ما التسميات التي أطلقت على العيد؟
يقال في العيد بأنه أبو الفرح ويقال في عيد الحج بأنه العيد الكبير عند إخواننا في مصر ويقال في الخليج العربي بأنه عيد الضحية وسبب تسميته بهذا الاسم لأن هناك ضحيه مقترنه بالاسم والضحيه التي فرضت على المسلمين اقتداء بسيدنا إبراهيم حين فدى ابنه بالأضحيه ومن بعده ذريته المسلمين اقتدوا بهذا الحدث وخير من أكده هو سيد البشر ومشرع الأمة رسول الله اللهم صل وسلم عليه فقد ذبح خروفان اقتداء بفعل سيدنا إبراهيم وتأكيد لشريعته في الفديه عن ابنه هذا هو عيد الأضحيه أما الاسم الأصلح فهو عيد الحج وهذا العيد سمي بعيد الحج لأنه يأتي بكمال وتمام حج المسلمين إلى مكة المكرمه وإتمام حج وقضاء شعيره وهي ركن من أركان الاسلام لمن استطاع له سبيلا.
عظمة الحج في الإسلام
موضوع الحج هو هاجس كل مسلم في بقاع الأرض لا لشيء إلا لأنه مكان يجتمع فيه المسلمون من كل حدب وصوب وباختلاف لغاتهم والوانهم ملبين مكبرين طالبين ربهم بأن يغفر ذنبهم وأن يجمع شملهم سبب جوهري أن يلتفت العالم الإسلامي وغير الإسلامي لهذا الحدث العظيم في كل عام والسبب هو هجرة القلوب والأبدان من كل الأصقاع الى هذا المكان الذي رتب ووضع قواعده سيد الأمه الرسول الكريم محمد بن عبدالله صل الله وسلم عليه ففي آخر حجة حجها وضع قواعدها وكان مستشعر الرحيل سنة الله في خلقه لا يدوم ولا يستقر في هذي الارض إلا وجهه الكريم ففي الخطبته من كل عام كان يحجه يقول شيئاً يهم المسلمون ويحدث حجتهم
حجة الوداع ووفاة الرسول
اما في ما عرف بعد وفاته باسم حجة الوداع حيث قال: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا..) وقتها بكوا الصحابه وعرفوا بأن الرسول الحاضر بينهم ينبههم بأنه ميت في هذا العام القادم بعد أن أتم لهم دينهم وخطب لهم في حجة الوداع سنة الله ولن تجدوا لسنته تبديلا
مات الرسول بعد هذي الحجه ومن هنا دب الذعر والخوف عند المسلمين والصحابه خوفاً من الفرقه والضعف والاختلاف في من يتولى قيادة المسلمين بعده ومن هو القائد الذي يمكن أن يحل بعده لكن بعد الصدمه برز العقل عند الصحابه فالرسول اللهم صل وسلم عليه لم يولي أحد بعده لكنه لما أحس بالمرض وأدرك بأنه ميت قدم أبو بكر بالصلاة بالمسلمين وهذي رساله للخلافه بعده
كيف تلقى صحابة رسول الله خبر وفاته؟
ثم ماذا بعد هذا المرض الكل في صدمه الرسول يتخلف عن الصلاة وابو بكر يتقدم الامه هنا الصدمه خرجوا من حضروا للصلاة في مسجده وهم في دهشه لعله خير وكلهم رجاء ودعاء بأن يعود لهم رسولهم الذين أحبوه وهو أحبهم لكن ماذا بعد هذا الحدث الجلل وهو مفارقة رسول الامه من منبره الكل كانت أنظاره متجهه إلى خليفته أبو بكر بحكم أن الرسول زوج ابنته وأنه الوحيد الذي يقدر يأتيهم بالخبر الأكيد نعم دخل أبو بكر على فاطمه فأبلغته بأن الرسول مات وأن الله حي لا يموت، فكشف عن وجهه وقبله في جبينه وقال لن يذيقك الله الموتة مرتين نعم موتة الدنيا واحدة وحياة الآخره دائمه وكان الفاروق عمر بن الخطاب ينكر موت الرسول من حبهم له فقدوا عقولهم وأنكروا الموت هذا وهم صحابته رضوان الله عليه انها العاطفه وحب سيد البشر صل الله عليه وسلم، لكن الخليفه أبو بكر قال لهم في خطاب وجهه لهم بأن يتدبرون أمورهم ويثيبون إلى عقولهم “من كان يعبد محمداً فإن محمداً مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت” هنا إشاره واضحه إلى العقل والثبات فمن أفاق وآمن فهو على ملته ومن أنكر فقد خرج من الثوابت حيث قالوا بأن ولادته كانت الشمس أشرقت على أجمل حدث في تاريخ الكون حتى يبعث الله الأرض ومن عليها، والنبي صلى الله عليه وسلم مات يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول في العام الحادي عشر للهجرة النبوية الشريفة وهذا اليوم لم يُرَ أظلم منه.
