من زمن الطفولة #قصة

بقلم: عبدالمالك الإدريسي

قصتي مع أول محاولة لذبح ديك

كلما اقترب عيد الأضحى تحضرني قصتي مع أول محاولة لذبح ديك، جاءنا ضيوف وأبي خارج البيت،  فقررت أمي ذبج أحد الديكة كانت تربيهم على سطح البيت لمواجهة مثل هذه المناسبات، أعطتني الديك ومعه موس وقالت : “إذهب عند الفقيه واطلب منه أن يذبح لك الديك”، لست أدري هل كان من سوء حظي أم لحسن حظي أني لم اجد الفقيه في الكتاب، رجعت الى أمي منكسر الخاطر.

البحث عن فقيه ليذبح الديك المشاكس

كنا نود أن نأكل الديك الذي كان يسبب وجع الراس لباقي الديكة، ينقر هذا، ويأكل حصة ديك آخر، يستحوذ على كل دجاجات البيت، وبلغة الآمر قالت أمي ” ستنا قدام الباب( أنتظر أمام الباب ) وأول فقيه يمر أطلب منه ذبح الديك”، بالنسبة لأمي كل من يلبس الجلباب فهو فقيه …ويعرف ربنا، مر أكثر من فقيه على خلفية ” ثقافة أمي ” بجانب البيت …لكن لا أحد تجرأ على الذبج ….

إنهم يهابون ذبح الديكة، ستتسخ ثيابي، لست على وضوء قال الثاني، تعددت الأعذار، لم أكن أفهم ما يقولون، مر وقت طويل وأنا واقف أمام الباب وركبتاي تصطكان من البرد، نادتني أمي من وراء الباب وقالت “راه الظهور قرب ( لقد اقترب وقت صلاة الظهر )، وقتاش عاد غنحظر هذه اللقمة” ( متى سننتهي من تحضير الغذاء )….

وقع الإختيار علي لذبح الديك

واستطردت قائلة وكأنها وجدت الحل “أدخل “، قلت مع نفسي “عمر الديك طويل”، وأنا أغلق الباب من ورائي، لاحظت أن أمي تحمل في يدها “حجرة تيمم ” يستخدمها أبي عادة  لسن الموسى، قالت بلغة الآمر”سن السكين واحذر أن تصيب يديك” وجدتني في موقف لا أحسد عليه، نهرتني بشدة “ألست رجلا ، كيف يعقل أن تطلب من الآخرين ذبج ديك صغير وانت رجل”.

ما العمل؟ زاغت عيناي قبل أن ترتعد يداي “شوف مزيان، عنداك اللسان يرجع للجوف ديالو” صرخت أمي لتنبهني بخصوص طريقة ذبح الديك “راه غادي يحرام علينا” ( سيصبح لحمه حرام)  أضافت هذه الحروف لتعلل مسألة مراقبة وضع لسان الديك عند الذبح، سرحت طويلا وأنا أسمع كلام أمي، وتساءلت كيف تكون مسألة وضعية اللسان محرمة أو محللة للحم الديك، وأنا أهم بوضع الموسى على عنق الديك قالت أمي ” إيوا سمي الله، عندك تخليلو شي عرق بلا تقطاع”

بدء المغامرة لذبح هذا الديك

تساءلت مع نفسي كم شريان عند هذا الديك؟؟ وفرضا أني نسيت شريانا بدون قطع، فهل سيبقى الديك على قيد الحياة؟؟ وكأنها قرأت أفكاري شرحت قولها ” حرام نعذبوه الى كان الذبح ناقص”، انطلقت الموسى في حركات خلت أنها لن تنتهي، ولم أتوقف إلا بعد أن سمعتها وهي تناديني ” عنداك تحيدلو( تقطع ) الراس”يا لهذه الطقوس التي لا تنتهي …. ما الفرق بين أن تذبح ديكا أو تقطع رأسه؟؟

كانت فرحة أمي أكثر من فرحتي لدرجة أنها برمجت لي ذبح كبش عيد الأضحى المقبل ،قالت “إيوا هانتا ….دبا  وليتي راجل ( أصبحت رجلا) ….العام ألجاي غادي انت تذبح لينا كبش العيد “، لم أعقب على هذا الكلام ، اكتفيت بأن أطلقت ساقاي للريح…تاركا ورائي الديك والموسى حتى أني  لم أفكر في مراقبة وضع اللسان وهل أتممت الذبح أم نسيت شريانا بدون قص ، ولسان حالي يقول : ” ولماذا  أتى هؤلاء الضيوف ” ؟؟؟؟

بقلم: عبدالمالك الإدريسي

أضف تعليقك هنا