خمسة أسباب لتنشر كتابك الأول إلكترونيا “تجربة شخصية”

إن غالبية الجيل الحالي من الكتّاب والمؤلفين، خاصة في مجالي الرواية والخاطرة، يشرعون مباشرة في البحث عن ناشر تقليدي لمسودة العمل فور الفراغ منه، وهي طريقة أعتبرها خاطئة بالنسبة للعمل الأول لكاتب ما.

الأسباب التي تقنعك لتنشر أول كتاب لك إلكترونيا

خمسة أسباب مقنعة للتخلي عن فكرة النشر الورقي لكتابك الأول، والسعي إلى النشر الحر إلكترونيا:

  • النشر الإلكتروني حل مثالي لبناء قاعدة جماهيرية:

    • الكاتب في مراحله الأولى عادة ما يكون دون أية قاعدة جماهيرية ثابتة، عدا شرذمة أصدقاء في محيطه، والذين لن يستفيد منهم غالبا من حيث مبيعات الكتاب أو الحصول على نقد بناء، وهو ما قد يتسبب في فشل الكتاب الأول بغض النظر عن محتواه. بدلا عن ذلك، فإن النشر الإلكتروني يسمح للكاتب بالوصول إلى قراء جدد، خصوصا إن كان الكتاب مطروحا للقراءة بشكل مجاني، أو بمقابل رمزي.
    • شخصيا، قمت بنشر ثمانية كتيبات في مجال التقنية قبل أن أفكر في نشر روايتي القصيرة ورقيا، والنتيجة كانت مبهجة، حيث أن صفحة فيسبوك المخصصة للرواية حازت على ستة آلاف إعجاب خلال أقل من خمسة عشر يوما من إنشاءها، والطبعة الأولى من الرواية نفدت خلال أقل من شهر.
  • النشر الإلكتروني يوسع شريحة قراءك:

    • ربما لو طبعت كتابك بالجزائر مثلا، فسيكون الوصول إلى قراء من بلدان أخرى أمرا صعبا ومكلفا أيضا، خصوصا مع كثرة دور النشر التجارية التي لا تهتم بالتوزيع والإشهار. أما الكتاب الإلكتروني فيسمح لك بالوصول إلى قراء من جميع أنحاء العالم، ولعلك تجد غالبية القراء المتابعين لك من بلد غير بلدك، فتقرر بذلك نشر كتابك الورقي المقبل في تلك البلاد.
    • أنا من الجزائر، وفي تلك المرحلة التي كنت أضع كتيباتي الالكترونية بشكل مجاني حصلت على قراء أغلبهم من لبنان، سوريا والسعودية، وهو ما جعلني أحرص على إيصال النسخة الورقية من روايتي إلى هذه الدول الثلاث بشكل أساسي.
  • النشر الإلكتروني يمنحك الحرية الكاملة على كتابك:

    • أعرف العديد من المؤلفين الذين غامروا بنشر كتابهم الأول ورقيا، غير أنهم ندموا لاحقا بعدما اكتشفوا كمّ الأخطاء الواردة فيه، والتي لم ينتبهوا لها إلا بعد الطباعة والنشر، هذه النقطة سوداوية جدا، وقد تجعل قارئا ما ينفر من كتابك المقبل لمجرد أنه يحمل اسمك، أما في حالة النشر الإلكتروني فبإمكانك تعديل كتابك مثلما تريد، بكل حرية، ومن ثم رفع النسخة المعدلة وإعلام المواقع التي تناقلت الكتاب بذلك حتى يستبدلوا النسخة القديمة بالجديدة، كل هذا لن يستغرق منك أكثر من يوم،
    • ما حدث معي مغاير تماما، لأنني اكتشفت أني قد كتبت في مجال أنا لم أكن أتقنه أصلا، فجاء مليئا بالأخطاء الفادحة، ولم أفلح في تعديل تلك الأخطاء لأنني مثلما نوهت قبل قليل، لم أكن أتقن المجال تمام المعرفة، فكان أن طلبت حذف كل النسخ من المواقع التي قامت برفعه لديها، هكذا بكل بساطة.
  • النشر الإلكتروني قد يؤهلك لصفقة نشر ورقي:

    • بعد نشر كتابك بصيغة إلكترونية، والعمل على الترويج له بالشكل الكافي، قد تحصل على فرصة للنشر على حساب الناشر، أي بشكل مجاني، وهو ما حدث معي بعد أن تخطى إجمالي مرات تحميل كتيبي “قبل أن تبدأ البرمجة” ثلاثين ألف تحميل على مختلف المواقع، حيث تواصلت معي دار نشر من الأردن عارضة علي إعادة إصدار طبعة ورقية من الكتاب، غير أنني قابلت هذا الطلب بالرفض لعدم الرضا عن بعض البنود الواردة في عقد النشر.
    • المهم هنا أن كتابك لقي ملحوظية لدرجة وصوله إلى مكتب دار نشر، وهو بطبيعة الحال خبر مبهج قد يدفعك للتحول إلى النشر الورقي دون الخوف من ردود فعل القراء، أو قلة المبيعات.
  • النشر الإلكتروني غير مكلف:

    • ما دمت هنا، فبالتأكيد لديك علم عن الأسعار المرتفعة، ونسب الفوائد القليلة، والشروط المعقدة التي تضعها بعض دور النشر أمام المؤلف، والذي قد يكون طالبا، أو بلا عمل، أو لا يملك القدرة لتسديد تكاليف النشر.
    • أما في حالة النشر الإلكتروني فإن المؤلف غير مضطر لدفع أي مبلغ مجبراً، كل مبلغ تقوم بدفعه هو مجرد خيار، بإمكانك تصميم غلاف للكتاب بنفسك مثلا دون الحاجة لطلب خدمات مصمم، كما يمكن لأي أستاذ متمكن القيام بتدقيق كتابك دون طلب خدمات مدقق لغوي، وأخيرا يمكنك مراسلة المواقع الكثيرة التي تختص برفع الكتب الإلكترونية، وستكون مسرورة بإضافة كتابك إلى قواعد بياناتها، مجانا!

ختاما، أشجع كل مؤلف على عدم التسرع في إصدار عمل ورقي، أتمنى أن يسهم هذا المقال في نجاح كاتب ما، وسأحرص إن شاء الله على تدوين مقالات قادمة حول النشر الإلكتروني.

فيديو مقال خمسة أسباب لتنشر كتابك الأول إلكترونيا “تجربة شخصية”

 

 

 

أضف تعليقك هنا