قوة الاعتقاد

يقول المؤلف والمفكر إبراهيم الفقي عن الاعتقاد

  • أن أي شي تعتقده سواء كان صحيحًا أم خاطئًا يتحول إلى برمجة ذاتية. ودائمًا ما تجد أن الأشخاص يدافعون عن اعتقاداتهم ونرى كيف يتمسك الأشخاص عن اعتقاداتهم ويتعصبون لها و لا يستسلمون بسهولة، ذلك لأنهم يملكون اعتقادات وقناعات ثابتة يتشبثون بها ،وكثير من الأمثلة التي نشاهدها في حياتنا اليومية والتي تؤكد ذلك.
  • فمثلًا :يفضل شخص ما أن يسافر بسيارة مدة يومين فضلًا عن السفر بالطائرة وما ذلك إلا لكونه يصاب بهلعِ من ركوب الطائرة ذلك لأنه يملك اعتقادات مسبقة بأن من يركب الطائرة سيموت وهو مقتنع تمامًا بذلك ،وبالتالي تسيطر هذه الفكرة على وجدانه وتجعله يفكر أنه سيموت فور ركوبه الطائرة. وهناك الكثير من الاعتقادات الخاطئة التي لا توصلنا الى أي شيء سوى الجلوس في أماكننا. دون أن نتقدم خطوة واحدة إلى الأمام ،بل ربما تؤخرنا وترجعنا خطوات إلى الخلف.
  • إن الاعتقاد يولد الفعل، والفعل يولد النتائج، فكن حذرًا يقظًا من اعتقاداتك الخاطئة ،وتذكر الحديث القدسي: [أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء] وفي هذا الحديث دعوة للعبد الصالح ورسالة واضحة ليطمئن قلبك بأن الله سيعطيك كل ما تظنه ولذلك فكلما أحسنت الظن به عز وجل و كنت على ثقة بأنه سيتولاك في رحمته وسيرد عنك كل مكروه قبل وقوعه ،وكلما ظننت أن الله سيكرمك فإنه حتمًا سيكرمك لأن وعده حق.
  • وهو القائل أنه عند ظنك فالظن ينتج من الاعتقاد مثال عن حسن الظن اخرج عبد الرزاق و ابن جرير في التفسير عن معمر قال: حدثني رجل: أنه يؤمر برجل إلى النار، فيلتفت فيقول: يا ربّ ما كان هذا ظني بك، قال: وما كان ظنك بي؟ قال: كان ظني أن تغفر لي ولا تعذّبني، قال: فإني عند ظنك بي”. اعتقادك يحدد لك مصيرك وحياتك.
  • كلما اعتقدت أنك ستصبح ناجحًا وتأخذ بالأسباب ،وتعمل ما عليك، فإنك بذلك ستصبح لا محال ناجحًا . وستصل إلى أعلى المراتب وتحقق ما تشاء من أحلام وطموحات وتحولها لواقع . والعكس صحيح فكلما وقعت في الظن السيء ،والاعتقاد السلبي فإنك لن تنجو من شباكه إلا وأنت من الهالكين .و في أحسن الأحوال ستبقى مكانك ،دون تقدم أو تراجع .وهذا مخالف لرسالة وجودك كإنسان فماذا يميزك عن أي مخلوق آخر ؟للاعتقاد مسائل كثيرة وطويلة أتمنى أن أكون قد أضفت إليك الشيء البسيط .

مصادر الاعتقاد 

تشتق مصادر الاعتقاد من كل المؤثرات الموجودة حول الانسان والتي تلعب دورًا في التأثير على شخصيته ومن هذه المصادر:

1-البيئه المحيطة 

ان الوسط المحيط بك له دور فعال فى تكوين معتقداتك ..والبيئه المحيطه بك قد تكون الأسرة أو المدرسة أو العمل ،رفاقك الملازمون لك ،أو ربما أقاربك .. اسأل نفسك كم مره عقدت العزم على اتمام مهمة ما وكنت متحمس ثم هبطت عزيمتك وتراجعت ؟ ما السبب ؟ كم من مرة قلت سأسلك هذا الطريق فقال لك من حولك إنه طريق وعر عليك لن تستطيع تجاوزه …! كم من مرة صدقت رأيهم بك واستسلمت لإحباطهم عزيمتك لأنهم أثروا على اعتقادك بنفسك وسلبوك الثقة بإمكانياتك ..

2-التجارب التي خضتها في حياتك

جميع التجارب التي نمر بها يوميًا منذ نعومة أظفارنا وحتى يومنا الأخير تسجل في عقلنا الباطن مهما كان حجمها في تكون لدينا اعتقادات اما ايجابية واما سلبية .فحين لمست النار أول مرة علمت أنها حارقة وبالتالي أخذت حذرك منها في المرات التالية . وحين ركبت البحر وكدت تغرق فهمت انه لن يمكنك الغوص فيه اعتباطًا .دخولك للامتحان دون دراسة كافية يجعلك ترسب بالمادة وأيقنت أهمية الدراسة المسبقة والتحضير الكافي قد تعد هذه الأمثلة ايجابية لأنها كونت لديك قناعات مفيدة.

3-المعرفه

المعرفة هي عكس الجهل وهي ما تحصلت عليه من وعي عن طريق القراءة أو السينما أو الاستماع لقصص السلف و أخبار الحكماء كما ان نقص المعرفة يولد لك القلق والقلق ينتج من قلة المعرفة.

4-التخيــــل

هو الصورة الذهنية التي يرسمها عقلك للنتيجة التي تريدها. وقد تظهر جليًا أهمية التخيل في صنع الاعتقاد في مثال مبارة كرة القدم ،فكنت لاعب نادي حراء الرياضي وكنت قبل كل مباراة استطيع تخيل المبارة كيف تحدث وكيف اذا وصلتني الكرة وان احقق الفوز للفريق وكنت اتحدث لزملائي كيف نحتفل اذا اسجلت هدف كل ذلك كان في خيالي ومجرد نزولي في الملعب يحدث ما تخيلته ونحتفل بطريقة التي اتفقنا عليها وأصبح لدي اعتقاد قوي بأن الهدف سيتحقق لا محال من هذا الاتجاه. وهذا ما يحدث في كل الأمور التي تقدم عليها فحين تتخيل النتائج السلبية ستكون لنفسك    قناعات واعتقادات سلبية والعكس صحيح.

فيديو مقال قوة الاعتقاد 

أضف تعليقك هنا