من الملاحظ أن قضية الأبراج والتوقعات الفلكية تتصدر الجرائد والصحف المحلية والعالمية, بما تخبر الناس عن ما تسير إليه حياتهم, من فقر وغنى وبلاء ورخاء وغيرها من هموم الدينا, وهناك بعض الناس اخذ ممن يتصدرون لهذا العلم نموذج يتابعون حياتهم عليه, مما يصاب بعضهم بحالة نفسية ما تؤدي به الاكتأب والتأزم النفسي, وهذا بحد ذاته هو الابتعاد عن الخط الألهي الذي بيده ادارة شؤون العباد وهو الادرى بما تسير له حياتهم.
استفتاء قُدم للمرجع السيد الصرخي “حكم الأبراج الفلكية”
وفي استفتاء قدم للمرجع السيد الصرخي بهذا الخصوص, كان جوابه مفصلاً يستفيد منه الجميع صاحب تلك التوقعات ومن يسمع لهم , جاء في الاستفتاء…
حكم الأبراج الفلكية
س/ ما هي الأبراج وما هو الحكم فيها وهل ما ينشر بها صحيح أم أنه نوع من التكهن أو السحر أو غيره من هذه الأمور ؟
- بسمه تعالى :
الظاهر إن المراد هو التنجيم وهو الإخبار عن الحوادث في عالم العناصر من الموت والمرض والصحة والفقر والغنى والرخص والغلاء والحر والبرد ونحوها استناداً إلى الإختلاف في الكيفيات الخاصة للأجرام والكواكب العلوية وإلى الاختلاف في حركة وسير الكواكب والأفلاك وفي المقام.
نذكر بعض الحالات:
- إذا أعتقد أن للأفلاك نفوساً وأنها متحركة وحركتها إرادية اختيارية وأنها مؤثرة في عالم العناصر والموجودات الممكنة وإنها مستقلة في التأثير وأن الله تعالى بعد خلقها أنعزل عن التصرف في مخلوقاته . فمثل هذا الاعتقاد على خلاف ضرورة الدين وصاحبه كافر لكونه منكراً للصانع .
- إذا أعتقد إن للأفلاك نفوساً وأنها متحركة وحركتها إرادية اختيارية لكنها واسطة وطريق لوصول الفيض الإلهي وليست هي المؤثرة على نحو الاستقلال في عالم العناصر ليلزم منه إنكار الصانع . ومثل هذا الاعتقاد مخالف للشرع لأنه تكذيب للنبي-صلى الله عليه وآله وسلم- ويحكم بكفر صاحبه . لا الظاهر من الروايات بل حتى الآيات أن حركة الأفلاك ليست اختيارية بل قسرية وتكون حركتها بمباشرة الملائكة .
وقد ورد (( في الوسائل/ جزء 2/ باب 14)) عن عبد الملك بن أعين قال : قلت لأبي عبد الله-عليه السلام- إني قد ابتليت بهذا العلم فأريد الحاجة فإذا نظرت إلى الطالع ورأيت الطالع الشر جلست ولم أذهب فيها وإذا رأيت الطالع الخير ذهبت في الحاجة.
فقال-عليه السلام- : (أتقضي ؟) , أي أتقضي حاجتك ؟
قلت : نعم .
قال-عليه السلام- : أحرق كتبك .
علم النجوم
وقد ورد (( في الوسائل/ الجزء 2- وفي مرآة العقول / الجزء 4)) في احتجاج الإمام الصادق-عليه السلام- على الزنديق . إذ قال الزنديق للإمام-عليه السلام- : فما تقول في علم النجوم ؟ قال-عليه السلام- : هو علم ٌ قلّت منافعُه وكثرُت مضاره , لأنه لا يدفع به المقدور ولا يتقي به المحذور , إن أخبر المنجم بالبلاء لم ينجه التحرز من القضاء , وإن أخبر هو بخير لم يستطع تعجيله وإن حدث به سوء لم يمكنه صرفه . والمنجم يضاد الله في علمه بزعمه أنه يرد قضاء الله عن خلقه .
ومما يؤسف له إن ارتباط العديد من الأشخاص المحسوبين على الدين ومن المؤمنين بهذه الأعتقادات الباطلة بل يشيعونها بين الناس حيث الإضاعة للوقت والأعلان عن الأرتباط الغيبي بالخالق-جل جلاله- ، نسأل الله تعالى الهداية لنا ولهم .)) انتهى استفتاء المرجع.
وفي قرأة الاستفتاء اعلاه وما فيه من ادلة شرعية من روايات عن اهل بيت الرسول_صلوات الله عليهم اجمعين_ انه يجب على من يتصدر لهذه التوقعات ان يتركها ويترك الحكم لله لانه ان قال وان لم يقل فلن يغير شيء من قدر الله وحكمته في تربية العباد, لان الكلام بالتوقعات سيجعل الناس في تيه وتبتعد عن الله وتلجأ لناس لايضرون ولا ينفعون.