لطالما كان الشعب الجزائري مثالا للصمود و الثبات خلال عدة فترات من تاريخه و ما زادته تلك النكسات إلا قوة و عزيمة و إصرار منقطعا النظير، فما كانت هذه الصفات إلا وليدة معاناة الماضي الذي لازالت جراحه لم تلتئم بعد ، فتلك جراح حرب التحرير و الأخرى جراح العشرية السوداء.
لماذا تضامن الشعب الجزائري؟
لاحظنا في الآونة الأخيرة تضامنا كبيرا بين الجزائريين من اجل مواجهة الازمة الحالية ، و سنقوم في البداية بذكر بعض الامثلة من اجل الاقتداء بها و كذا نبذ مختلف النزعات الانانية التي ليست و لن تكون من شيمنا كما يجب ايضا على الدولة اخذ الدرس و الاعتبار بما يحدث من اجل الاعتراف و مراجعة النفس قبل فوات الأوان.
أمثلة على تضامن هذا الشعب العظيم
كلمة تضامن ليس بغريبة عن هذا الشعب منذ الثورة الى ما بعد الاستقلال عندما قدمت الجزائريات صيغتهن (الذهب) من اجل النهوض بإقتصاد بلدهم وصولا الى كارثة الشلف مرورا بفيضان الجزائر العاصمة وصولا الى الازمة الصحية الحالية، فيجب تقديم الشكر لكل من ساهم و لو بقدر قليل لتقديم المساعدة لمن هم بحاجة لها بداية من الاطفال الذين قدموا دنانيرهم المعدودة كهبة و الى الاطباء المقيمين في الخارج الذين قاموا بحملة جمع التبرعات لفائدة المستشفيات و الى كل الولايات من تلمسان (مغنية) الى ام البواقي و بجاية الى كل طبيب او ممرض يعمل ليلًا نهارا للخروج من هذه الازمة، مرة اخرى يعطينا شعبنا البطل دروسا لمعنى الوطنية و التضامن.
ما هو سبب هذه الأزمة الصحية؟
اما في الجهة الاخرى مع حرصي على عدم تسييس القضية لانها ازمة صحية فلاحظنا نتائج السياسات المنتهجة سابقا، ازمة الاكسجين هي نتاج سنوات من الاهمال لقطاع يعاني على كل الاصعدة، لذلك يجب اعادة الحسابات ووضع المنفعة العامة امام كل اعتبار، دعونا من حربكم من اجل السلطة فلقد ذقنا ذرعا بكم، دعوا الجزائر لمن يريدها و يحبها فليس لنا في حربكم هذه لا ناقة و لاجمل ، دعوا الجزائر لشبابها و نخبتها و شعبها فما انتم إلا افراد فرضتكم علينا الظروف.
في الاخير لابد من شكر كل من ساهم للخروج من هذه الازمة و يجب التنويه بتجنب تلك النزعة الانانية و الجهوية للتغلب على الصعوبات و يجب تفهم بعض الأفعال التي كانت ربما خارجة عن الإطار من بعض المواطنين و لكن قبل ذلك يجب تحكيم العقل و العمل لمصلحة الجماعة.”رحم الله المتوفيين و نطلب من الله عز و جل الشفاء العاجل للمصابين”الساعة الخامسة صباحا داخل مترو بأرض الشتات.