من هي “داعش”؟
دولة داعش القدسية وما أدراك ما هذه الدولة الحديثة العهد في ظاهرها و المتجذرة بعمق التاريخ في خفاياها، فقد يظن البعض أن هذه الدولة التي تدعي القداسة هي من مستجدات العصر، و قد ينخدع بهذا الأسلوب الملتوي السذج و الجُهال فهم يسقطون ضحية للشعارات المفبركة لأتباع الدولة لأنهم لا يملكون المقدمات العلمية المطلوبة في فهم حقيقتها، ولا يستطيعون تميز ماهية الاستيراتيجية القائمة عليها.
فقد أثبتت الأيام و الحوادث أن هذه الغدة السرطانية الفتاكة تقف خلفها قِوى الاستكبار و الاستعباد العالمي خاصة صاحبة النفوذ الأوسع على وجه المعمورة بالإضافة إلى أذنابهم عبيد الدولار و الدرهم وكل مَنْ يعتاشون على فضلات موائدهم النتنة، و لكي نبرهن للقارئ اللبيب أن دولة تنظيم داعش لا يحفظون حرمة الأماكن المقدسة و لا حتى حرمة الإنسان، وهذا ما سيكون من خلال ما تناقله المؤرخون في القرون المتقدمة.
ديننا يدعو إلى تكريم النفس الإنسانية وعدم إراقة الدماء
فديننا الحنيف وقرآنه المجيد و سنة الأنبياء جميعاً و الخلفاء الراشدين و الصحابة الكرام السابقين و أئمة المذاهب الإسلامية جمعاء دائماً ما كانوا يدعون إلى احترام النفس المحترمة و عدم إراقة الدماء، أيضاً كلهم كانوا وما يزالون و كذلك الموروث عنهم أنهم لا يجيزون انتهاك دور العبادة و الأماكن المقدسة المخصصة لأداء شعائر العبادة و الطقوس الدينية و بأي شكل من الأشكال فهي عندهم من الخطوط الحمراء التي لا يجب عدم المساس بها أو حتى التعدي عليها.
فحينما وقعت الموصل تحت قبضة تنظيم الدولة فقد عاشت هذه المدينة على صلصل البنادق ورائحة الموت التي فاحت من جميع الاتجاهات فيها، فيا ترى هل أصحاب الدولة الداعشية المقدسة اليوم و قادتهم و أئمتهم بالأمس ساروا على هذا النهج القويم؟ وهل جعلوا تعليمات السماء في هذا الخصوص نصب أعينهم فاهتموا بتشييدها و بناءها و إظهارها بأبهى صورة أمام الوافدين للتشرف بزيارتها أو أنهم زرعوا المتفجرات و العبوات المدمرة و نسفوا أبنيتها من الأصل و جعلوها كالرماد التي تذره الرياح ليل نهار؟.
علينا إجلال واحترام المقدسات الدينية
فهذه مراقد الأنبياء كشعيب إبراهيم و يونس و شعيب و شيت و جرجيس و غيرها من مراقد الأولياء الصالحين أمثال مرقد تحت ذرائع واهية و بدع و شبهات ما أنزلت السماء بها من سلطان فأين هم من التاريخ وما سجله من اهتمام كبير صدر من الأنبياء في احترام دور العبادة و لمختلف الأديان ( لا إكراه في الدين ) و كذلك من حث و تبليغ و إرشاد بضرورة صيانة حرمة الإنسان و بغض النظر عن انحداره المذهبي لأن البشرية كلها من آدم و آدم من تراب.
فعلينا أن نحترمهم و نحترم آرائهم و نجل مقدساته و نجادلهم بالحُسنى أو بالتي هي أحسنُ عند المجادلة و الحوار العلمي و المناظرات العلمية وعلى هذا المنهاج المستقيم و الصحيح فقد دأب الصرخي الحسني على تطبيقه واقعياً بالقول و الفعل، ونجد صدى تلك الحقيقة واضح في تعليقه على أفعال أتباع الدولة القدسية لتنظيم داعش حينما يُرسلون الخمر و أدوات القمار لعلماء و زهاد الإسلام بدل من العبادة الخالصة لله تعالى و توجيه الناس لها.
ما قاله الأستاذ الصرخي عن “داعش”
ففي المحاضرة (44) من بحوث تحليل موضوعي في العقائد و التاريخ الإسلامي في 19/5/2017 فقال سماحة الأستاذ : ( يستخف به و بالجامع و بالحرمات، يُرسل له الخمر و النرد و يقول : تلهى بهذه و اشتغل بها، ومع كل ذلك فإنها قدسية و تبقى قدسية و يبقى المُعظمُ خليفةً و إماماً و أمير مؤمنين و مفترض الطاعة !! و على الإسلام و المسلمين السلام ).
و ختاماً نطرح جملة من التساؤلات فإلى كل أتباع الدولة القدسية نقول: فِعال إمامكم و خليفتكم المُعظم هذا هل هو من تشريعات السماء ؟ من فعل الأنبياء ؟ من وحي القرآن المجيد ؟ من سنة نبينا الكريم ؟ من خُلُق الخلفاء الراشدين و الصحابة الكرام ؟.