بقلم: الإعلامية حفصة عثمان
برّ الوالدين هو أقل و أبسط شي ممكن أن يقدمه الأبناء إلى والديهم، وبر الوالدين ليس مجرد شيء يقدم للوالدين، بل بر الوالدين هو واجب على كل ابن، لا يوجد في هذه الدنيا شيء يمكن أن يفي في حق الوالدين، و واجب بر الوالدين هو أقل شيء يمكن إن يقدمه الابن لهم.
ما معنى برّ الوالدين؟
برّ الوالدَين هو: ما يؤديه الأبناء تجاه والدَيهم من ردّ الجميل والمعروف لهم، وبَذْل كلّ ما في الاستطاعة والقدرة، وطاعتهما في كلّ ما يأمرَان به، إلّا فيما يُغضب الله -عزّ وجلّ-،[١] ويُعرّف البرّ في اللغة بأنّه: الزيادة والمبالغة في الإحسان والطاعة والعطاء والبَذْْل.[٢] وعكسه العقوق؛ وهو: عدم أداء حقوق الوالدَين، والإساءة إليهم، فبرّ الوالدَين يشمل الوفاء والإحسان إليهما، بالأفعال، والأقوال، والسرائر؛ امتثالاً لأمره -تعالى-، وتقرّباً منه، وطمعاً في نَيْل رضاه وجنّته، قال -تعالى-: (وَقَضى رَبُّكَ أَلّا تَعبُدوا إِلّا إِيّاهُ وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا إِمّا يَبلُغَنَّ عِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُما أَو كِلاهُما فَلا تَقُل لَهُما أُفٍّ وَلا تَنهَرهُما وَقُل لَهُما قَولًا كَريمًا).[٣][٤]
قيمة برّ الوالدين في الإسلام
إن بِرَّ الوالدين هو أقصى درجات الإحسان إليهما. فيدخل فيه جميع ما يجب من الرعاية والعناية، وقد أكد الله الأمر بإكرام الوالدين حتى قرن الله سبحانه وتعالى الأمر بالإحسان إليهما بعبادته التي هي توحيده والبراءة عن الشرك اهتماما به وتعظيما له. من روائع الدين الاسلامي تمجيده للبر حتى صار يعرف به، فحقا إن الإسلام دين البر الذي بلغ من شغفه به أن هون على أبنائه كل صعب في سبيل ارتقاء قمته العالية، صارت في رحابه أجسادهم كأنها في علو من الأرض وقلوبهم معلقة بالسماء وأعظم البر (بر الوالدين) الذي لو استغرق المؤمن عمره كله في تحصيله لكان أفضل من جهاد النفل يتكون هذا اللفظ من شقين فلنأخذ كل شق على حده.[1]
ومما يعين على بر الوالدين أن يستعينَ الإنسانُ بالله، وأن يستحضر فضائلَ البر وعواقبَ العقوق، وأن يستحضر فضل الوالدين، وأن يضع نفسه موضعهما، وأن يقرأ سير البارين بوالديهم. عقوق الوالدين ذنب عظيم، وكبيرة من الكبائر، فهو قرين للشرك، وموجب للعقوبة في الدنيا، وسبب لرد العمل، ودخول النار في الأخرى
فضائل برّ الوالدين
من فضائل بر الوالدين نذكر: أنّ برّ الوالدين طاعة لله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام، والدليل قوله تعالى: ( وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا )[الأحقاف:15]. طاعة الوالدين وبرّهما من أسباب دخول الإنسان الجنة، فعن أبي هريرة عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (رَغِمَ أَنْفُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ قِيلَ مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا فَلَمْ يَدْخُلْ الْجَنَّةَ) [صحيح مسلم] طاعتهما واحترامهما من أسباب المحبّة والألفة بين الوالدين والأبناء. برهما شكر لهما، كونهما سبب وجود الأبناء في هذه الدنيا. احترامهما وبرّهما سبب لبرّ الأولاد لوالديهم مستقبلاً.
آداب التعامل مع الوالدين
من الآداب الطاعة والإحسان للوالدين بالمعروف، وخفض الجناح لهما. الفرح والسرور بأوامرهما، ومقابلتهما بالترحاب. المبادرة بالسلام عليهم وتقبيل رؤسهم وأيديهم. التوسعة لهما في المجالس والجلوس أمامهما باحترام وأدب وعدم رفع الصوت عليهما. مراعاة تقديم المساعدة لهما في أعمالهما. الرد عليهما بسرعة وتلبية النداء. عدم مد اليد للطعام قبلهما. المشي أمامهما في الليل وخلفهما بالنهار احتراماً لهما وخوفاً عليهم. إصلاح ذات البين بينهما في حال اختلفاء على أمر ما. العمل على ما يسرّهما حتى لو لم يطلباه. عدم لومهما أو تعنيفهما. الدعاء لهما في حياتهما وبعد مماتهم.
كيف يكون برّ الوالدين بعد وفاتهما؟
كيفيّة برّ الوالدين بعد موتهما، فقال: ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سأله سائل: هل بقي من بر أبويَّ شيء أبرهما به بعد وفاتهما؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «الصلاة عليهما والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما» (شاهد فيديو موقع مقال على اليوتيوب).
بقلم: الإعلامية حفصة عثمان