أخلاق الإسلام مع الأعداء في السلم والحرب

الحمد لله رب العالمين وبه نستعين والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم النبي الأمي الأمين وعلى آله وصحبه الطاهرين الطيبين  أما بعد: “أخلاق الإسلام مع الأعداء في السلم والحرب” وباديء ذي بدء لا بد أن يعلم المسلم أن الإسلام يلزمنا في تعاملاتنا مع المخالف لنا سواء أكان مسالما أو محاربا أو معاديا لنا فلا بد من العلم أن الإسلام يحرص على ضم المخالف إلى صف الإسلام بأن يشهد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم , وهذا لن يتم إلا إذا تعاملنا معه بالأخلاق الإسلامية التي هي خير سبيل إلى طريق الهداية

وديننا دين الأخلاق

وهذا أيضا ما لا بد وأن نطبقه عمليا وواقعا يسري في تعاملاتنا كلها.وديننا دين الأخلاق القويمة كما قال الله تعالى” وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين” ورسول الله صلى الله عليه وسلم قال:” إنما انا رحمة مهداة”.

تعاليم ديننا تقوم في الأساس على:

  • أننا جميعا أبناء أب واحد وأم واحدة وهذا يستلزم منا أن نتعايش ونتعامل مع بعضنا بمقتضى هذا النسب العالي كما قال الله تعالى:” ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا”.
  • وهذا النسب الأول يقتضي منا أن نصله ولا نقطعه وأن نسالمه ولا نحاربه وأن نوده ولا نعاديه بل فوق ذلك يقتضي منا أن نتقي الله فيه وهذا ما يظهر للعيان في افتتاحية سورة النساء حيث يقول الله تعالى:” يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا”
  • كما تلزمنا أخلاق الإسلام أن نحترم عهودنا مع من الآخرين وأن نحترم عقيدة الآخرين وألا نواجه حربهم لعقيدتنا بأن نحارب عقيدتهم, وهذا نجده في افتتاحيات سورة المائدة حيث يقول الله تعالى:” يا أيها الذين ءامنوا أوفوا بالعقود أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم غير محلي الصيد وأنتم حرم إن الله يحكم ما يريد ياأيها الذين ءأمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد ولا آمين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا و1ذ حللتم فاصطادوا ولا يجرمنكم شنئان قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب” ولا يخفى أن هذا الوعيد الشديد في ختام الآية موجه في الأساس إلى كل مسلم لا يلتزم بأخلاق الإسلام في تعامله مع المخالف.
  • كما أمرنا الإسلام على العموم بالتعامل معهم بالصبر والصفح والعفو والتسامح ومعاملتهم بالحسنى, حيث قال الله تعالى:” ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره” وقال تعالى:” وقيله يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون” وفي ختام هذه الآية قال تعالى:” فسوف يعلمون” فتعامل المسلم مع غيره دوما يحمل على جهل غير المسلم بالحق ودور المسلم أن يهديه إلى الحق بالحسنى”.
  • أمرنا الله تبارك وتعالى ببر من لا يعادينا ومقابلة مودته بمودة تماثلها حيث قال الله تعالى:” عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين”

وتطبيقا لهذا المبدأ جاءت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تقول إن امي قدمت علي راغبة وهي مشركة أفأصلها قال:” نعم, صلي أمك”.وحين بعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى المقوقس رسالته خاطبه بأخلاق الإسلام فقال:” بسم الله الرحمن الرحيم من محمد بن عبد الله إلى المقوقس عظيم القبط: سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني ادعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت فإنما عليك إثم القبط.

يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء

وياأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون” وحين راى المقوقس رقة الخطاب قال ما رأيته يدعو إلى مزهود فيه ولا مرغوب عنه ثم كتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: سلام عليك: فإني قرأت كتابك وفهمت ما فيه …..إلى أن قال: وقد أكرمت رسولك وبعثت لك بجاريتين لهما مكان في القبط عظيم, وبثياب وأهديت إليك بغلة لتركبها والسلام, وقيل أرسل إلى النبي صلى الله عليه وسلم أيضا ألف دينار وألف مثقال من الذهب وعسلا بنهاويا وعودا ومسكا وعمائم وقباطي وغير ذلك من الهدايا التي قبلها النبي صلى الله عليه وسلم.

