الحَوَل الفكري

كتفسير علمي للحَوَل هو عيب بصري يجعل العينين بحالة غير متوازنة، بحيث تتجه كل عين لاتجاه مختلف، أظن أن معظمنا يعرف هذا.
فكما للعين أمراض تُصاب بها، كذلك الفكر يُعاني من أمراض عدة منها الحَوَل الفكري والأمراض الفكرية أشد ضرراً من الأمراض العضوية.

ماهو مصطلح (الحول الفكري)

فهل صادفتم أحداً مصاب بالحَوَل الفكري؟؟!..
هو خلل يصيب الفكر والتفكير لدى فرد أو مجموعة من الأفراد، حيث ينحاز فيه الفرد لفكرة معينة او فكر معين بما يناسبه هو بعيدا عن فهم المطروح…
ولعل من أصعب الأنماط البشرية التي يُمكن أن تُصادفها هي من تُعاني من الحَوَل الفكري..

صفات الناس المصابة بالحول الفكري

هذه الفئة من البشر يُسيطر عليها حالة الفهم الخاص بمعنى أنها تفهم ما يدور حولها كما تُريدُ هي بِغض النظر عن المقصود، تُحِوّر الأفكار فإذا حصل وتم مناقشتها بفكرة ما أظهرت لك الفهم العميق لما تقول ( عكس المقصود تماماً) وتحاور وتناقش لتظهر لك أنها تفهم أكثر منك لا بل وغالباً ما تشعرك بأن ما تقوله غير صحيح وفكرتها هي الأصح..تُقّولك ما لم تقله.. تحاول اقناعك أنها تفكر ، تدفعك لخوض مباراة في الجدل فيحاول كل طرف أن ينتصر حتى ولو كان مقتنعاً في قرارة نفسه بأنه على خطأ.

تأثيرات الحول الفكري على الأشخاص

نوع من الحَوَل يجعل الشخص ينحرف بفهمه لمعاني الكلام ومآلاته إلى منحى آخر ومختلف تماماً عن المُراد الأصلي منه. من يعاني من الحَوَل الفكري يسعى دائما لبتني الحجج غير المنطقية أثناء النقاش لغرض تضليل الآخرين بهدف إثبات صحة وجهة نظره.
فإذا حصل واضطررتم أن تناقشوا هكذا أنماط وهم كُثر أنصحكم بقراءة كتاب ” فن أن تكون دائما على صواب” للفيلسوف الألماني آرثور شوبنهاور، لتستفيدوا من الحيل التي تساعدكم للفوز بالنقاش على هكذا أنماط.

من أنواع الحول الفكري

يمكن أن نعتبر للحَوَل الفكري أنواع منه

الحول المتبادل

الحَوَل المتبادل حيث تتوافق عدة أفراد على اعتماد الفكرة ذاتها وتبادلها ومناقشتها والدفاع عنها او الاعتراض عليها بغض النظر عن صحتها او إفادتها للمجتمع، ونراها كثيراً في ظل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي التى أصبحت مصدراً أساسيا لتلقي ونقل المعرفة والمعلومات مفيدة وغير المفيدة صحيحة كانت أم لا.. فنتحول كلنا لمحللين وناقدين رجال دين سياسين…الخ دون الوصول إلى نتيجة أو منفعة.

الحول الدائم

وهناك حَوَل دائم هذه الفئة من الناس تجاهلها وعدم التعاطي معها والرد عليها هو أفضل علاج، تعاني اضطرابات نفسية تؤثر على تفكيرها لا يمكن الخوض معها في أي نقاش ترى نفسها هي الصواب دائما. فلا يوجد إنسان دائماً على صواب. فالأفضل ان تقطعوا النقاش معه كي لا تضيعوا وقتكم وترهقوا أذهانكم بلا داع.

الحول المتخفي

أما الحَوَل المُتَخفّي لا يظهر على صاحبه مباشرة اذ يمكن ان يوحي لك بأنه مثقف فاهم مطلع وقارئ يستخدم مصطلحات فخمة رنانة فتظن أنك امام شخصية عالمة مميزة، ضعيفي الفهم ينبهرون بهذا النمط ويلتفّون حوله ويتبنون أفكاره ربما، لكن هذا النمط اذا ما اقحمته بنقاشات عميقة كموضوع يتطلب أدلة وبراهين وحجج منطقية مُقنعة تظهر علامة إصابته بالحَوَل؛ فيعجز ان يثبت كلامه بالحجج والمنطق فتظهر أفكاره الدفاعية غير المنطقية حتى يتابع النقاش؛ طبعاً دون جدوى (سينهزم في النهاية).

الإصابة بالحول الفكري

  • ممكن لمعظمنا أن يصاب بالحَوَل الفكري حين نتلقّى معلومة ونصدقها دون نتأكد من صحتها ونقتنع بها والمصيبة اننا ننقلها للآخرين فوراً..
  • نُصاب بالحَوَل الفكري حين نظن أن كل ما يُكتب أو يُقال مُوجه لنا وعلينا الرد عليه والدفاع عن أنفسنا علماً أننا لسنا المقصودين..
  • نُصاب بالحَوَل الفكري حين يظن _بعضنا_ أنهم محور الكون ومحط الأنظار وحديث الساعة فيكون جاهزاً دائماً للرد والتبرير دون ان يُطلب منه ذلك.
  • نصاب بالحَوَل الفكري حين نتبنّى ونتشبث ونعيش بأفكار بالية ربما كانت تصلح من قبل او لموقف معين لكن لم يعد يصلح استخدامها، فكما لكل شيء مقياس كذلك للأفكار مقاييس لا تصلح لكل زمان ومكان.

فعملية إصلاح الفكر تكمن في امتلاكنا لأدوات فكرية صحيحة وتوظيفها بالشكل الصحيح، والأهم ان نفهم المطروح ونفكر بالمقصود.

فيديو مقال الحَوَل الفكري

أضف تعليقك هنا

ياسمين الموعد

كاتبة فلسطينية