دوام الكراسي على طول من سبيل المحال
أقول لكل من اختار رجلاً بحرية العقل
أن يقبل النتائج مهما كانت وعليه أن يقبل
فالباي اختار الزعيم المناضل الثائر على الاحتلال
فخذل بورقيبة الباي العجوز ومن حقه أن يخذل
ولولا الزعيم الوطني الفذ بورقيبة المناضل
لتواصل حكم البايات وتواصل أحفاد اسطنبول
أعمال “بورقيبة” عند استلامه الحكم في تونس
فبورقيبة أول رئيس تونسي حكم البلاد بالمعقول
وأول من حرر الأنثى وكسر الأغلال
وأول من أسس بيوت العلم حتى فوق قمم الجبال
وستظل تونس وفية للمناضل وأحرار رجال دولة الاستقلال
وللتاريخ أقول بورقيبة مع نرجسيته والتغول
قاد الأمة التونسية كما كان يقول بالعقل والتعقل
الا أنه لم يورث الحبيب الابن المدلل
فالدولة عنده قبل الرجل وصان الاستقلال
لهذا نجح بورقيبة و إن كان تغول فقد حفظ الكل
فلا جدال لا جدل ولا تجاذب ولا باطل
و إن كانت الأيام ترحل بقانون العدل المتداول
مصداقاً للقائل: وتلك الأيام نداولها بين الناس والله صادق في الأقوال
فهل أصاب بورقيبة في اختياره للزين أم تباطل؟
وقرار الرئيس لا يقبل الجدال وتفاءل
شاب جميل وأمني متميز عليه عول
عول على ابن علي ليستبد على الشيوخ الأفاضل
بورقيبة الوطني تغول لمنع التغول وهكذا علل
فتغول على الحكم الرجل كغول على الكل
و هذا حال من تغول على الباي وتلك سنة التداول
تحمُّل الزعماء الإهانة في سبيل الحفاظ على الكرسي
لو تنازل الزعيم برجولته لكان أفضل
وطبع الحاكم العربي الرحيل إما بالموت عند الأجل
أو الهروب بالذل أو بالقتل و الاغتيال
ونصيحتي لكل رئيس لتونس في المستقبل
أن يرحل بالعز حتى يخلده التاريخ و يبجّل
فدوام الكرسي على طول من سبيل المحال
و اللبيب بالإشارة يفهم وضربت لكم الأمثال
و لا مبدل لكلمات الله وتونس سوف تتبدل للأفضل
ولن يبدلها إلا سياسي كهل قيل باراً وقيل خذل
ولله الحكم الأزلي الموصول ولكل حاكم يوماً زوال ولكل كتاب أجل