المعارضة بين الإقصاء والإخصاء

ما هو مفهوم الإخصاء الفكري؟

قد يعرف أغلبنا مقصود الإقصاء الفكري، ولكن ماذا عن الإخصاء الفكري؟، باختصار هو أن تمارس عملية التفكير، ولكن من دون أي فرصة للإنجاب الفكري البناء، أي أن نتيجة هذه الممارسة الفكرية هي مزيد من الهلوسة، الفكرية العقيمة، مما يهيئ لنا أفكار، ولكنها غير مفيدة ولا بناءة، فهي مجرد تفكير للتفكير، ولكن نتيجته شبه معدومة كونه لا يحمل أي مبررات مقنعة ذات مدلولات عقلية ومنطقية.

رئيس الحكومة العراقية يمارس هذه الحقيقة دون ذكرها من خلال الرسالة التي بعثها الى المعارضة، بالأضافة الى أنها كرست كل وسائل أعلامها وجيوشها الالكترونية لترسيخ مفهوم أنه لاوجود لمعارضة في البلاد، دون فسح المجال لها للبدء بخطواتها الحقيقية بالأصلاح وطرح أفكارها لعامة الشعب، وبعد ذلك نبدء بتقيم هذه التجربة هل هي فعلا فيها خطورة على الامن القومي للبلاد كما يدعي منظرها قبل سنوات؟! 

مثال نموذجي لفكرة “الإخصاء الفكري”

يقال أن أحد البخلاء لايريد ان يشتري لابنه الصغير سيارة ,فيبدأ أولا بالحديث عن مخاطر القيادة وبشاعة حوادث الطرق، وما إلى ذلك من أضرار القيادة وعندما لايجد استجابة ممن حوله ينتقل  للحديث عن سهولة وسرعة النقل العام الرخيص منها طبعا، وكيف أنها تكون أسرع في إنجاز الأعمال المهمة كما أنها تتيح له الوقت أن يستغل زمن الرحلة في ذكر الله، والتسبيح وهو طبعا ما لا يتوفر لقائد السيارة الذي يشغله الطريق عن هذة الفائده العظيمة وبذلك تكون هذه المواصلة الرخيصة هي احدي سبل دخول جنة الخلد، وتكون السيارة هي سبب الحرمان منها.

وهكذا يظل يردد من هذه المبررات المليئة بالمغالطات، ما يجعل كل من حوله يصابون بالملل والإخصاء الفكري و ربما العضوي أيضا وبذلك نرى أن الخاصي أبدا لا يذكر السبب الحقيقي المباشر لافعاله وهو البخل.

الاضطهاد الفكري بحق المعارضين

نكاد نجزم أن هؤلاء الذين يستنكرون على المعارضة حقها في إعمال العقل والإبداع ويقفون لهم بالمرصاد ويهاجمونهم وقد يهدّدون أمنهم، هم في الحقيقة لم يكلّفوا أنفسهم عناء الاطلاع على أفكارهم أو حتى برنامجهم في تأسيس نواة حقيقية للعملية السياسية وزرع البذرة الأولى لها، فقد مارسوا ضدهم أشد أنواع الاضطهاد الفكري.

الإقصاء والإخصاء استخدمتا معا بطريقة بشعة في محاولة وأد هذه التجربة في مهدها خوفا منها بتحقيق تطلعات الشعب وفضح ما مكتوم من أسرار في رفوف نزاهتها وعدالتها البائسة.

فيديو مقال المعارضة بين الإقصاء والإخصاء

أضف تعليقك هنا