذي كان يغذي الجهل لضمان هيمنته على الحكم،واتخذ الفكر الإنساني في هذه الفترة سمات أهلته للتقدم وزوال الزمن الإقطاعي الطبقي وفتح أبواب المعرفة والانفتاح على الفنون والعمارة والأدب والعلوم، وكذلك على اللغات بعد أن كانت اللاتينية هي اللغة السائدة المهيمنة.

وقد شهد الفكر التربوي في هذه الحقبة تطورا كبيرا لم تشهده العصور السابقة، إذ أصبح ينظر إليه على أنه عملية تفتح لشخصية الفرد وتحرير لعقله وتهذيب لعواطفه وأخلاقه وتحقيق لكفاءته العملية في الحياة.أما بالنسبة للحياة الاجتماعية والثقافية فقد أصبح ينظر من خلالها إلى التربية على أنها عملية إصلاح لحاضر المجتمع وإعداده لمستقبل أفضل،فظهرت عناصر جديدة للممارسة التربوية من بينها العنصر الجسماني والاهتمام بالتربية البدنية في شتى أشكالها.

وقد صاحب هذا الاهتمام بالتربية البدنية اهتمام آخر شيبه به هو الاهتمام بالسلوك والأخلاق، وكان هذا الاهتمام بالعنصر الأخلاقي في التربية أقل شكلية من مثيله في ظل الحركة المدرسية وحركة الرهبنة وأكثر اتصالا بواقع الحياة منه في ظل حركات العصور الوسطى،وأيضا الاهتمام بالانتاجات الفنية و الأدبية والعلمية المتمثلة في دراسة الطبيعة ودراسة التراث الإنساني الفكري وتشجيع التفكير المستقل كأهداف عمل الفكر التربوي على تحقيقها،مما أدى إلى ظهور العديد من المربين مثل “فرنسوا رابليه”،”ميشيل دي مونتاني”،”فيتورينو دا فلتر” وغيرهم.

أما بالنسبة لطرق التربية فقد تجلت في الطريقة الاستقرائية المستمدة من المذهب الحسي الواقعي عند فرنسيس بيكون والتي كانت مناسبة للهدف التربوي وللمناهج الدراسية، وبيكون إن لم يقم هو نفسه بتطبيق الطريقة الاستقرائية في المجال العملي للتعليم، فانه قد أتى بعده من أمثال” كومينوس” و” راتك ” من أخذ عنه هذه الطريقة  وحاول تطبيقها عمليا في ميدان التعليم.[11]

الفكر التربوي في القرن الثامن و التاسع عشر

  • ثورة روسو التربوية

    • في النصف الثاني من  القرن الثامن عشر حدثت بعض التطورات في الفكر التربوي في أوربا نتيجة لحركة التنوير التي سادت فرنسا خاصة، والذي أدى إلى بروز النزعة الطبيعية في التربية بزعامة جون جاك روسو وكتابه الشهير “إميل” الذي هاجم فيه المعتقدات و الأساليب التربوية السائدة في عصره معتبرا الطريقة التربوية المثلى هي التربية حسب الطبيعة الخيرة التي خلق عليها الإنسان إذ يقول في هذا الصدد: ” كل شي خير حين يخرج من بين يدي خالق الطبيعة،ولكن كل شيء يفسد في يدي الإنسان”[12].
    • قد انصب اهتمام روسو بالتربية في المجتمع الفرنسي في الانتقال من التربية المصطنعة التي تكون شخصية الطفل وفق رغبات المجتمع و المثل العليا إلى التربية الطبيعية التي تهتم بالجسد والقوى والروح والحواس، لتمكين الطفل من الاتصال مع الطبيعة والملاحظة والمقارنة والاستنتاج والتعليل والتجريب ليكتشف المبادئ بقدراته الفردية.
    • وقد كان لروسو تأثير كبير في إصلاح العملية التربوية، حيث اهتدى به المربين والمصلحين التربويين خلال القرن التاسع عشر من أمثال” بستالوتزي” و”فردريك هربارت” وغيرهم،وحدث توسع كبير في تطبيق الطرق العملية في مجال الدراسات النفسية التي أثرت في العملية التعليمية، حيث سادت مفاهيم عن النشاط الذاتي التلقائي وأهمية اللعب،وكذا أهمية الميولات والاهتمامات،والملاحظة والتجربة في عملية التعليم.
  • فريدريك فروبل

    • ومن أشهر أنصار هذه النزعة هو فردريك فروبل الذي كان تأثيره كبيرا في تطور النظريات التربوية في القرن التاسع عشر. وكذلك في المجال العلمي الذي كان له الفضل في إدخال العلوم في مناهج التعليم، حيث أظهر أهمية العلوم الحديثة في تحقيق الحياة الكاملة للفرد وأعلى من شان الطريقة التجريبية والاستقرائية،ورأى أن المادة والمحتوى أهم من الشكل والطريقة، كما بدأ الوعي بأهمية اللغات الحية في العملية التعليمية[13]،
      وقد كان للنزعة الاجتماعية تأثيرا ملحوظا على حاجات المجتمع ونمو الفرد الاجتماعي وإعداده للمشاركة والاندماج  في الحياة العملية[14]،فاعتبرت التربية عملية نمو للمجتمع وعملية إعداد للإنسان في نفس الوقت للمشاركة الفعالة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية،واهتموا بذلك في مناهجهم الدراسية بالمواد الاجتماعية ومواد الإعداد المهني والنشاطات التي من شأنها أن تساعد على تنمية الروح الاجتماعية وتقوية روح التعاون.

