عمل الفلسطينيون بكل امكانياتهم على توفير البيئة الخصبة لاستمرار المسيرة الكبرى, حيث بدا جلياً من تناسق العمل بين مكونات المجتمع الفلسطيني, حيث عملت الطواقم الطبية وفرق المتطوعين على حماية المتظاهرين السلميين وتقديم الخدمة الطبية لهم رغم نقص المعدات والمستلزمات الطبية نتيجة الحصار الصهيوني المتواصل, وعقوبات السلطة تجاه غزة, ولعب الصحفيون ووسائل الاعلام دورا كبيرا في تسليط الضوء على فعاليات المسيرة ونشرها عبر كل الوسائل المتاحة ما شكل رأي عام محلي ودولي للتعاطف مع الحق الفلسطيني, وفرق البلديات التي هيئت مخيمات العودة ووضعت بها الاحتياجات اللوجستية التي ساعدت على البقاء في المخيمات لأطول وقت ممكن والتكيف مع كل الظروف المحيطة, واستمرت شخصيات ونخب فلسطينية وشيوخ القبائل والمخاتير في التحشيد لفكرة المسيرة التي خرج بها الفلسطينيون بالآلاف منذ اللحظة الأولى, ما يدلل أن الكل الفلسطيني سعى ومازال على تعزيز فكرة المسيرة ونشرها.
عام على المسيرة السلمية
عام كامل من الكر و الفر على الحدود، عام كامل نجح به الشباب الثائر باستحداث وسائل و أدوات شعبية متعددة، لمواجهة بطش العدو الصهيوني، عام كامل توجع به العدو وأربك صمود الغزيين حساباته, عام كامل لاتزال بعده مسيرات العودة وكسر الحصار في حيوتها وفاعليتها, مسيرة العودة انطلقت لتبقى لتؤكد المقولة الشهيرة أن الفكرة لا تموت, ورغم الاعداد الكبيرة من الشهداء والجرحى في المسيرة السلمية إلا أنها بقيت مستمرة وشامخة وعزيزة يملأها أناس تمسكوا بحب الوطن والدفاع عنه, أطلق ثوار غزة وحدات الكوشوك وقص السلك والليزر ومكافحة الغاز، ثم أبدعوا في البالونات الحارقة والتي طورها لتحمل مواد متفجرة تحكي عن الشوق للوطن, ليسطروا مجدا جديدا بوحدة الارباك الليلي التي قضت مضاجع العدو وجعلته يلعن اليوم الذي احتل فيه فلسطين, وقام على حدود غزة الثائرة.
معركة الاستنزاف الشعبية
حرب استنزاف اذن بين رابع أقوى جيش في العالم كما يصنف, وبين شعب أعزل همه أن يعيش بأمان وبكرامة على أرضه, هذه المعركة التي لا تزال مستمرة أعادت الاعتبار للقضية الفلسطينية وأكدت أن الحق لا يضيع طالما وراءه مطالب, عام كامل مر بحلوه ومره, حلوه أن الشعب تمسك بأرضه وخيار مقاومة العدو لاسترجاعها رغم كل المحاولات البائسة وزعزعة أمن غزة لثني الفلسطينيين عن المشاركة بالمسيرة, ومره أن عددا من أحرار غزة رحلوا عن الدنيا وأصيب عدد أخر لكن عزاءنا بالطبع ان قتالنا في الجنة وقتالهم في النار.
نجاح المسيرة
مسيرات العودة الكبرى التي اشتعلت في الثلاثين من مارس عام 2018, أظهرت قدرة فائقة للشباب الفلسطيني الثائر على إشعال الميدان, وتطوير أدواتهم وإرعاب المستوطنين من قاطني منطقة ما يسمى بغلاف غزة, كما أن المشاركة في المسيرات كانت حاشدة وعملت على جمع كل فئات الشعب الفلسطيني, حيث يشارك كبار السن الذين يعززون حب الوطن في نفوس الصغار, والشباب الذين يدافعوا عن وطنهم بكل ما يملكون, والفتيات والنساء اللواتي عملن على تشجيع الرجال والشباب على الاستمرار في المسيرة حتى تحقيق أهدافها كاملة, , حتى نجحت مسيرة العودة الكبرى على جمع الفلسطينيين في اطار وطني عام مدافع عن أرضه متمسك بحقه العادل الذي كلفه القانون الدولي.
غزة لاتزال تقاتل
اذن القتال على أرض غزة التي هي رمز العزة والكرامة, هي من وقفت سداً منيعاً أمام بطش العدو وأعوانه, هي من قاتلت ولاتزال رغم قلة الامكانيات والحصار, هي من رفضت ذل التنسيق الأمني وقالت لمن يعتبره مقدساً “ارحل”, هي من علمت ثوار العالم كيف الحجر يصبح سلاحاً قوياً أمام عدو ظن نفسه يوما بأنه لا يقهر, غزة التي شعبها تمسك بخيار المقاومة وصبر على الجوع والألم من أجلها, لأنه يدرك بدونها لا حياة ولا كرامة, باختصار غزة لا تستحق إلا شعبها الصامد الذي يفخر بها ويدافع عنها بكل ما أوتي من قوة, فكل التحية للشعب المعطاء والمقاومة الباسلة التي لا تزال تضغط على الزناد, وعلى العدو ان يفكر جيدا قبل المساس بغزة وإن عدتم عدنا.