التشابه بين قيادة السيارة وقيادة السوق
“كثيراً ما تعجبت من التشابه الشديد بين قيادة السيارة وقيادة السوق”، كثيراً ما أتأمل وأنا أقود سيارتي في أحد الرحلات تلك الخطوات التي أمر بها للتجهيز لتلك الرحلة، ثم أثناء قيادتي للمركبة في اتجاه الوصول إلى وجهتي المنشودة، وألاحظ هذا التشابه الشديد بين القواعد التي يلزم أن يتم اتخاذها قبل وأثناء قيادتي للمركبة، وبين تلك القواعد الواجب عليك اتباعها لتكمل رحلتك في مسار قيادتك التنافسية في سوق الأعمال بسلام ونجاح.
القواعد الخمسة التي تساعدك على النجاح أثناء رحلة التنافس في السوق
ومن هذا المنطلق فقد أحببت أن أضع بين أيديكم حزمة من القواعد التي سوف تساعدكم بإذن الله على النجاح والتفوق أثناء رحلتكم التنافسية لتصل إلى هدفك المنشود.
القاعدة الأولى: افحص سيارتك جيداً قبل الانطلاق في رحلتك.
الجميع يعلم أهمية ذلك خاصة في الرحلات الطويلة، إلا أن البعض يهملون ذلك الأمر حتى مع علمهم بخطورته. ومن غير الأمن ولا المناسب أن تنطلق في رحلتك بدون أن تفحص سيارتك، وتعرف حالتها وما بها من عيوب، وهل تلك العيوب ستعيق الانطلاق، وتستوجب الإصلاح أولاً، أم أنه يمكنك أن تنطلق مع أخذ بعض الاحتياطات والتدابير اللازمة؟.
هذا تماماً ما ينبغي عليك فعله قبل الانطلاق في طريق رحلتك في عالم الأعمال. ينبغي عليك فحص منظمتك، والوقوف على حالتها الحالية ونقاط القوة والضعف التي لديك، حتى يمكنك القيادة وفقاً لتلك المعطيات.
وانتبه جيداً:
“إن قيادة منظمتك في رحلة عالم الأعمال خلال طريق السوق التنافسية دون أن تقوم بفحص منظمتك ودراستها قد يسبب لك أخطاراً فادحة قد تؤدي إلى تدمير منظمتك تماماً أو إلحاق أضرار جسيمة يصعب إصلاحها”.
القاعدة الثانية: ادرس طريق الرحلة جيداً قبل القيام بها.
هذه القاعدة تأتي عقب دراسة وجهتك، وتحديد الهدف من رحلتك بوضوح (وضع خطة استراتيجية) حتى لا تضيع كل المجهودات المبذولة أثناء الرحلة نتيجة عدم وجود هدف حقيقي أو وجود هدف خاطئ منعدم القيمة.
طالما أنك حددت وجهتك جيداً، وأصبحت على يقين من أن تلك الوجهة هي التي سوف تحقق أهدافك عند وصولك إليها، أو أنها على الأقل محطة رئيسة ينبغي أن تصل إليها قبل أن تستكمل طريق الوصول إلى هدفك.
فإنه ينبغي عليك الآن أن تدرس طريق رحلتك جيداً، فقد يكون هناك أكثر من طريق، وقد يكون هناك طريق مختصر المسافة، أو طريق أطول لكنه أكثر أماناً أو أقل ازدحاماً. كما أن هناك طرق عليها اشتراطات خاصة محددة بشأن السرعة أو مجموعة من التعليمات الأخرى. يجب عليك أن تدرس جميع الطرق الممكنة التي تتيح لك الوصول إلى هدفك، وتحدد مميزات كل طريق وعيوبه وأهم المعالم الرئيسة على تلك الطرق والخدمات التي تيسر لك رحلتك.
هذا تماماً ما ينبغي عليك القيام به قبل البدء برحلتك في عالم الأعمال التنافسية، يجب أن تدرس جميع الطرق، فقد يكون أحد تلك الطرق أن تبدأ بشكل مصغر وعلى مستوى بسيط، وقد يكون إحداها أن تبدأ بقوة وعلى مجال واسع ومن خلال رأس مال ضخم، كما أن من دراسة تلك الطرق أن تلم بالقوانين والمحددات واللوائح والاشتراطات التي تفرضها الأنظمة المطبقة والأعراف السائدة. وهكذا قد تتعدد الطرق التى يمكن أن تسلكها والتي يجب عليك دراستها جيداً وتحديد أنسبها بالنسبة إليك وإلى إمكاناتك.