نعم ضجت المدينه بالبكاء على رسولها وحبيبها محمد بن عبدالله لكن كان المفرض أن يتذكروا وقتها قوله تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} (آل عمران:144)” هذي هي سنة الحياه ثابته.
الخلافات التي توالت بعد وفاة الرسول
مات الرسول صل الله عليه وسلم وتولى القياده بعده أبو بكر وتلاه الصحابه من بعده حتى حدث الشقاق والخلاف في عهد عثمان بن عفان حيث حدثت حرب الرده فلم يعلن وفاته ودفنه حتى اختلفت الأمه وحدث الشقاق وسكب الدم وهذا الأمر لم يتوقف حتى يومنا هذا، هذا في عهد الصحابه ومن حضر الرسالة فما بالك اليوم في عهد الاختلاف والتشكيك في الدين والرساله ومحاولة إسقاط بعض الثوابت من العباده إنه زمن الاختلاف لاحول ولا قوة إلا بالله،
ما يهمنا اليوم هو الاختلاف الذي وقع من البعض في حج هذا العام المكتمل بحمد الله وقدرته بعد حادثة كورونا والذي لم يمنع إقامة الشعيره فيه رغم حبس الأمه ونزول كارثه مرضيه لم يعرفها البشر حيث توقفت حياتهم مجتمعين لكن القياده قررت استمرار الحج بإعداد مقدره وتكون كلها من الداخل وبفضل الله لم تمنع بل استمرت في القيام حتى أتى هذا العام وهو في نظر الجميع عام التمام والكمال فقد فتحت المطارات وسيرت الرحلات واستقبل الحجيج ملبين مكبرين في تزاحم حيث بلغ عدد الحجاج مجتمعين قرابة المليون حاج تمت الحجه بفضل الله لكن يجدر الإشاره هنا بأن المنشقون لم ينشقوا على عهد الرسول في حياته وبعد موته هم في استمرار إلى أن تقوم الساعه ويرث الله الأرض ومن عليها نعم.
