الثقافة في اللغة:
هي مصدر الفعل ثقف . وهي مجموعة العلوم والمعارف التي يدركها الفرد وهي أيضا مجموع ما توصلت أليه أمة في حقول مختلفة من فكر وأدب وفن وعلم بهدف أستنارة الذهن . والثقافة عند الفلاسفة تعني . صقل وتهذيب النفس وهي عبارة عن مجموعة من السلوكيات المنظبطة . وظهر مفهوم الثقافة في نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر في أوربا . وكان الهدف تحسين سلوك الأفراد واصلاحهم . وفي سبعينيات القرن التاسع عشر عرف علماء الأنثربولوجيا الثقافة على أنها المعرفة والمعتقدات والأخلاق والقانون.
صناعة الانسان
أن أرقى الصناعات وأكثرها صعوبة هي صناعة الأنسان والتي تبدأ من البيت والمدرسة هنا يصنع جيل هنا يمكن لأي مجتمع أن يكون ناجحا أو نحكم عليه بالفشل . في مجتمعاتنا الفشل واضح لعل أهم أسبابه هو تراجع التعليم في المدارس لأسباب مختلفة ليس هنا مجال للخوض فيها . الكثير منا عندما يذكر مثالا لمجتمع متطور لابد أن يذكر اليابان كمثال لرقي المجتمع . هذه الدولة التي نهضت من بين ركام الحرب لتعلن ثورتها الجديدة . التعليم اولا وأخيرا لبناء جيل قادر على تحمل المسؤولية .
سنغافورة مثال أخر لم تنهض ألا بنهوض مجتمعها فأصبح يشار أليها بالبنان بعد أن كان الجهل ينخر مجتمعها وكل مفاصل الحياة فيها . فما بال مجتمعاتنا تقلد السلبي وتترك كل ماهو أيجابي . كثير من أبناء الجيل الحالي يظن أن الثقافة هي مجرد التصرف ( بميوعة) ولبس الملابس الغريبة حتى وأن كان بنطال ممزق عند الركبة ويسير وفوق رأسه طاووس ولا بأس عليه أن بصق في الطريق أو ألقى بعلبة السكائر الفارغه أين ما مدت يداه أو أستخدم منبه السيارة بمناسبة أو دون مناسبة المهم أن ينتبه المارة ألى نوع سيارته . ذات يوم كنا نقف عند أحد الأفران طبعا الطابور غير نظامي والغريب في الأمر أن كل الواقفين ينتقدون هذه الحالة ولا ينتقدون أنفسهم . المسألة ليست نقد الاخريين بل أصلاح النفس أولا .
أصلح نفسك وكن قدوة لغيرك . أذا قام المعلم في المدرسة برمي النفايات في الساحة وأمام الطلبة فأقرأ على الجيل السلام . الأب في البيت أن لم يكن قدوة لابنائه في النظام والترتيب فأقرأ على الجيل السلام . الأب في بيته والمعلم في مدرسته والموظف في دائرته كل أولائك أن صلحوا صلح المجتمع . لا تتقدم الأمم وتتطور بالكلام بل بالفعل الحسن والأنظباط . وليكن الجميع قدوة للجميع وليكن كل فرد رقيبا على نفسة . والحقيقة المرة أننا لانملك من الثقافة غير قشورها …..