القاعدة الثالثة: انتبه فأنت لا تقود بمفردك.
أحد القواعد الأساسية التي يعلمها جميع من قادوا المركبات على اختلاف أنواعها وأشكالها، أنهم لا يقودون بمفردهم على الطريق. وأنه مهما كات طريقة قيادتك رائعة فإنك قد تتأثر بشكل سلبي بطريقة قيادة الأخرين.
هذا تماماً ما قد يحدث أثناء قيادتك لمنظمتك في عالم الأعمال التنافسية، فقيادتك الحكيمة وحدها ليست كافية، فسوق الأعمال قد يتأثر بأفعال وسلوكيات الآخرين على الساحة، خاصة المنظمات الكبيرة التي قد تعيد تشكيل آليات السوق بما يؤثر على أعمالك الخاصة.
والمطلوب منك أن تتحلى بقيادة متزنة ومرنة توازن بين ما خططت له من خطوات على طريق الهدف المحدد، وبين التأثيرات الناجمة عن أفعال وأساليب قيادة المنظمات الأخرى المؤثرة على سوق الأعمال التنافسية.
القاعدة الرابعة: لا تجعل طريقة قيادة الأخرين تؤثر عليك ، تحلى بالهدوء وتابع خطواتك نحو تحقيق الهدف.
أثناء قيادتك لمركبتك، قد تجد بعض القادة الأخرين يقومون بأفعال بعضها قد يصيبك بالضجر أو الملل بأن يقود سيارته بسرعة منخفضة للغاية مما يعوق تقدمك بدون سبب واضح، وبعضها قد يصيبك بالاستفزاز من خلال حركات ومناورات خطيرة وغير ذات جدوى، وبعضها الآخر قد يصيبك بالإعجاب نتيجة قيامهم بانطلاقات رائعة وقوية.
هذا تماما ما قد يحدث معك أثناء قيادتك في عالم الأعمال التنافسية، فقد تجد بعض المنظمات التي تعمل بأسلوب يعيق تقدمك أو يبطئ من وتيرته، وقد تجد منظمات أخرى قد تقوم بأفعال غير محسوبة قد تصيبها وتصيبك بالأذى، وقد تجد بعض المنظمات التي تقوم بانطلاقات مبهرة محققة نجاحات مدوية في عالم الأعمال.
لا تجعل كل ذلك يؤثر على خطواتك المرسومة إلا بقدر الالتفات السريع لتلك المنظمات للوقوف على أهم الدرووس المستفادة من تجاربها، واستخدامها في تجاوز ما يعيقك أو يعرقل مسيرتك، وفي اتخاذ التدابير الوقائية ضد من يلحق بك الأذى، وفي التعرف على مصدر القوة التي استطاعت به تلك المنظمات أن تحقق تلك الانطلاقات والنجاحات. وهذه القاعدة لا تعارض ولا تماثل القاعدة السابقة (انتبه فأنت لا تقود بمفردك) لكنها تتكامل معها.
القاعدة الخامسة: احذر القادمين من الخلف.
قد تفاجأ أثناء قيادتك بمركبات تأتي مسرعة من الخلف متجاوزة إياك مما قد يثير غضبك أحياناً، وتساؤلاتك أحياناً أخرى. فبعض من تلك المركبات قد تكون أصغر من مركبتك أو أقل فئة منها، وبعضها الأخر قد يكون أقوى وأعلى فئة من مركبتك.
تماماً هذا ما قد يحدث أثناء رحلتك في عالم الأعمال التنافسية، فقد تجد منظمات ناشئة كبيرة وقوية تخطوا بخطوات مسرعة متجاوزة إياك، وستجد أيضاً منظمات صغيرة ناشئة تتقدم بسرعة مفاجئة لتتجاوزك. لا تجعل هذا يربكك كثيرا، فدائماً القادمون من الخلف يملكون رؤية أوسع وحافز أقوى على الانطلاق مما يتيح لهم ولو بشكل مؤقت أن يتجاوزوك.
المهم أن تحاول بشكل دائم أثناء تطلعك إلى الأمام أن تراقب في المرآة من يأتي من الخلف، وأن تقوم بمراقبة تلك المنظمات الناشئة ووتتتبع خطواتها وإنجازاتها للاستفادة من ما تحمله من الجديد. كما ينبغي عليك أن تعلم جيداً أنه كما توجد منظمات خلفك، فهناك أيضاً من هم أمامك، ممن تتاح لك الفرصة أن تتفوق عليهم. حاول دراسة تجارب من يسبقونك ونقاط القوة والضعف لديهم حتى يمكنك تجاوزهم.