باب قبول الهدية من المشركين

كما عقد البخاري بابا في صحيحه بعنوان باب “قبول الهدية من المشركين” فذكر فيه قول أَبُي حُمَيْدٍ: أَهْدَى مَلِكُ أَيْلَةَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَغْلَةً بَيْضَاءَ، وَكَسَاهُ بُرْدًا، وَكَتَبَ لَهُ بِبَحْرِهِم أي جعله ملكا على بحرهم. وَقَالَ سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: «إِنَّ أُكَيْدِرَ دُومَةَ أَهْدَى إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» وعقد البخاري بابا سماه بَابُ الهَدِيَّةِ لِلْمُشْرِكِينَ فذكرفيه: وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {لاَ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ، وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ} [الممتحنة: 8] حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: رَأَى عُمَرُ حُلَّةً عَلَى رَجُلٍ تُبَاعُ، فَقَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ابْتَعْ هَذِهِ الحُلَّةَ تَلْبَسْهَا يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَإِذَا جَاءَكَ الوَفْدُ؟ فَقَالَ: «إِنَّمَا يَلْبَسُ هَذَا مَنْ لاَ خَلاَقَ لَهُ فِي الآخِرَةِ»، فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهَا، بِحُلَلٍ، فَأَرْسَلَ إِلَى عُمَرَ مِنْهَا بِحُلَّةٍ، فَقَالَ عُمَرُ: كَيْفَ أَلْبَسُهَا وَقَدْ قُلْتَ فِيهَا مَا قُلْتَ؟ قَالَ: «إِنِّي لَمْ أَكْسُكَهَا لِتَلْبَسَهَا تَبِيعُهَا، أَوْ تَكْسُوهَا»، فَأَرْسَلَ بِهَا عُمَرُ إِلَى أَخٍ لَهُ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ قَبْلَ أَنْ يُسْلِم.

كما أمرنا الإسلام ببذل السلام لهم فقد عقد البخاري بابا في صحيحه بعنوان: باب “إفشاء السلام من الإسلام” فذكر فيه : وقَالَ عَمَّارٌ: “ثَلاَثٌ مَنْ جَمَعَهُنَّ فَقَدْ جَمَعَ الإِيمَانَ: الإِنْصَافُ مِنْ نَفْسِكَ، وَبَذْلُ السَّلاَمِ لِلْعَالَمِ، وَالإِنْفَاقُ مِنَ الإِقْتَارِ”

وذكر حديث حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الخَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الإِسْلاَمِ خَيْرٌ؟ قَالَ: «تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلاَمَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ».

بعض الأخلاق التي أمرنا بها الإسلام مع الغير

ثم إذا جئنا للحرب فالإسلام لا يحارب إلا في حالة التعدي والعدوان علينا كما قال ربنا تبارك وتعالى:” إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون” وهؤلاء المحاربون أمرنا الله تعالى بالتخلق معهم بأخلاق الإسلام وطبائع الفرسان

النبي صلى الله عليه وسلم في كل حروبه كان يحرص على:

  • لا يحارب النبي صلى الله عليه وسلم إلا إذا فرضت عليه الحرب والغزوات الكبرى في الإسلام خير دليل على هذا.
  • كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يترك فرصة للصلح إلا وأخذ بها وصالح المشركين, وقد عقد البخاري في الصحيح بابا بعنوان باب “الصلح مع المشركين” فذكر فيه حديث وَقَالَ مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: صَالَحَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المُشْرِكِينَ يَوْمَ الحُدَيْبِيَةِ عَلَى ثَلاَثَةِ أَشْيَاءَ: عَلَى أَنَّ مَنْ أَتَاهُ مِنَ المُشْرِكِينَ رَدَّهُ إِلَيْهِمْ، وَمَنْ أَتَاهُمْ مِنَ المُسْلِمِينَ لَمْ يَرُدُّوهُ، وَعَلَى أَنْ يَدْخُلَهَا مِنْ قَابِلٍ وَيُقِيمَ بِهَا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، وَلاَ يَدْخُلَهَا إِلَّا بِجُلُبَّانِ السِّلاَحِ السَّيْفِ وَالقَوْسِ وَنَحْوِهِ، فَجَاءَ أَبُو جَنْدَلٍ يَحْجُلُ فِي قُيُودِهِ، فَرَدَّهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: ” لَمْ يَذْكُرْ مُؤَمَّلٌ، عَنْ سُفْيَانَ: أَبَا جَنْدَلٍ، وَقَالَ: إِلَّا بِجُلُبِّ السِّلاَحِ “

