ما أسباب ضعف عملية التعلّم ؟
مضى حوالي سنتان منذ عودة التعليم الوجاهي للمدارس وما زالت وزارات التربية والتعليم في العديد من الدول العربية تتحدث عن الفاقد التعليمي. هل الفاقد التعليمي هو فقد معرفي فقط لمفاهيم أساسية لمواد اللغة العربية واللغة الإنجليزية والعلوم والرياضيات؟ ما المرحلة أو المراحل التعليمية المتضررة من التعلّم عن بعد؟ ما سبب هذا الفقد؟ إلى أي مدى كان نجاح المنصات التعليمية المختلفة التي انتشرت في دولنا العربية؟ هل فكّر القائمون على هذه المنصات كيف يطوّعوا المادة أولا لتصلح أن تعطى عن بعد؟ هل ركّزوا على النوع قبل الكم؟ هل مايزوا التعليم؟ أسئلة كثيرة تطرح في هذا الموضوع لأن آثار الفقد ستستمر معنا لسنوات قادمة لأن طلابنا خسروا الكثير من المعرفة. من أين نبدأ؟ وكيف نعوّض هذه المفاهيم الأساسية لهذه المواد؟ من هم التربويون القادرون على وضع مادة مكملة لتسد النقص الحاصل على معرفة الطلبة؟ كيف نضمن أن المهم هو عملية التعلّم وتقييمها؟ كيف نختار أدوات التقييم المناسبة للفئات العمرية المختلفة؟
الموضوع شائك جدا وليس بالموضوع السهل، خاصة أننا أمام قطاعيين تعليميين: عام/حكومي وخاص. وفي النهاية هناك معرفة واحدة على جميع الطلبة اتقانها. ويجب أن لا ننسى أيضا العوامل المؤثرة على عملية التعلّم مثل الجانب النفسي والاجتماعي. لقد فقد عدد كبيرا من الطلبة شعور الانتماء والأمان للمكان أيضا وهو جانب مهمل حاليا من قبل الإداريين والمعلمين لأن التركيز على إعادة حشو المعلومات في رؤوس الطلبة مرة اخرى. ها نحن نعود من حيث بدأنا، لا أساليب واستراتيجيات حديثة تطبق حاليا ولا تقييم بناء يستخدم! وهل يكفي شهر فقط لتعويض الفاقد التعليمي؟ ما الحل أو الحلول لتعويض طلبتنا لما فقدوه من معرفة أساسية خلال فترة الكورونا وما بعد الكورونا؟
حلول مقترحة لسد النقص في عملية التعلّم وتعويض الفاقد التعليمي
- بناء منهج مساند ومساعد يستمر طوال العام الدراسي لجميع المواد وليس للمواد الأربعة الاساسية فقط
- التركيز على التمايز في الأساليب والاستراتيجيات المستخدمة في التدريس
- إعطاء المدرسين دورات مختلفة ومتنوعة في كيفية التعامل مع الطلبة لمرحلة ما بعد الكورونا
- التركيز على الجوانب النفسية والاجتماعية
- حفز الطلبة وتشجيعهم على التعلّم
- إشراك الطلبة في اختيار المعرفة التي تناسب عصرهم
- استخدام مهارات القرن الواحد والعشرين من تواصل وتشارك وتفكير إبداعي وحلول مبتكرة للمشاكل في التدريس
- التركيز عل المشاريع كأداة تعلّم عملية
- إشراك الأهل في عملية التعلّم
- التخطيط المناسب والمبتكر للدرس
- التركيز على النوع في المعرفة وليس الكم، بحيث لا تكون غاية المدرس إنهاء المنهج على حساب الفهم والاكتساب الصحيح للمعرفة
- استخدام التعليم الهجين بشكل دائم ومتوازن لأنه لا فصل للتعلم عن بعد واستخدام التكنولوجيا والمنصات حاليا
- تطبيق التكنولوجيا بتطبقاتها المختلفة والتي تخدم عملية التعلم وتضيف للطلبة، لا أن تكون مجرد مكمل أو عبء على الطلبة والأهل
- تطوير المنصات المستخدمة لتقدم الفائدة المطلوبة
كانت هذه بعض الحلول العملية للاستفادة القصوى من منهج الفاقد التعليمي بدلا من أن يكون مجرد أوراق عمل أوكتيبات لا تضيف او تثري العملية التعليمية.