بقلم: إيمان جبر مخيرز
هل لحركة الجسد تأثير في صحة الدماغ؟
هناك علاقة قوية ما بين حركة الجسد، وصحة الدماغ، حيث الأنشطة الجسدية تحمي الدماغ من مرض الزهايمر، والاكتئاب، ذلك لأن تحريك الجسم ببساطة له فائدة فورية، وطويلة الأمد لحماية دماغك، وهنا تسرد في هذا الفيديو عالمة الأعصاب Wendy Suzuki تجربتها في ممارسة التمارين الرياضية، حيث ذكرت أن الدماغ من أكثر الأجزاء تعقيداً في جسم الإنسان، حيث يتكون من منطقتين رئيسيتين هما:
- قشرة الفص الجبهي الأمامي (Prefrontal Cortex)، وتقع تماماً خلف جبهتك وهي المسؤولة عن اتخاذ القرار، التركيز، الانتباه، الشخصية.
- المنطقة الرئيسية الثانية، تقع في الفص الصدغي (Temporal Lobe)، ونحن نملك فصين صدغيين أيمن وأيسر، وفي عمق الفص الصدغي، تقع البنية الهامة المسؤولة عن الاحتفاظ بالمعلومات والذكريات لفترة طويلة، وهذه البنية تدعى الحصين.
دراسة حول تأثير التمرينات بالدماغ
وقد درست عالمة الأعصاب تأثير التمرينات على الدماغ، حيث قامت بذلك بصورةٍ غير متعمدة، فقد قضت وقتاً طويلاً تنصت إلى خلايا الدماغ في غرفة مظلمة لوحدة، غير محركةً جسدها على الإطلاق، فزاد وزنها بسبب طبيعة عملها، وقلة حركتها 25 رطلاً، دون أن تلاحظ ذلك، وفي يومٍ ذهبت في رحلة تجديف نهرية فوجدت أنها كانت الأضعف على الإطلاق من بين المشاركين، فقررت الذهاب إلى نادي رياضي، إلا أنها لاحظت بعد التزاماه بحصص الرياضة تحسن مزاجها، وطاقتها، وخسرت ذلك الوزن الزائد المكتسب.
ما التغييرات التي تحدث للدماغ في أثناء ممارسة التمرينات الرياضية؟
وبعد تطبيق سنة ونصف من التمرينات الرياضية، لاحظت شيئاً جعلها تتوقف قليلاً، أثناء تعبئتها لطلب التقدم لمنحة وجدت أن الأمر يسير بسهولة كبيرة على غير العادة فهو مرهق ذهنياً، ويتطلب الكثير من الجهد والطاقة، ولاحظت أنها أكثر قدرة في المحافظة على تركيزها وانتباهها لمدة أطول، وذاكرتها طويلة الأمد والتي كانت تدرسها في مختبرها بدت أفضل. وهذا ساقها للأهم أن التمرينات الرياضية التي أدخلتها لحياتها، غيرت من دماغها، بدون علم منها، وعن طريق الصدفة، وبالعودة للعديد من الدراسات حول تأثير التمرينات الرياضية على الدماغ، وجدت أنها تؤدي إلى ذاكرة، ومزاج، وطاقة، وانتباه أفضل.
خلاصة ذلك أن التمرينات الرياضية يمكنها التغيير في دماغك لثلاثة أسباب:
- تملك التمرينات الرياضية تأثيراً فورياً على الدماغ، تمرين واحد قادر على زيادة تركيز النواقل العصبية كالدوبامين وغيرها والتي تؤدي لتحسين المزاج مباشرةً.
- تمريناً واحداً أيضاً يُحسن من قدرتك على التركيز والانتباه، وهذا التحسن يستمر لمدة ساعتين على الأقل.
- ممارسة تمريناً واحداً من شأنه التأثير على الزمن اللازم لردة الفعل.
ولكن ما ذُكر هي تأثيرات عابرة، وقد يكون تأثيرها بعد التمرين مباشرة، إلا أن ممارسة التمرينات الرياضية يغير من الشكل التشريحي والوظيفي للدماغ، ويمكن أن نوضح ذلك بـ:
- ممارسة التمرينات الرياضية، يقوم بتشكيل خلايا دماغية جديدة في منطقة الحصين، وهذا ما يزيد بالفعل سعة الحصين، ويحسن الذاكرة طويلة الأمد.
- ممارسة التمرينات الرياضية يقي الدماغ، فإذا نظرنا إلى الدماغ كعضلة، فكلما تدربنا زاد قوة وحجم الحصين، والقشرة الجبهية لديك، وهذا أمر مهم جداً بسبب: القشرة الجبهية والحصين، من أكثر المناطق عرضة للأمراض العصبية، وتدهور الوظائف المعرفية بسبب التقدم في العمر، وبالتالي فممارسة التمرينات الرياضية يجنبنا الحاجة لعلاج الزهايمر والخرف، فنحن بممارسة التمرينات يصبح لدينا قشرة أمامية وحصين أكثر سعة وقوة، وبالتالي سنحتاج لوقت أطول لتظهر تأثيرات تلك الأمراض علينا.
إذا فالتمرينات الرياضية هي بمثابة الشحن السريع للدماغ ، وممارسة التمرينات الرياضية لثلاث أو أربع مرات في الأسبوع، بحيث كل جلسة تستمر لمدة ثلاثين دقية، وممارسة تمرينات الأيروبيك والتي تحسن من معدل ضربات القلب، من شأنه إعطاءنا النتائج السابقة.
رابط الفيديو: https://youtu.be/gedoSfZvBgE
بقلم: إيمان جبر مخيرز/ طالبة دكتوراة في قسم المناهج وطرق التدريس في الجامعة الإسلامية في فلسطين-غزة-.
بقلم: إيمان جبر مخيرز