كانت غزوات النبي صلى الله عليه وسلم لتأديب القبائل

  • كانت غزوات النبي صلى الله عليه وسلم أكثرها لتأديب القبائل فلم يكن يحرص على سفك الدم ولذلك نجد في أكثر غزوات النبي صلى الله عليه وسلم أن متن الروايات فيها تنتهي بقول: “ولم يلق كيدا” أي لم يجد محاربين حدث هذا في غزوة الأبواء وهي أول غزوات النبي صلى الله عليه وسلم وأيضا في غزوة بواط, أو تنتهي الغزوة بقوله: ففروا وتركوا ديارهم, أو ففروا على رءوس الجبال كما حدث في غزوة بني سليم وفي غزوة بني لحيان أو في غزوة دومة الجندل أو ذي امر, وهذا يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسمح للعيون ان تترصده وتعرف وجهته حتى يتحاشوا الحرب وقال النبي صلى الله عليه وسلم:” نصرت بالرعب مسيرة شهر” مع أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يعمي الخبر ويفاجيء الأعداء في ديارهم فإنه يفعل ذلك كما في غزوة خيبر وفي فتح مكة.والبخاري أشار إلى هذا في حديث حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَفَلَ مِنَ الحَجِّ أَوِ العُمْرَةِ – وَلاَ أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ الغَزْوِ – يَقُولُ كُلَّمَا أَوْفَى عَلَى ثَنِيَّةٍ أَوْ فَدْفَدٍ: كَبَّرَ ثَلاَثًا، ثُمَّ قَالَ: «لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ سَاجِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ، صَدَقَ اللَّهُ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ»، والتكبير من معانيه هنا أن
  • تسمع الآذان التي لا ترى الركب فينقلوا الخبر للحذر.
  • كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بعث سرية قال لهم:” اغزوا باسم الله ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليداولا امراة ولا شيخا فانيا ولا تقطعوا شجرة إلا أن تضطروا إليها”” , وفي حديث البخاري أيضا”حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَخْبَرَهُ: أَنَّ امْرَأَةً وُجِدَتْ فِي بَعْضِ مَغَازِي النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقْتُولَةً، «فَأَنْكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَتْلَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ»”.
  • بلغ عدد القتلى والشهداء حوالي ثلاثمائة وقيل أقل وقيل ألف قتيل و شهيد وهذا يدل على حرص النبي صلى الله عليه وسلم على عدم الحرب والسفك, وإذا قارنا هذا بعدد قتلى الحرب العالمية الثانية وحدها فنجد أنها بلغت في بعض الإحصائيات ثمانية وسبعين مليونا, كما أن قتلى الغزوات كانوا إلا قليلا من الرجال المحاربين أما قتلى الحروب فأكثرهم من الصبية ومن النساء ومن الشيوخ ومن العجزة, وهذه الأخلاق الإسلامية حتى في الحرب جعلت غير المسلم يدخل في دين الله تعالى لأنه كان ينظر إلى صنيعه هو في الحرب وإلى صنيع المسلم في الحرب فيعلم أنه يقتل العجزة والمسلم لا يفعل ويعلم أن يحرق والمسلم لا يفعل ويعلم ان يمثل بالجسد والمسلم لا يفعل كل ذلك جعل حتى الأعداء يعلمون من خلال حربنا أننا أمة الأخلاق ولذا دخلوا في دين الله أفواجا. والحمد لله رب العالمين

فيديو مقال أخلاق الإسلام مع الأعداء في السلم والحرب

 

أضف تعليقك هنا