دائما ما كانت المشاعر عائقاً في جل مسارات الحياة، قد تجدها ذات قيمة في بعض منها، لكن معظمها تتشكل منها منابع الألم، العلاقات تختلف لكن باختلافها لا يمكن أن تكون بنفس الهدف، الهدف الذي قد يجعل للمشاعر قيمة بين السعادة والألم، ذاك الألم الذي ينبع من إحدى التجربتين أحدها فاشلة والأخرى ناجحة.
العلاقات الاجتماعية حقل ألغام ما بين الحسن والشيء
الأمر معقد قليلاً أن تتسرع في شيء لا تظهر حقيقته إلا في مرحلة معينة منه أو في نهايته، هناك مفارقة يتميز بها كل من التسرع والنهاية، فأولهما يجعلنا نظهر ما نكنه لعدة أسباب في وقت وجيز، ثانيهما فيه حد لحقيقة الشيء، شيء معقد لدرجة الجنون فكيف لنا أن نتسرع في إظهار مشاعرنا لشيء لا تظهر حقيقته إلا في نهاية الأمر؟!
العلاقات حقل من الألغام يمكن أن يكون لك حظ في تجاوزه سالماً، لكن إن كان هذا الحظ مبني على أساس المنطق، وقد لا تنجى من أحد الألغام في حال كان حظك عاطفياً أكثر، السؤال الذي لا زلت أتربص إجابته هو: ما المغزى من العلاقات بين البشر؟، هذا في حال إن كانت ممكنة بطريقة غير الطرق الموجودة.
الحب لا يقبل الوسطية والاعتدال كغيره من المشاعر
أحد هذه العلاقات (الحب) هذا الضحية المسكين، اتخذ للتطور والبقاء للأبد، فسطره الأول الفضول والسطور الأخيرة تتعدد بين القبول وبين الرفض، بين الإلغاء وبين إضافة شيء فوق شيء لكن حقيقته كما قيل: أنه رهينة للجينات لكي تبقى للأبد، إذا كانت العلاقات تصلح بين البشر فعلينا أن نرى هل نحن نصح لها أو لا نصلح، فلا مكان للوسطية والاعتدال في هذا الأمر، فإن كنا نبحث عن السعادة فهي في وحدانيتنا بين التأمل في ذواتنا والتدبر في ما يحيط بنا.
يكفي أن تكون المشاعر خاضعة للفحص الذاتي العقلي النفسي
أنهي حديثي بقول الدكتور هاوس في المسلسل الشهير :”حين يتعلق الأمر بالعلاقات التي لم يجب أن تحصل (ومن المحتمل أن كل العلاقات يفترض ألا تحصل)، إن لم نُلغ آلام الآخر أو نهجّنها بالإفهام، يُشترط أن نلغي جذور أخطائنا على الأقل، أن نغير النمط جذرياً، أن نفهم أننا نصلح أو لا نصلح للعلاقات الاجتماعية بشكل إطلاقي، فلا مكان للوسطية والاعتدال بهذا الخصوص، وسكينتنا الذاتية في الوحدانية والتي يراها البعض ضعفاً أو مرحنا الوجودي والانخراط مع الآخر الذي يراه البعض تهوراً يجب أن نفهم أنهما ليسا موضوع حكم لأي شخص كيفما كان، يكفي أن يكونا صادقين متماشيين مع نتائج الفحص الذاتي للبنية العقلية والنفسية”.