استمرار موسم الحج رغم الخلافات والنزاعات
الاخوان والدواعش وأعداء الأمه من سقط الشعوب المندسون والممولون ممن كان يسعدهم إفساد الحج لم يستطيعوا التأثير في شق الفتنه من الداخل بل رتبوا وعملوا أعداء السلام الفرس ومن يقع على شاكلتهم حاولوا إثارة الفتنه من الحاج نفسه حاولوا التأثير عليه إعلامياً بحكم أن العالم الآن قريه واحدة والحاج يخاطب أسرته في صوت وصوره من مشعر عرفه نقول حاولوا التأثير بالقدح في خطيب عرفه لكن لم يؤخذ لهم حساب ولا اعتبار والحمد لله استمرت المسيره وقافلة الحج ونجح الحج كانت الخطبه تنبذ العنف وتدعو للإسلام وتوحيد الصف وإنكار الباطل وإحقاق الحق ونصرة المظلوم من المسلمين في كل شعوب العالم
في المقابل حيث صادف هذا العام الوقوف في عرفه يوم الجمعه وهو اليوم الذي خطب فيه الرسول صل الله عليه وسلم خطبة الوداع، كانوا يخطبون في مساجدهم ويحثون على الكراهيه ويشككون الحجاج في حجهم يطلبون من الحجاج البقاء في مخيماتهم وأن لا يحضروا الخطبه في مسجد نمره، كانت أمنيه لهم ماذا حدث خلاف كل ما عملوا من أجله شاهدنا الأبواب تفتح بالتزاحم الشديد والتسابق لاحتلال مواقع متقدمه في الصفوف الأماميه من المسجد، لقد استمع العالم الإسلامي لخطبة عرفة فكانت من اجمل الخطب موضوعاً والقاء لغة واضحه وصوت قوي وجوهر هادف
نعم خيب الله امالهم وخططهم وما حدث في عرفه لن يتوقف فهم ملونون سوف يستديرون الى موضوع آخر لعلهم يجدون منفذ لخراب الشعوب وتدمير الممتلكات وفقد الامن واثارة الرعب كما حصل أنهم بكل صدق ادوات الفرس وعبيد الشيطان في طهران وغير طهران وللعلم ملالي طهران ناقلة شياطين العالم يوجهونهم وهم يظهرون العداء والحب المبطن من الداخل لأنهم يخدمون مصلحه والعالم مصالح، نشكر الله أن خيب آمالهم وأن أتم حج الحجيج في أمن وسلام خصوصاً إذا عرفنا بان هذا الحج هو اول حج مفتوح مكتمل بعد حادثة كورونا.
العيد هو فرحة وأمنيات ودعوات مستجابة
الأمر الاخر هو استقرار وامن وفرحة العيد لكل شخص ففي يوم عرفه كلاً اطلق دعواته وامانياته فمنهم من يطلب الشفاء لمريض يحتويه ومنهم من فقد عزيز يغليه ويطلب له الرحمه وأن يجتمع فيه، أما أنا على المستوى الشخص فكانت ذاكرتي حاضره متقلبه بين الامنيه، والحسره، والدعاء، فالدعاء كان موجه لوالديي وكافة المسلمين عامه وأن يصلح الله أحوال عباده المسلمين وأن يديم علينا امننا واستقراننا وأن يعيد للأوطان استقرارها التي تضررت من المفسدين
وأما الحسره فهو على انحصار الزمن وتبدل النفوس وتغير الأحول بين الأمس واليوم ومشاهدة الحياة تتقلب من وقت إلى آخر نفقد العزيز ونلاحظ الاختلاف بين الناس إن لم يكن مباشر فهو تبدل نظره ووجوه أو خطاب في تقنيه وغيرها
أما الأمنيه فهو طلب من الله وهو ما لحيت به لعل الرب أن يستجيب أن يجمعني بمن احب جميعاً ومنهم “أمي”نعم أقول أمي التي ملكت قلبي حيه ميته تذكرتها وهي توصي وتحرص على إقامة شعيرتها لها ولوالديها بكل معنى كلمة حرص كانت سعادتها وهي تشاهد وتسمع بان أضحيتها توزع على الفقراء والمساكين رحمك الله يا أمي كنت سيده عابده ممتثله تزرعين الخير وتدركين الفضيله وتمتثلين لقدر الله كنت وعاء أحداثي وفرجة همي وتسلية ضيقة صدري كنت هجرتي إليك في هذي الدنيا الفانيه.. نعم تذكرتك صباح هذا العيد بكل لهفه وشوق رحمك الله وجعل الارض التي تحتويك لك نعيم وتراب من تراب الجنه تتمتعين بنعيم الاخره أثق بان الله لن يضيع عملك وفضلك اثق بملك الملوك بأنه يعرف عباده المحسنين وأحسبك عند الله من خير سيدات الأرض.. اللهم تجاوز عنها وعن أمواتنا وأموات المسلمين مجتمعين.. بقي أن اقول الحمدلله بان أكرمنا بحضور هذا العيد في بلد آمن تمت فيه كل أحداث الخير.. وكل عام وأنتم بخير.