هل هناك عيد أضحى آخر؟
جميع المسلمين في العالم لديهم عيد أضحى واحد، ينحرون فيه الخراف أو أي نوع آخر من المواشي، إلا في العراق، دائما لدينا أكثر من عيد أضحى، أما قرابيننا فأنها مختلفة تماما، لأننا نقدم البشر أضحية، لكن أضحية لمن؟ للعراق! لا نعتقد ذلك، فمن يقتل في الغالب أنسان بسيط، لم يكن يعلم أنه سيموت اليوم، أو أنه قرر أن يدخل في معركة من أجل أرضه، داره، أو حتى شرفه.
إنما إنسان يقضي يومه بالتفكير كيف يوفر قوت يومه؟، أو كيف يسعد عائلته، فهو لا يريد أن يموت حتما، إنما اليد الشريرة قررت أن توقف حياة ذلك البائس المسكين، ليس لذنب ارتكبه، بل كل ذنبه أنه يعيش في بلد الأضاحي (العراق)، وقد حان وقت النحر.
الغريب أن القاتل يدعي أنه مسلم، ويدقق كثيراً في الواجبات، وحريص كل الحرص على فعل المستحبات، لكن لا نعلم هل نحر البسطاء من الشعب، حسب إسلامه الذي يدعيه من الواجبات أم هو مستحب؟، فإن كان مستحبا كان الأولى تركه، لأنه ربما خلف بمقتل هذا المسكين أرامل وأيتام، وإن كان واجبا، والقاتل كان يمثل أمر الله وشاهد رؤيا، كرؤيا نبي الله إبراهيم (عليه وعلى رسولنا الكريم وآله الصلاة والسلام) بأنه يذبح ولده تقربا إلى الله، كان الأولى بالقاتل أن يذبح ولده لا أولاد الأخرين.
“قتل الأنسان ما أكفره” هل نحن المقصودون بها؟
رب العالمين يقول: ” قتل الأنسان ما أكفره” ونحن نذبح كل يوم من قبل شياطين يدعون الأسلام، ويتقربون إلى ربهم من خلال سفك دمائنا، التي حرمها الله، حتما ربهم ليس الله الذي نعبده، لأن الله خلق هذا الكون لخدمة الإنسان، بل أخرج ربهم من رحمته، من أجل الإنسان رمضان آخر تتناثر فيه أشلاء الأبرياء، وتسقط سقوف على رؤوس ساكنيها، في أيام مباركة، تعادل بها العبادة في أحد لياليه ألف شهر من العبادة.
بادرت الدولة كما هي العادة، لتشكيل لجان للتحقيق لمعرفة القاتل أو الجاني، أو الجهة التي كانت سببا في هذا القتل والدمار الذي حل بالشعب، بالرغم من علم الحكومة بجميع حيثيات الحادث ومن يقف خلفه، دون أن يستدعي ذلك للتحقيق.
لكن من سوء حظ الضحايا هذه المرة، أن وقت الانفجار حدث في وقت تشكيل الحكومة، وأن الطرف المسبب هي جهة سياسية، لا تتشكل الحكومة من دون مباركتها، لذلك سوف تتقيد الحادثة ضد مجهول، وتضيع حقوق الضحايا، كما ضاعت حقوق شهداء سبايكر. نعم إن لأضحية العيد ثمن ربما حفنة دنانير، إلا أضاحينا تسفك دماؤهم بالمجان.