الفكر التربوي في القرن العشرين:

ولقد تميز القرن العشرين بالثورة المعرفية والتطور التكنولوجي والمكتشفات الحديثة في علم نفس الطفولة وطرق التعلم وتقنياته  بفضل الثورة الصناعية و الثورة القومية اللتان حدثتا في القرنين الماضيين،مما أدى إلى ظهور أوجه جديدة للتربية، حيث أصبح الاهتمام ينصب على تكوين جميع جوانب شخصية الطفل العقلية و الوجدانية والمهارية،كما أن نمو الاتجاه  التجريبي في مختلف المجالات العلمية أدى إلى إدراك أن الأسلوب العلمي هو السبيل للوصول إلى الحقائق.

وبفضل هذا الأسلوب وما يتضمنه من موضوعية و تسلسل منطقي أمكن تحقيق تطورات هائلة في علم الفلك وعلم الأحياء وعلم الطبيعة والكيمياء،وأيضا في العلوم الإنسانية كعلم الاجتماع وعلم النفس.وانعكست هذه الروح العلمية التجريبية على التربية فأصبحت هي ذاتها موضوعا للدراسة العلمية،فلم تعد قاصرة في شحن أذهان المتعلم بالمعرفة النظرية، بل انتقلت إلى الرفع من مستوى النظرة العلمية في الحياة، وقد ارتبط هذا بالتقدم العلمي والتكنولوجي والصناعي[15] خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية والذي امتد تأثيره في باقي أرجاء العالم.

وقد أدى نمو الاتجاه الديمقراطي إلى تضييق المسافة التي كانت بين أهل المعرفة وعامة الشعب، فأصبح التعليم حقا طبيعيا للفرد وآماله، وهدفا قوميا للدولة. وتم العمل على الرفع من مستوى مهنة التدريس وإمداد المدرسين و المدارس بتدريب خاص في الطرق التربوية فضلا عن المعلومات الخاصة بالمواد المدرسة[16]، كما أن انتقال قيادة التفكير التربوي من أيدي المربين الألمان والانجليز والفرنسيين إلى أيدي أمريكية براغماتية  أدى إلى تغيير إطار المدرسة التقليدي والاستعانة بالوسائل التكنولوجية الحديثة في التدريس[17] وبروز بيداغوجيات وطرائق جديدة للتدريس تراعي مستوى المتعلم وقدراته ومركزيته في العملية التعليمية.

على ضوء ما سبق،نستشف أن تاريخ الفكر التربوي مر بعدة تحولات انتقلت من خلالها التربية من نمط إلى آخر، فكل مرحلة أضافت خبرات وتطورات جديدة إلى سابقتها مما ساهم في حدوث تغير كبير في مجال التربية والتعليم.وهذه التحولات سواء الايجابية منها أو السلبية -وهذا التجديد المستمر للمعرفة البشرية ولانتاجات العقل الإنساني- ،تفرض على المدرس اليوم أن يكون ملما بكل جديد ومستحدث فيها لتنمية رصيده المعرفي و المهني وتحسين ممارساته التعليمية.

دليل المفردات

[1] مقتطف من مقالي :أهمية النمو المهني للمدرس المنشور بموقع مقال

[2] د.فريد جبرائيل النجار:تطور الفكر التربوي،المجلد الأول،المركز التربوي للبحوث والانماء-الجمهورية اللبنانية،بيروت،مطابع كريم الحديثة،الطبعة الأولى،سنة  1980،ص 27

[3] عبد الله عبد الدايم:التربية عبر التاريخ من العصور القديمة حتى أوائل القرن العشرين،المجلد ،دار العلم للملايين،بيروت ص :15،19،23.

[4] فريد جبرائيل النجار،المرجع السابق،ص:37

[5] نفس المرجع،ص:87

[6] أرسطو طاليس:كتاب السياسة،الكتاب الخامس:التربية في المدينة الفاضلة،ترجمة أحمد لطفي السيد،الدار القومية للطباعة والنشر،ص:290

[7] د.محمد التومي الشيباني :تطور النظريات و الأفكار التربوية،دار الثقافة،بيروت،سنة 1971،ص:51،52

[8] فريد جبرائيل النجار،المرجع السابق،صفات متعددة

[9] نفس المرجع

[10] برتراند رسل :حكمة الغرب،الجزء الثاني:الفلسفة الحديثة والمعاصرة،ترجمة د:فؤاد زكريا ،عالم المعرفة،العدد 72،ص:15،16،17

[11] محمد التومي الشيباني،المرجع السابق،ص:76،118

[12] جون جاك رورسو :اميل،ترجمة:عادل زعيتر،المركز القومي للترجمة 2015م،ص:13

[13] حجازي، عبد الحكيم ياسين والهياجنة،وائل سليم:مفاهيم أساسية في التربية ،الأردن،دار المعتز للنشر و التوزيع 2016م،ص:56

[14] عبد الحي رمزي:تطور الفكر التربوي عبر التاريخ ،دراسة في الأصول التاريخية للتربية.القاهرة،زهراء الشرق 2009

 

[15] يونس،مجدي محمد:تاريخ التربية الفكر التربوي من العصور البدائية حتى القرن العشرين،الرياض،مكتبة الراشد ناشرون.ط 2،2005،ص:237

[16] يونس،مجدي محمد،المرجع السابق،ص:266

[17] عثمان محمد الصائم،ابراهيم صالح نورين:أصول التربية،الرياض،مكتبة الراشد ناشرون 2006،ص:157

بقلم: الأستاذ ادريس أديب الجامعي

أضف تعليقك هنا